الأربعاء، 6 مارس 2013

وقفة مع مبدع رحل في صمت

وقفة مع مبدع رحل في صمت
 أحيا رفقاء الشاعر عمر البرناوي بنادي الإذاعة، الذكرى الرابعة لرحيله، بعضهم قدم شهدات عن مسيرة الراحل ونضاله، وبعضهم الآخر احتج على تهميش الرجل في بعض المراحل رغم قامته وحضوره الفعال في صنع المشهد الثقافي بالجزائر.
تم هذا اللقاء أول أمس بمبادرة من جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، حيث أشار رئيسها  عبد العالي مزغيش، الى أهمية اللقاء في الكشف عن خصال الراحل البرناوي وهو المعروف بمساهماته وحضوره في مجالات عدة كالتآليف والعمل الإعلامي وتأطير الشباب وغيرها من النشاطات.
أول المتدخلين كان السيد محمد شلوش مستشار المدير العام للإذاعة الوطنية، الذي ثمن المبادرة التي تفتح جزءا من تاريخ هذا الرجل المبدع، الذي تحصل على البكالوريا سنة ١٩٥٧ وعلى شهادة الليسانس سنة 1962، البرناوي الذي دوى صوته في الإذاعة الجزائرية، تدفقت معارفه لتستفيد منها اجيال تخرجت على يده، وبالمناسبة قدم شلوش بعض تسجيلات الراحل  الإذاعية، في انتظار استكمال جمع كل آثاره من الأرشيف الإذاعي ليسلم لعائلته.
السيدة زهور ونيسي من جهتها، أكدت أن ذكرى البرناوي واجب. مشيرة إلى أنه كان رفيق دربها في النضال والإعلام، لتستحضر بعدها بعض ذكرياتها معه، منها حضورهما معا المؤتمر الأول لاتحاد الكتاب الجزائريين، الذي كان أول رئيس له الراحل أحمد توفيق المدني ونائبه الميلي، الذي طالب بعدم إشراك الأدباء الذين لم ينشروا أعمالهم في هذا الملتقى، وطبعا كان البرناوي منهم، فبكى وانسحب، الأمر الذي أزعج الحضور، منهم طالب الإبراهيمي وقايد أحمد ومصطفى لشرف والركيبي ونادية قندوز وغيرهم، وعندما انتخبت، ونيسي في مكتب الاتحاد حاول الجميع اسقاط هذا الشرط، وهو ما تحقق. تقول عنه ونيسي التي تقدره كمثقف “لو لم يكتب البرناوي سوى قصيدة ‘من أجلك عشنا يا وطني’ لكفاه ذلك كي يكون عملاقا”.
من جهتها; أشادت الإعلامية فاطمة ولد خصال بالراحل وخانتها دموعها وهي تتحدث عنه، حيث رافقته حين مرضه، واعتبرته الأخ والصديق الذي تلجأ إليه وقت الضيق والأزمات، وكان كعادته حاضر النكتة والدعابة فيخفف من آلامها ببساطة ومزاح. وأكدت المتحدثة أن الراحل البرناوي لم يكن مثقفا  جزائريا فقط، بل امتدت أعماله وحضوره الى عدة دول عربية وعلى رأسها تونس والعراق، وتقول “كنت أراه في هذا النادي يكتب كل يوم قصيدة في حرب العراق”.
سليمان بخليلي هو أيضا احتك بالراحل باعتباره جارا له في السكن بمنطقة بسكرة، كما كان صديقا حميما لوالده الإمام، كان سليمان يحضر جلسات نقاش مفتوحة لساعات، خاصة باللغة العربية وبقراءة بعض الآيات القرآنية.مؤكدا أن الراحل كان نابعة كما أعانه في بعض  أسئلة حصته “خاتم سليمان” منها مثلا سؤال خاص بواو الثمانية وهي واو ل اتلحق إلا عند بلوغ العدد ٨. استعرض  أيضا تجربة البرناوي في بث حصته مع القناة الأولى نحو تونس وكيف كانت ناجحة.
ابن الراحل أسامة البرناوي (للراحل 4 بنات و3 ذكور)، توقف عند ذكرياته الجميلة مع والده الذي كان نعم المربي، لذلك تأثر أبناؤه به سواء في سلوكهم أو في دراستهم، إذ أنه درس اختصاص علوم البحر لأن والده كان يعشق الصيد، بالمناسبة قرأ أسامة قصيدة رثاء من رصيد والده وعزف على آلة العود.
صديق الراحل باديس قدادرة، أكد أن الراحل لم يأخذ حظه من الحضور، كما أنه مات ميتة الغرباء ولم يحظ في حياته بالتكريم  المناسب لقامته ربما، كان ذلك -حسب المتحدث- كون الراحل كان صريحا وجريئا لا يحب النفاق والتملق ويعلن عن مواقفه باستقلالية.
كما تأسف باديس لضياع بعض كنوز الراحل التي لم تنشر أو تسجل.
المتحدث اضحك الجمهور ببعض المواقف الطريفة التي جمعته بالبرناوي، الذي قال عنه، أنه كان يدفع من جيبه ليساعد الشباب ويسعى لإعطائهم فرصة الظهور، خاصة في المجال الإعلامي.
الفنان فؤاد ومان، قال أنه كان ملازما للراحل، خاصة بعد رجوعه الى مسقط رأسه ببسكرة، كما أشار الى أن البرناوي كان متعصبا للوطن وللغة العربية ونشطا في المهرجانات والمناسبات الثقافية، دائم الحضور معروف بحضوره المرح، يذكر له التكريم الذي خصه به عندما تحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة نهاية التسعينيات، حيث قام بكراء محل من أجل اقامة حفل تكريم له باعتباره شرف الجزائر، في حين لم يلتفت أحد ا لهذا التكريم.
توالت الشهادات لتؤكد على قامة هذا الرجل الذي سيبقى مرتبطا بإبداعاته في كل مجال ولن ينسى مادامت الأجيال تتغنى برائعته التي لحنها له الراحل شريف قرطبي “من أجلك عشنا يا وطني”.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...