الأحد، 29 نوفمبر 2020

ذكرى ميلاد: أسمهان.. تناقضات الفن، والمأساة

 دخلت أسمهان المطربة السورية التي تحل ذكرى ميلادها يوم الخامس والعشرين من نوفمبر سنة 1931م، عالم الغناء من أوسع أبوابه بتسجيلها قصيدة "أين الليالي" من تأليف إسماعيل صبري وألحان محمد القصبجي، وطقطوقة "يا نار فؤادي" من تأليف يوسف بدروس وألحان فريد غصن، وبحلول السنة التالية اختفى اسمها آمال الأطرش من الصحافة والفن لتخلد باسمها الفني الذي اختاره الملحن داود حسني.

     ثلاثة عشر عاماً عمر تجربة المطربة السورية (1912 – 1944) كانت كفيلة بمنحها مكانة مميزة في تاريخ الغناء العربي، كرّسها تنوّع طبقات صوتها الواسعة والدافئة المتدفقة.

       يشير الصحافي محمد التابعي في كتابه "أسمهان تروي قصتها" إلى إسرافها في الإنفاق وفي الشراب وإلى زهدها في المال" وفي مقارنة ذكية بين شخصيتها وبين شخصية أم كلثوم، ترى شريفة زهور في كتابها "أسرار أسمهان.. المرأة، الحرب، الغناء"، أن صاحبة أغنية "يا حبيبي تعال الحقني" خضعت لإملاءات الرجال من أشقاء ومقرّبين في حياتها، وأنها لم تتخلّص من تدخلاتهم خلافاً لأم كلثوم التي فرضت نفسها على عائلتها ومنعتهم من الاقتراب من شؤونها الشخصية.

     وتأتي أيضاً صورتان متضادتان حول سلوكها؛ الأولى لامرأة تبحث عن الملذات والحياة البوهيمية كما تقدّمها مراجع عديدة، مقابل روايات عن نظرتها السوداوية للحياة وأنها كانت مهووسة بزيارة المقابر مع شقيقها الأكبر فؤاد، وكذلك تعدد محاولاتها للانتحار، ومنها محاولتها ابتلاع عبوة كاملة من أقراص الأسبرين، حيث يتردد أنها كانت تريد أن تتخلص من حياتها بأي طريقة خوفا من الموت، وكان علاجها من وجهة نظرها هو مجابهة الموت بالموت نفسه.

      عاشت اسمهان سيرة مليئة بالتناقضات، وقدّمت في الوقت نفسه أغنيات لن تنسى، مثل: "عذابي في هواك" و"عاهدني يا قلبي" من ألحان زكريا أحمد، و"مجنون ليلى" من ألحان محمد عبد الوهاب، و"يا لعينيك" من ألحان رياض السنباطي، و"فرّق ما بينا الزمان" من ألحان محمد القصبجي، و"ياللي هواك" و"كان لي أمل" من ألحان فريد الأطرش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...