بحزن بالغ الأسرة الثقافية العربية وبخاصة الأسرة التشكيلية خبر وفاة الفنان
التشكيلي العراقي عصام الجبوري فجر اليوم الأحد 13 جانفي 2013، في مكان اقامته في مدينة
"لاروشيل" في فرنسا.
تخرج الراحل عصام الجبوري من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1969/1970 .
وعمل رساماً في مجلة "مجلتي" للأطفال.
يقول عنه الفنان فيصل لعيبي الذي عمل معه آنذاك
في هذه المجلة :
كان شاباً طموحاً ونشطاً في مجال الرسم، وقد جمعتنا
معاً مجلة "مجلتي" للأطفال ، وكان من أنجح رسامي المجلة، وله شخصيتان كانتا
تتصدران رسوم المجلة وأغلفتها، اسمهما (غسان ومفيد) على ما اذكر. لقد كان فناناً لم
يعرف كيف يستثمر قدراته ، وكان إنساناً طيباً وخلوقاً ، قضيت معه أوقاتاً حلوة ، عندما
زرته في مدينة "لاروشيل" ، وقد أكرمني وجهد على راحتي هناك
ويقول عنه الفنان نعمان هادي :
لقد غادرنا بغداد عصام وأنا، في نفس اليوم وعلى
نفس الطائرة بتاريخ 17/08/1971 باتجاه فرنسا، وواجهنا معاً محنة البقاء في باريس والتنقل
فيها من مكان لآخر بحثاً عن سكن، وقد مارس عصام في حينها بعض الحِرَف اليدوية في سبيل
توفير مصروفاته اليومية، منها عمل حقائب يدوية جلدية كانت موضة سائدة آنذاك في أأوساط
الشباب ... واستمرت علاقتنا في باريس في المراحل الأولى إلى حين مغادرته باريس
وتوجهه إلى مدينة "لاروشيل" الفرنسية
واستقراره فيها، بعدها اقتصر التواصل بيننا على المكالمات الهاتفية واللقاءات المتباعدة.
ويتحدث الكاتب فلاح الشكرجي عن أعمال الفنان الراحل:
تتنوع تجربة (عصام الجبوري) ما بين الرسم والنحت
ورسوم الأطفال، وتصميم ديكورات العروض المسرحية،ورغم هذا التنوع يبقى الفنان ملتزماً
برؤيته الخاصة في توظيف الأشكال الرمزية وإعادة إنتاجها رمزيا لتصبح قادرة على تحمل
مسؤولية المضمون الفكري المراد التعبير عنه؛ ففي أعماله دوما ترتسم الرغبة في التعبير
عن فكرة وهاجس نقل الشعور نحو الآخر والتواصل مع عديل الروح المنشود والمتخيل لردم
الفجوة التي صنعتها سنين الغربة في داخله من ريعان الشباب وحتى الكهولة.
وعلى الرغم من تماسه المتواصل مع المهيمن الثقافي المتمثل بالأوساط الفنية،
ومناخات باريس المترعة بالإبداع والتجريب وقدرته على التواصل مع تحولات بنية العمل
الفني التي تفرزها أساليب الحداثة وما بعدها أولا بأول نجده مازال وفيا لإشكالية عصرنة
الموروث التي أطلقها الراحل الكبير أستاذه وأستاذ الفن العراقي المرحوم(جواد سليم)
والتمسك بالهوية واختزان رموز التراث والأشكال النحتية الرافدينية، وكأنه يسعى للمحافظة
على ذاته من براثن التوحد والغربة في زحمة أضواء المدينة التي لا تنام الليل، ولا تذكر
أحدا في الصباح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق