الأربعاء، 6 مارس 2013

في الرواية أكون أكثر حرية لأن المسرح يقيدني بالمشاهد

الروائي الحبيب السايح في صدى الأقلام: ‏
في الرواية أكون أكثر حرية لأن المسرح يقيدني بالمشاهد
 استضافت حصة صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري بقاعة الحاج عمر، أول أمس، الروائي الحبيب السايح، لتقديم عمله المسرحي الأول “الجلنار “ والتي تعد أول عمل مسرحي يكتبه للمسرح، حيث حضر هذا التقديم لمولده المسرحي البكر جمع من الأدباء والمثقفين ورجال الإعلام والمسرح.
بعد أن اشتكت مسارحنا قلّة النصوص الجزائرية التي تعبر عن واقع المجتمع، وإن وجدت هذه النصوص فإنها قليلة ومحتشمة، مما جعل الكثير من المسرحيين يستعينون بالأعمال المترجمة والاقتباس في معظم أعمالهم التي تعرض على مستوى المسارح الوطنية، ورغم الاجتهادات وبعض الكتابات المسرحية من قبل كتّاب كبار من أمثال الكاتب الطاهر وطار، الذي نال نصه المسرحي الشهداء يعودون هذا الأسبوع نجاحا كبيرا، وأنّ المسرح الجزائري مازال يفتقد لمثل هذه النصوص والكتّاب ما زالوا يتهيبون خوض مثل هذه التجربة في الكتابة المسرحية.
الأديب الحبيب السايح دخل تجربة الكتابة المسرحية، من خلال نصه المسرحي الذي يحمل عنوان “الجلنار” الذي يعني زهر الرمان.
عن هذه التجربة الأدبية الجديدة والأسباب والدوافع التي جعلته يخوضها، أرجع سبب ذلك، الحبيب السايح، إلى مسرح بجاية الذي طلب منه الكتابة في المسرح، ومن ذلك الوقت قرر خوض الكتابة ودخول هذه التجربة.
كما يرى الروائي الحبيب السايح، أنه كثيرا ما كانت تراود الكتّاب والمسرحيين في لقاءاتهم كيفية ربط الصلة فيما بينهم، من أجل توفير نصوص مسرحية جزائرية تعكس السيكولوجية الجزائرية.
أمّا عن سبب انتقاله للكتابة المسرحية، فقد أوضح الحبيب السايح أنه لم يكن ينتبه أن كتابته تمشهد النص وتصوره، ويرجع سبب ذلك تأثره بالسينما الذي أعطى نصوصه التركيز على المشهدية، لأنّه من عشاق السينما التي تعتمد على المشهدية، من خلال تحديد إطار معنى لحركة معينة تؤخذ من زوايا مختلفة، وقد يستغرق المشهد ساعات أو دقائق مما يتيح للتركيب اختزاله إلى ثوان.
أما عن رؤيته للكتابة، فقد أكد الروائي السايح أثناء حديثه عن عمله المسرحي، أن الكتابة بالنسبة إليه توليد مستمر لمشهد معين، ليبلغ درجة الصفاء ثم “النفايات “المتعلقة بالسرد أوالمكان والزمان، لأنه عندما يعطي لونا معينا من هذه الألوان من السرد، فينبغي لهذا اللون أن تكون له وظيفة بالمشهد وهذا ماتفعله السينما، لأن السينما حينما تقدم مشهدا لا بد أن تكون له وظيفة معينة، وهذا ماجعله يعتمد في كتابته هذا المنهج.
وأضاف السايح في استعراضه لتجربته الكتابية في الرواية، أنه عندما انتقل إلى الكتابة المسرحية وجد نفسه في وضع عادي، مؤكدا في ذات الوقت، أنه في الكتابة الروائية يكون أكثر حرية منها في الكتابة للمسرح التي تفقده هذه الحرية لأن المسرح يقيده بالمشاهد.
وأضاف السايح في استعراضه لتجربته الكتابية، أنه يرى نفسه أحيانا عند الكتاب يطل من عين المفتاح، واضعا نفسه في مكان المخرج المسرحي من حيث توزيعه لأدوار الشخصيات، مؤكدا أنه يوجد فرق بين كتابة الرواية وكتابة المسرح.
وعن موضوع مسرحيته الجلنار، أكد السايح أنها مسرحية تاريخية تروي العلاقة بين الجزائر وفرنسا منذ الاحتلال (1830) من خلال شخصية محمد المتناسخة، التي تربطه علاقة حب بمارية الفرنسية والتي هي علاقة عشق المرأة التي يبحث عنها.
ويرى السايح أن النص كان في ذهنه حلما، ثم تحول إلى فرجة في شكل لوحات، ويحوله إلى عمل مسرحي، المخرج عبار عز الدين، وقد تم اختيار مسرح سعيدة لتأديته، ويرى السايح أن عمله هذا يستغرق خمس ساعات، ومن حق المخرج اختزاله إلى ساعتين أو ساعة ونصف، على أن لا يتعدى استقلالية النص.
وقد تمت قراءة مقاطع من نص المسرحية على الجمهور الحاضر، لينتهي اللقاء بأسئلة ومناقشة حول تجربة الروائي الحبيب السايح من خلال مساره الأدبي.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...