السبت، 19 يناير 2013


حديث الدّمع 
شعر: سليمة ماضوي

لا جفَّ دمعِي الذي في طَرفِهِ لهبُ
و لا شفى حرقةً في صمتِها العتبُ 

فهلْ تُراها بطولِ العمْرِ تَذكرنِـي
و هل تُراني بمدّ الليلِ أرتقـبُ

ما لي بذكرى خَلا من دربِها أملي
و لم يزلْ طيفُها يهـفو و يقتربُ


أوقفتُ ركبي و بالأعماقِ أسئلـةُ
لاحتْ بأعناقها كمْ طــالهَا تعبُ

هل ما أزالُ بخفقِ القلبِ أكتبـُها
و العمرُ من زمنِي تغتالُه الحقـبُ

تعتّقُ العقمُ بالأحشاءِ من ألمـي
و أوْرَقَ الحلمُ وهمًا صمتُه لهــبُ


هممْتُ باللّيل أتلو فيه بوح دمي
إذْ عانقتــْه ذنوبٌ باتَ يرْتَهـبُ

تطوفُ بي توبةُ تمتدُ في لغــتي
حروفُـــها دمعةٌ أقلامُـها سُحـبُ

غريقةٌ بيـن آه المدِّ يجرفنـي
و مَا أنا مَنْ ببطنِ الحوتِ يحتجِبُ


و لستُ أيوبَ أفنَى الصّبرَ عتّقَـه
و لا أنا يوسفُ انشقَتْ له الحُجُبُ

و ما ادعيتُ نبوءاتٍ و لا حلمًـا
لمّا تمزقـــتِ الأوراقُ و الكتـبُ

لكنَ حرفي لربّي ظلّ مُعتصــــمًا
و كنتُ أعرفـــهُ بالشّعرِ يُنْتهَبُ


كفرتُ بالشّعر لمّا خانَ قافيتـي
و الكُفْرُ خوفٌ إذا ما طالهُ الغضَبُ

ارجعْ لربّك يا دمْعي وخذْ وجعي
و اسلك معي سيرةَ الزّهادِ إذْ نُكِبُوا

واقرأْ على هامتي ما تَاهَ مِنْ زمني
يَسَاقَطُ الطهرُ في أوصاله الرُطَبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...