في جرّها إلى ربيعهم"
من المستهدف
من الحرب في مالي؟ سؤال صار الكثيرون يجيبون عنه بكلمة واحدة وهي الجزائر، ومنهم الإعلامي
الفلسطيني عبد الباري عطوان الذي شرح وجهة نظره من خلال هذا اللقاء الذي جمعنا به مساء
أمس، حيث استهله بشرح قناعته في فشل الغرب في جرّ الجزائر إلى مستنقع ما يسمى بالربيع
العربي، ليس لأن الجزائر تعيش بحبوحة ديموقراطية وحريات في الرأي، أو أنها تختلف عن
البلدان التي شهدت ثورات في السنوات الأخيرة، وإنما لأن الشعب الجزائري رفض أن ينجر
إلى هذه اللعبة الكبرى، بعد أن اكتوى لعشرية كاملة بنار الفتنة واكتشف أن الغرب يتفرج
في أحسن الأحوال، إن لم يكن يلعب دور من يصب الزيت على النار.
عبد
الباري عطوان بدا مقتنعا بأن الجزائر هي الهدف الأول وربما الوحيد من الحرب في مالي،
فلا أحد يصدق أن فرنسا وحلفاءها وأولهم الولايات المتحدة الامريكية، تدخلت في مالي
لأجل القضاء على الإرهاب وعلى القاعدة، بدليل أن فرنسا تدخلت في ليبيا قبل أن تلقى
الضوء الأخضر من مجلس الأمن فقضت على الديكتاتور الذي كان أكبر أصدقائها، وغرست بذرة
القاعدة في ليبيا حيث صار ثمن الكلاشينكوف أقل من عشرين دولارا في صحراء ليبيا. كما
استعمرت الولايات المتحدة العراق وغرست فيها القاعدة، وهاهي سوريا أيضا تلد الفوضى
العارمة فيها بدعم من الغرب القاعدة وأخواتها.
وإذا
كانت الولايات المتحدة قد ضربت في أماكن النفط وتواجد الدول الإسلامية دون غيرها من
بلدان العالم، فإن فرنسا هي أعلم الدول بالخارطة والثروات النفطية في إفريقيا وخاصة
في الجزائر ونيجيريا الجارتين لمالي، وقال الإعلامي عبدالباري عطوان، إن ما يخشاه أن
البرودة التي استقبلت بها هيلاري كلينتون في الجزائر ورفض الجزائريين التدخل العسكري
يتحول إلى عقاب على الطريقة الغربية عبر اختيار بوابة خلفية لأجل الهدف الأكبر وهو
إشاعة الفوضى في الجزائر، على شاكلة ما حدث في العراق وليبيا وأفغانستان، وما يحدث
حاليا في سوريا، ومع كل ذلك أبدى عبد الباري عطوان قناعته من حِكمة الجزائريين لإفشال
المخطط الكبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق