مدينة الألف قبة وقبّة تــــشكو أهلها؟!
بقلم: بشير خلفيا صفوة الوادي أتـــــــــــيتُ * وقصتي بين الجموع كما رأيت تراني
ما كنتُ أبغي البوح إلاّ أننــي * في كـــــــــــــل يوم أشتري كتماني
ورأيت في طبْع النخيل أصالة * عربية …أفـتـكــــــــــــذب العينان؟
( الشاعر السوري أحمد دوغان)
الإعلامي القدير، والكاتب الروائي، والمسرحي المتميّز حميدة عياشي مدير يومية الجزائر نيوز عندما استضافته مديرية الثقافة لولاية الوادي خلال تنظيمها للملتقى الثامن للموسيقى، والأغنية السوفية في هذا الشهر(شهر ديسمبر 2010) كتب ثلاث مقالات عن هذه المدينة في " بلوك نوت" بصحيفته، ففي مقاله ليوم الأربعاء الثامن من هذا الشهر كتب وهو يندب حظّ هذه المدينة البئيسة :" بعد واحد وعشرين سنة، عـــدتُ إلى مدينة الوادي، لكن لم أجد الوادي التي عرفت، يظهر التقهقر على أكثر من صعيد••" في مقاله عبّر عن فزعه من العزلة التي تعانيها المدينة عاصمة ولاية وادي سُوفْ، ووادي ريغ، ومن مستوى التقهقر الذي جعلها تحمل من المدينة إلاّ الاسم، انفزع من إهمال سمات العمران الجميلة التي كانت تتميز بها بما أهّــلها أن يُطلق عليها " مدينة الألف قبة وقبة " ..المدينة التي هامت بها وعشقتها الرحالة إيزابيل إبراهاردت فحطت رحالها بها، وكتبت فيها وعنها أبدع نصوصها النثرية الشعرية.
قبل حميدة عياشي زارها للمرة الثانية الشاعر والكاتب الفيلسوف أزراج عمر أثناء ملتقى الشعر الفصيح الذي تنظمه مديرية الثقافة بالوادي، بقدر ما انبهر بالمشهد الثقافي في المدينة من نشاطات تتمثل في الملتقيات والندوات، والجلسات الفكرية والإصدارات التي تنوعت في أغلب المناحي الفكرية، وتواجد نخبة مثقفة تتحرك وتنشط ،ولا من مساعدة إلاّ من القطاع الثقافي المتمثل في مديرية الثقافة ودار الثقافة؛ فإن أزراج صعق لمستوى التخلف الحضاري للمدينة الذي تجاوزتها فيه قرى وبلدات أخرى من الوطن كانت نكرة في التاريخ، وهي مدينة الوادي العريقة في التاريخ..صعق للتدهور البيئي الذي لم يرق بها إلى أن تكون عاصمة بحق لولاية تبوّأت مكانة الصدارة في النهضة الفلاحية المعاصرة في أكثر من منتوج استراتيجي، ما أعجبه في هذه المدينة البئيسة غير دار الثقافة الجديدة التي هي مفخرة بحقِّ، وما يجد مثقفو هذه المدينة وفنانوها غير هذه التحفة يفتخرون بها أمام ضيوف المدينة وزوارها، سيّما في فعاليات التبادل الثقافي ما بين الولايات، وكذا الملتقيات الثقافية الأخرى سواء بالمركز الجامعي، أو بالقطاع الثقافي.
قبل هذين الضيفين استضافت الجمعية الثقافية عمر عزوز في إحدى ندواتها السنوية الكاتب الشاعر والروائي ابن جيجل محمود بن حمودة الذي بقدر ما ملكت فؤاده ربوع سوف طبيعة وإنسانا ..وقال في ذلك شعرا:سُـــوفُ أنتِ الحضور الذي ضمّنا والمدى قاربٌ ماخرٌ بُــــعْدها
جئتها عاشقا أرتوي كأســــــــها قامة في السماء وقامة أهلها
هذا الشاعر الرقيق هاله ما لاحظه من تدنٍّ في التهيئة الحضرية بالمدينة، وبالعقلية البدوية التي تطبع أغلب من رآهم، وبخلوّها من المنشآت العامة الاجتماعية والترفيهية، وغياب وسائل الترفيه الراقية، وانعدام الأحياء والشوارع والمساحات الخضراء التي تُعتبر في مناطق أخرى من الوطن من الأبجديات الأولى في المدينة العصرية..كل المدن تُعرف بمناطق، أو منشآت معيّنة، أو أحياء راقية تعتبر رموزا لساكنيها ..مدينة الوادي تخلو من هذه تماما. مدينة اختنقت، ضاقت بساكنيها، وبالداخلين إليها من الأطراف، وبالسيارات التي يزداد عددها يوما بعد آخر، كل المدن أصحاب الحلّ والربط فيها يخططون للمستقبل، وينجزون على مراحل.
إن عاصمة ولايتنا اليوم مدينة متريّفة ممتدة أفقيا في فوضى دون دراسة علمية..الأحياء التي تنبت هنا وهناك، أو تتناسل من غيرها تتواجد دون تهيئة مسبقة، ودون دراسة ..تولد خُـلْــوا من كل ما يساعدها فيما بعد أن تكون نسيجا عمرانيا جماليا ترافقه الخدمات، والمنشآت التي ترقى به إلى أن يكون حيّا، أو جزءا من مدينة منسجمة في كل مكوناتها، متناغمة مع وجودها كمركز حضاري في منطقة جغرافية تتواجد غير بعيد عن بلدين شقيقيْن من المفترض وهي البوابة الجنوب الشرقية أن تكون الصورة المثلى للوطن.
ما كنتُ أبغي البوح إلاّ أننــي * في كـــــــــــــل يوم أشتري كتماني
ورأيت في طبْع النخيل أصالة * عربية …أفـتـكــــــــــــذب العينان؟
( الشاعر السوري أحمد دوغان)
الإعلامي القدير، والكاتب الروائي، والمسرحي المتميّز حميدة عياشي مدير يومية الجزائر نيوز عندما استضافته مديرية الثقافة لولاية الوادي خلال تنظيمها للملتقى الثامن للموسيقى، والأغنية السوفية في هذا الشهر(شهر ديسمبر 2010) كتب ثلاث مقالات عن هذه المدينة في " بلوك نوت" بصحيفته، ففي مقاله ليوم الأربعاء الثامن من هذا الشهر كتب وهو يندب حظّ هذه المدينة البئيسة :" بعد واحد وعشرين سنة، عـــدتُ إلى مدينة الوادي، لكن لم أجد الوادي التي عرفت، يظهر التقهقر على أكثر من صعيد••" في مقاله عبّر عن فزعه من العزلة التي تعانيها المدينة عاصمة ولاية وادي سُوفْ، ووادي ريغ، ومن مستوى التقهقر الذي جعلها تحمل من المدينة إلاّ الاسم، انفزع من إهمال سمات العمران الجميلة التي كانت تتميز بها بما أهّــلها أن يُطلق عليها " مدينة الألف قبة وقبة " ..المدينة التي هامت بها وعشقتها الرحالة إيزابيل إبراهاردت فحطت رحالها بها، وكتبت فيها وعنها أبدع نصوصها النثرية الشعرية.
قبل حميدة عياشي زارها للمرة الثانية الشاعر والكاتب الفيلسوف أزراج عمر أثناء ملتقى الشعر الفصيح الذي تنظمه مديرية الثقافة بالوادي، بقدر ما انبهر بالمشهد الثقافي في المدينة من نشاطات تتمثل في الملتقيات والندوات، والجلسات الفكرية والإصدارات التي تنوعت في أغلب المناحي الفكرية، وتواجد نخبة مثقفة تتحرك وتنشط ،ولا من مساعدة إلاّ من القطاع الثقافي المتمثل في مديرية الثقافة ودار الثقافة؛ فإن أزراج صعق لمستوى التخلف الحضاري للمدينة الذي تجاوزتها فيه قرى وبلدات أخرى من الوطن كانت نكرة في التاريخ، وهي مدينة الوادي العريقة في التاريخ..صعق للتدهور البيئي الذي لم يرق بها إلى أن تكون عاصمة بحق لولاية تبوّأت مكانة الصدارة في النهضة الفلاحية المعاصرة في أكثر من منتوج استراتيجي، ما أعجبه في هذه المدينة البئيسة غير دار الثقافة الجديدة التي هي مفخرة بحقِّ، وما يجد مثقفو هذه المدينة وفنانوها غير هذه التحفة يفتخرون بها أمام ضيوف المدينة وزوارها، سيّما في فعاليات التبادل الثقافي ما بين الولايات، وكذا الملتقيات الثقافية الأخرى سواء بالمركز الجامعي، أو بالقطاع الثقافي.
قبل هذين الضيفين استضافت الجمعية الثقافية عمر عزوز في إحدى ندواتها السنوية الكاتب الشاعر والروائي ابن جيجل محمود بن حمودة الذي بقدر ما ملكت فؤاده ربوع سوف طبيعة وإنسانا ..وقال في ذلك شعرا:سُـــوفُ أنتِ الحضور الذي ضمّنا والمدى قاربٌ ماخرٌ بُــــعْدها
جئتها عاشقا أرتوي كأســــــــها قامة في السماء وقامة أهلها
هذا الشاعر الرقيق هاله ما لاحظه من تدنٍّ في التهيئة الحضرية بالمدينة، وبالعقلية البدوية التي تطبع أغلب من رآهم، وبخلوّها من المنشآت العامة الاجتماعية والترفيهية، وغياب وسائل الترفيه الراقية، وانعدام الأحياء والشوارع والمساحات الخضراء التي تُعتبر في مناطق أخرى من الوطن من الأبجديات الأولى في المدينة العصرية..كل المدن تُعرف بمناطق، أو منشآت معيّنة، أو أحياء راقية تعتبر رموزا لساكنيها ..مدينة الوادي تخلو من هذه تماما. مدينة اختنقت، ضاقت بساكنيها، وبالداخلين إليها من الأطراف، وبالسيارات التي يزداد عددها يوما بعد آخر، كل المدن أصحاب الحلّ والربط فيها يخططون للمستقبل، وينجزون على مراحل.
إن عاصمة ولايتنا اليوم مدينة متريّفة ممتدة أفقيا في فوضى دون دراسة علمية..الأحياء التي تنبت هنا وهناك، أو تتناسل من غيرها تتواجد دون تهيئة مسبقة، ودون دراسة ..تولد خُـلْــوا من كل ما يساعدها فيما بعد أن تكون نسيجا عمرانيا جماليا ترافقه الخدمات، والمنشآت التي ترقى به إلى أن يكون حيّا، أو جزءا من مدينة منسجمة في كل مكوناتها، متناغمة مع وجودها كمركز حضاري في منطقة جغرافية تتواجد غير بعيد عن بلدين شقيقيْن من المفترض وهي البوابة الجنوب الشرقية أن تكون الصورة المثلى للوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق