الخميس، 17 يناير 2013

جائزة البوكر العربية


فيما تم إقصاء الجزائريين أمين الزاوي وواسيني الأعرج
أمانة جائزة البوكر تعلن عن إدراج ست روايات في قائمة البوكر العربية
        بعد تنافس 133 عمل روائي للوصول إلى الجائزة العالمية للرواية العربية أعلنت أمانة جائزة البوكر العربية خلال مؤتمر عقد بتونس في الأيام القليلة الماضية عن الأعمال الروائية الستة التي أُدرجت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لهذه السنة في الوقت الذي غاب فيه الأديبان الجزائريان، أمين الزاوي وواسيني لعرج الى جانب بعض الأسماء العربية الكبيرة التي كانت ضمن قائمة الستة عشر عملا على غرار اللبنانيين، وعن الروايات المرشحة فهي كالآتي.
”القندس” للسعودي محمد حسن علوان
         تدور أحداث رواية القندس للروائي السعودي الشاب محمد حسن علوان، حول يوميات شاب سعودي يتأرجح بين عائلة مفككة، حيث أن والدته تركته وهو طفل وأب لم يرض مطلقا على سلوكياته، ومع هذه الظروف تتداعى ذاكرة البطل وترصد كنا مراحل حياته التي طالتها الآلام النفسية والضغوطات السلبية العميقة، أما عن  سبب اختياره لهذا العنوان يقول الكاتب: ”إن القندس هو حيوان نهريّ ينتشر في مناطق من أوروبا وشمال أمريكا، ويشتهر بالسدود التي يبنيها في عرض النهر لحماية العائلة”.. ليربط بذلك بين أخلاق حيوان وعائلة جنوبية تسكن الرياض. وأضاف أن روايته تصنف ضمن الدراما الاجتماعية بعيدا عن العاطفة ومختلفة عن بقية رواياته.
        للذكر، محمد حسن علوان من مواليد الرياض سنة 1979 حاصل على ماجستير إدارة الأعمال، جامعة بورتلند، الولايات المتحدة الأمريكية، كاتب أسبوعي في جريدة الوطن السعودية، أصدر قبل روايته الأخيرة والمترشحة للبوكر ثلاث روايات هي سقف الكفاية، صوفيا وطوق الطهارة.
”ساق البامبو” للكويتي سعود السنعوسي
        يستعرض الكاتب الكويتى، سعود السنعوسى، قصة من نوع خاص في روايته ”ساق البامبو” عن ”خوزيه” الذي كان ضحية قصة الحب القصيرة بين أمه ”جوزفين” ووالده ”راشد” والتي انتهت به جائعا فقيرا في الفلبين حتى عُمر 18 عاما وهو زمن بداية الرواية.  واعتبرت الرواية الأولى من نوعها التى ناقشت قضية الخادمات الأجانب فى بلاد الخليج العربي ومدى فداحة المأساة التي قد تأتى بها رحلة البحث عن عمل وكسب الرزق للخادمة في تلك البلاد.
         سعود السنعوسي، كاتب وروائي كويتي نشر عدة مقالات وقصص قصيرة في جريدة القبس الكويتية كاتب في مجلة ”ابواب”منذ 2005 عضو رابطة الأدباء الكويتيين صدر له عن الدار العربية للعلوم سجين المرايا 2010 وساق البامبو 2012 جائزة الروائية ليلى عثمان لابداع الشباب في دورتها الرابعة.
”أنا وهي والأخريات” للبنانية جنى فواز الحسن
         أما رواية جنى الحسن ”أنا وهي والأخريات” فتتابع رحلة امرأة تحاول أن تخترق الحلقة المفرغة التي تدور فيها النساء التقليديات، ممثلات في والدتها لتجد نفسها تعود للدوران في ذات الحلقة بفارق مهم هو وعيها لما هي فيه وإحساسها بالضياع والوحدة والفقدان. وجنى فواز الحسن روائية لبنانية شابة بدأت مسيرتها الأدبية برواية تحمل عنوان ”رغبات محرمة” التي باشرت بكاتبة مغايرة في عالم الأدب، وأتبعتها سنة 2012 برواية ”أنا هي، والأخريات” التي أهلّتها للقائمة القصيرة لجائزة ”البوكر”.
”يا مريم” للعراقي سنان أنطوان
           سنان أنطوان روائي وشاعر عراقي، وهو أستاذ مساعد في الأدب العربي في جامعة نيويورك. قام بإخراج أفلام عن بغداد حائز على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفرد عام نشر العديد من المقالات والدراسات كما نشرت له قصائد في جريدة السفير، الأمة والأهرام. يتطرق الروائي والشاعر العــراقي سنان انطوان في روايتــه الثالثة الصادرة حديثا عن منشورات الجمل، إلى الأسئلة الشائكة التي تعــاني منها الأقليــات في العراق الراهن، ليروي لنا عبر سيرة يوسف - (الذي يرفض الهجرة وترك البيت الذي بناه) - كما عبر سيرة مها - (التي وجدت نفسها مهاجرة داخل بلدها والتي تنتظر اوراقها كي تغادر العراق نهائيا) - بعض آلام الشعب العراقي، وما يثيره ذلك من أساء.
”سعادته السيد الوزير” التونسي حسين الواد
        فيما تطرق الروائي التونسي حسين الواد في روايته ”سعادته السيد الوزير” إلى موضوع الفساد الذي بات من المواضيع المفضلة للرواية العربية الصاعدة، وفي الرواية يصل أحد المواطنين بشكل غير متوقع إلى منصب الوزير، ويشهد الفساد بأم عينه ثم يصبح جزءا منه. هذا ويعدّ حسين الواد دكتور وأستاذ المناهج الحديثة في دراسة الأدب بجامعة تونس، كما يشتغل كناقد وباحث له إسهاماته المهمة على المستوى النقدي في الحقل الأكاديمي والحر على حد السواء. ويعتبر من مؤسسي ”حركة الطليعة”، له عدة مؤلفات أبرزها ”البنية القصصية في رسالة الغفران” سنة 1972، ” تاريخ الأدب: مفاهيم ومناهج”، ”مناهج الدراسات الأدبية” صدر سنة 1982،  ”المتنبي والتجربة الجمالية عند العرب”، ”مدخل إلى شعر المتنبي” 1991، ”دراسة في شعر بشار” 1992،  ”اللغة الشعر في ديوان أبي تمام” 1999،  و”جمالية الأنا في شعر الأعشى الكبير” الصادر عام 2001، بالإضافة إلى جملة من مؤلفات وعديد المقالات.
"مولانا" للمصري إبراهيم عيسى
          يتناول الكاتب والصحفي إبراهيم عيسى، من خلال روايته ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات التي انتشرت في العالم العربي في السنوات الأخيرة، حيث يكشف لنا العالم الخفي لهؤلاء الشيوخ، والعلاقات التي تربطهم بأجهزة الأمن والساسة ورجال الأعمال، وهى رواية جريئة توضح كيف يساء استخدام الدين.
إبراهيم  عيسى التحق بالعمل في مجلة روز اليوسف منذ أن كان طالباً في السنة الأولى من كلية الإعلام.
يتولى الآن رئاسة تحرير صحيفة الدستور اليومية واسعة الانتشار في مصر، كما أنه أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، يقدم برنامج الفهرس أسبوعيا على قناة دريم الفضائية، كما كان يقدم برنامج سياسي اسمه على القهوة في نفس القناة إلى أن منعت السلطات المصرية بثه، وتتميز كتاباته بأسلوب ساخر، تلقائي وعميق في الوصف والتشبيه كما إنه سهل ممتنع، ويمكن اعتباره واحدا من الصحفيين المصريين الأكثر احتجاجا على ممارسات السلطة السياسية في مصر، ونتيجة لمواقفه أغلقت له ثلاث صحف كان يرأس تحريرها كما صودرت إحدى رواياته (مقتل الرجل الكبير) وله أيضا رواية أشباح مصرية.
         جدير بالذكر الأديبين الجزائريين واسيني الأعرج وأمين الزاوي أقصيا من التنافس على هذه المسابقة التي تقدر جائزتها بـ50ألف دولار بعد أن كانا مرشحين بقوة عن عمليهما ”حادي التيوس” و”أصابع لوليتا”، لنيلها إلى جانب مجموعة من الكتاب العرب على غرار الأسماء الستة التي اختارتها لجنة التحكيم برئاسة الأكاديمي المصري جلال أمين، والتي بقيت عضويتها طي الكتمان لأسباب تبقى مجهولة.
القائمة التي أفرزت حضورا حصريا للكتاب المشارقة وغياب شبه تام للأدباء المغاربة عدا الكاتب التونسي حسين الواد، تحمل جملة من الإشارات والدلالات لا تزال غامضة عند المتابعين والمختصين، على غرار تكريس الأسماء والشخصيات نفسها رغم الأعمال المميزة التي تميز ثلة من كتاب الرواية في العالم العربي، لاسيما في بلدان المغرب العربي. فيأتي إقصاء اسمين من الرواية الجزائرية بالإضافة إلى مرّشحين آخرين من المغرب وتونس، حسب بعض المختصين إلى عدة أسباب منها سيطرة المركزية اللبنانية بعد أن باتت بيروت أحد الأقطاب التي تحاول صنع واقع الرواية العربية، ناهيك عن المصالح التجارية التي تتحكم في سوق الرواية من خلال الناشرين والنشر الذي أصبح تجاريا أكثر منه دفاعا وخدمة للأدب والفعل الكتابي بشكل عام.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...