مجلة ''الكاتب''
في عددها الثالث
فسحة أدبية تقتفي خطى المواهب المبدعة
اتسم العدد الثالث من مجلة اتّحاد الكتاب
»الكاتب« بطرح موضوعات أدبية دسمة بأقلام واعدة، كما تميز بإعطاء مكانة خاصة لأدب الطفل
وقد تجلى هذا من خلال الدراسة التي تطرقت إلى موضوع أدب الطفل في سورية ،كما حملت المجلة باقة متنوعة من المواضيع في شتى مجالات الفكر والإبداع.
وأكد صاحب افتتاحية المجلة في عددها الثالث عمر بوشموخة أن الحاجة إلى مجلة أدبية تلم شمل الأدباء، وتلتئم،
على صفحاتها أفكار ونصوص الإبداع تنبع من ضرورة إعادة الاعتبار للكلمة والحرف و النص
الشعري، والمتن الروائي، والمقالة الأدبية والنقدية ولكل القيم الفنية والجمالية التي
ينشدها حامل القلم من شرف واستحقاق، إيمانا بأن الدعوة إلى رد الاعتبار للنص الأدبي
الجزائري يصب في هدف محدد يتعلق بضرورة الاعتراف لا بالدور الثوري والريادي الذي قام
به الكاتب، والمثقف، مشيرا إلى أن المقصود بالحاجة إلى المجلة الأدبية هو محاولة إيجاد
مجلة ورقية تعبر عن روح الأدب، وتعيد القطار إلى سكته الصحيحة، بالمعنى الذي يجعل من
هذه المجلة لا تكتفي بنشر قصيدة جميلة، أو قصة رائعة، أو مقالة أدبية مؤثرة فقط، ولكن
بالمعنى الذي يجعل منها تصنع الشاعر ويتخرج منها القاص، مستدلا بالدور الذي لعبته العديد
من المجلات في صنع الأدباء والمبدعين،و اكتشاف المواهب، على غرار مجلة آمال
والجزائرية، الآداب البيروتية،والفكر التونسية.
هذا وقد دفع وضع الثقافة العربية وما تتعرض له من هدم وتشويش، الدكتور عمر بوشموخه،
لتخصيص دراسته حول موضوع الغناء والموسيقى في مواكبة الثورات العربية.
وقد تصدر العدد الثاني من مجلة الكاتب الذي جاء في 192 صفحة من خلال الدراسات،
أحد المحاور الأساسية التي مازالت تشغل الكاتب والدارس الجزائري على السواء بالنسبة
لكتابة الرواية، حيث جاءت الدراسة تحت عنوان "دلالة الشخصيات في رواية المملكة
الرابعة للازهر عطية " بقلم الدكتور عبد
الحق منصور بوناب.
أما من باب الشعر فقد فتح العدد نافذة على المبدعين، حيث اقترح على القراء مجموعة
من القصائد الصادرة باللغتين العربية والفرنسية
مثل قصيدة" سلاما أيتها الثورة" لأحمد عنتر مصطفى من مصر، وعن أوقات
الطفولة يكتب حسن خراط قصيدته "مراعي
الطفولة"، وعن السلام كتب عبد القادر
زنين بالفرنسية قصيدته المعنونة بـ"من أجل السلام"، وإلى جانب هذا حملت المجلة
في شقها الإبداعي دائما مجموعة من القصص القصيرة، على غرار قصة"الرأس والمرآة"
للأردني جعفر العقيلي، "أرض الحب" لزهرة أنيس، "وضاعت في الطريق"
للكاتب اليمين أمير، و في صفحتين يحملنا عيساني محمد الطاهر إلى اكتشاف
أحداث قصتهالملامح المبهمة.
أما في قسم الحوارات، فقد خص العدد
الثالث وفي حديث طويل ، للشاعر محمد بن رقطان
الذي اعتبر أن فترة السبعينات تمثل قمة الازدهار الثقافي، وتحدث الشاعر عن الظروف والأوضاع
التي نشأ ودرس فيها، ودور زاوية الشيخ الحفناوي بديار في التربية والتعليم، ليواصل
حديثه عن سيرته النضالية،ثم عن السيرة التربوية انطلاقا من تجربته في ميدان التعليم
ليختتم حديثه بالتطرق إلى مسيرته الأدبية بداياته، مواقفه من تجربة القصيدة الحرة في
الجزائر، ومن قصيدة النثر رأيه حول الكتابات الشعرية الجديدة، وحول أفاق الثقافة في
الجزائر.
وتختتم المجلة صفحاتها بالتفاتها نحو
فنان روسيكادا أحد أهم مبدعي فن المنمنمات، أحمد بخليلي المولود بعد الاستقلال بسكيكدة،
وهو أحد طلبة الفنون الجميلة بقسنطينة والجزائر، حيث اختارت ان يزين غلاف العدد الجديد بلوحة من لوحات الفنان التي ترمز لأصالة المرأة
الجزائرية وتحمل صورة لإمرة بزيها التقليدي الذي يرمز لمنطقة القبائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق