الرابطة حددت لنفسها أهداف الحراك الاجتماعي والثقافي
والاقتصادي المحلي والوطني
في
زيارته لمقر جريدة الجديد أمس أكد القاص والروائي الأستاذ بشير خلف أن الرابطة الولائية
للفكر والإبداع منذ أن أنشأت في أكتوبر 2001 حددت لنفسها أهدافا تتوافق مع الحراك الاجتماعي
والاقتصادي والثقافي الذي يجري محليا ووطنيا.
ولذلك فإن كل المواضيع التي تطرق اليها في الندوات الفكرية السابقة كانت معاصرة
كالثقافة الوطنية وتحديات العولمة والمجتمع المدني ودوره في التنمية والموروث والخطاب
الديني بين الغلو والاعتدال، وأوضح ذات المتحدث أنه انطلاقا من المسار السابق فان الندوة
الفكرية التاسعة للرابطة هذه السنة اختارت أن يكون موضوع "العمارة والإنسان"
الموضوع الرئيسي ذلك لأن مشاكل العمارة المعاصرة في الجزائر ومن خلال تنوعاتها الكثيرة
صارت في أغلبها لا تتوافق مع عمارة الإنسان الجزائري التي درج عليها وعرفها ونشأ في
ظلالها والتي كانت تغلب عليها سمات العمارة الإسلامية خاصة من ناحية الشكل الهندسي.
الأستاذ بشير خلف أشار الى أن التشوه العمراني الذي
يراه البعض بأنه يتماشى مع الحداثة ضرورة تفرضها الحياة المعاصرة وتناسى هؤلاء بأن
الإنسان المسلم له هويته وله فضاءه الخاص المستند الى الحياء والحشمة، ثم ان العمارة
الصحراوية في الجزائر معروفة بخصائصها وخاصة في وادي إلا أن برامج السكن الحديثة أخلت
بهذا التوازن الموجود بين الإنسان الصحراوي وبيئته.
الرابطة الولائية للفكر والإبداع ستنظم
هذه الندوة لمعالجة الخلل في العمارة مستعينة بمجموعة من الخبراء والدكاترة المتخصصين
لطرح الموضوع طرحا أكاديميا وتشخيص هذا الخلل وتوضيح الأسباب وطرح البدائل لتقديمها
كمقترحات في كتاب يكون مرجعا للمثقفين وللهيئات الرسمية والطلبة الجامعيين ولكل من
يعنيه الأمر في هذا الميدان الحساس "العمارة والإنسان"، وعن الهدف الرئيسي
لهذه الندوة من خلال طرحها للموضوع المشار إليه سابقا أكد خلف هو الفات نظر السلطات
المحلية والمهندسين المعماريين على خطورة البرامج السكنية التي تنجز ولا تراعي خصوصية
الإنسان الصحراوي في علاقته مع البيئة وقيم العمارة الإسلامية وضرب في ذلك مثلا بالإنسان
السوفي الذي تعود على معايير معينة في مسكنه منذ زمن طويل على غرار الرمل و"السقيفة"
التي تعد من أهم المواريث الاجتماعية يصعب التخلي عنها خاصة بالنسبة لكبار السن والتي
هي في حالة اندثار.
وحول تاريخ الندوة قال الأستاذ خلف أنه تم تحديد أيام 26 و27 و28 جانفي الجاري
موعدا لها بدار الثقافة القديمة وسط المدينة حيث سيتم تناول ثلاثة محاور رئيسية وهي
"العلاقة الجدلية بين العمارة والإنسان" و "العمارة الصحراوية وعلاقتها
بالإنسان"و"العمارة والإنسان في وادي سوف" وسيتم في هذه الندوة مشاركة
مجموعة من الأساتذة المحليين والوطنيين على غرار أساتذة جامعيين من جامعة غرداية وأدرار
وبسكرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق