الخميس، 17 يناير 2013

لي صديق من الجزائر


لى صديق..بشير خلف
بقلم إياد نصار
         دخلت بشوقي المعتاد الى حجرتي الخاصة .. أدرت القرص على الارقام السرية. وصلت الى الصندوق الاخضر. مددت يدي. كانت هناك تنتظرني. رب صدفة خير من ميعاد. كل يوم يحمل إلي حمام البريد الالكتروني الزاجل أخباراً ورسائل وتحرشات اعلانية من جهات متطفلة! لكنها لم تكن من بينها. كان العنوان جميلا مكتوبا بالخط الاندلسي. شعرت بلهفة تجتاحني لأفض عنها المغلف وأفتحها. إنتشر في الجو عطر جميل. ليس غريباً عني. كان مضمخاً بندى الارض الطيبة. استحضرتْ كلماتها في ذاكرتي تاريخ المجد وفاحت منها رائحة الارض وأشجار النخيل على تخوم الصحراء. فاضت كلماتها بالحب الذي ملأ الجو من رحاب تلك الحسناء الجميلة الموشحة بالجلال التي أطرقت زمناً في ذهول من عقوق بعض أبنائها الذين غرسوا خنجراً في صدرها ولكنها كانت أكبر منهم وأكبر من الموت. كنت على موعد مع رسالة من صديق قاص وكاتب من الارض التي أحمل لها في نفسي عشقاً قديماً كبر معي.. الجزائر.
       بشير خلف ، التقينا صدفة على بياض الورق ونتعرف على أوجاع الحياة كأصدقاء. رسالتك ايها الصديق الكريم إحتفيت بها حفاوة تليق بك وبإبداعك. تنسمت عطرها وتحياتها وبادلتها أطيب التحيات. لقد سعدت بهذا اللقاء والتواصل. لن أفيك حقك من الود والثناء على هذه الكلمات من معدنك الطيب الاصيل ، ولعلي لا أبلغ حسن ضيافتك لي في مدونتك الجميلة.
      وأنتم يا أصدقائي أود أن أختطف هذه المساحة لأرحب بضيفي. أديب وقاص جزائري جميل العبارة التي تضعك من فورك في جو المكان وتحمل بصمة التعبير عن خصوصيته وتندغم في الارتباط بإنسانه وقضاياه. قضاياه الذاتية تصبح قضايا الفضاء المكاني الذي ينتمي اليه. إنه صوت الابرياء القابضين على جمر الانتماء للارض الذين حاولت اليد السوداء أن تغتال فرحتهم خلال العشرية الدموية وما تزال تتربص بهم. تطرح قصصه قضايا الواقع اليومي المعاش بإحباطاته وانتكاساته.
      بشير خلف أحد الادباء الجزائريين النشطين. أصدر خمس مجموعات قصصية هي أخاديد على شريط الزمن ، القرص الاحمر ، الشموخ ، الدفء المفقود ، وأخرها ظلال بلا أجساد. بشير خلف من ولاية الوادي الجزائرية في شمال شرق الصحراء على تخوم بسكرة في الشمال وورقلة في الجنوب والغرب ومن منطقة تدعى وادي سوف souf ويرأس حاليا الجمعية الثقافية في ولاية الوادي المسماة "رابطة الفكر والإبداع". له مدونة جميلة تسمى "سوف أوراق ثقافية". وإذا كنا قد عرفنا توأمة المدن العربية ، فإنني هنا أفتتح هذه التوأمة بين أوراقنا الثقافية وعن تسمية شارع رئيسي في أوراقي الثقافية بإسم سوف أوراق ثقافية! هذا الذي نسير فيه الان!
        كما أخبرتكم فقد حمل الي البريد الزاجل هذه الرسالة التي أعتز بها من الصديق بشير التي يشرفني نشرها هنا عرفاناً وإمتنانا مقرونة بكل المودة وعاطر الثناء، راجياً أن يبقى القلم يبوح بكل ما يليق بذوقكم من إبداع ، وأن تبقى أوراق ثقافية مساحة حرة للابداع ونشر الثقافة العربية والتواصل مع الاقلام الابداعية في كل مكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...