الخميس، 14 مارس 2013

المذكرات لا تمثل تاريخ الثورة


المذكرات لا تمثل تاريخ الثورة وكتابتها بعد التقاعد يكسر الحواجز

      رأى عدد من الكتاب والمثقفين أن المذكرات هي مادة أساسية خام بالنسبة للمؤرخ ولكنها ليست التاريخ لأنها تبدي وجهة نظر شاهد أو صانع الحدث انطلاقا من موقعه. فيما يبقى للمؤرخ بناء الحادثة التاريخية بعد التحليل. وأوضح الباحث محمد آرزقي فراد في ندوة حول “المذكرات كقيمة مرجعية في كتابة التأريخ” نظمت مساء أول أمس بـ”نادي عيسى مسعودي” للإذاعة الجزائرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة عشرة لتأسيس الإذاعة الثقافية، أن كتابة المذكرات هو نوع من الكتابة التاريخية بالاعتماد على السيرة الذاتية، وتركز على الجزئيات والتفاصيل. وعاد الكاتب ليستعرض أهم المراحل التي مرت بها المذكرات بداية بالحضارة الإغريقية على يد القادة العسكريين الذين كتبوا عن انتصاراتهم وانكساراتهم إلى أن نقلها الرومان عنهم. ويقول المتحدث إن المذكرات في الجزائر بدأت عند خير الدين بربروس الذي حكم الجزائر ثم رحل إلى الدولة العثمانية عام 1935، وقرر هناك كتابة مذكراته التي أشرف على تدوينها آنذاك الشاعر سيد علي مرادي. وتوالت المذكرات بعدها مرورا بتلك التي كتبها الأمير عبد القادر عام 1867 ومذكرات حسين آيت أحمد، فمالك بن النبي، ومذكرات مصالي الحاج الذي مات قبل إتمامها سنة 1952، ثم فرحات عباس عام 1980 والرائد لخضر بورقعة، فعبد الرحمان فارس ومحمد حربي والطاهر زبيري. وأتت لاحقا مذكرات الروائي الطاهر وطار “أراه.. حزب وحيد الخلية”، وزهور ونيسي وصولا إلى الجزء الأول من مذكرات الشاذلي بن جديد. ويعتقد آرزقي فراد أن الحديث عن كتابة المذكرات يرتبط دائما بفترة تقاعد صاحبها؛ ففي هذه المرحلة تكون هناك مسافة زمنية بين الحادثة التاريخية وكتابة المذكرات بعيدا عن الضغوطات، على العكس لو كان كاتبها لا يزال على رأس وظيفته، مضيفا أن “مساحة العقل تتسع في خريف العمر أكثر من مساحة العاطفة.. إلا أنها لا ترتقي إلى ما يكتبه المؤرخ الأكاديمي”.

وكانت احتفالية تأسيس الإذاعة الثقافية انطلقت قبل ذلك بتكريم كل من الكتاب محمد لمين بلغيث وسعيد عيادي ويوسف شنيتي ومحمد زردومي، بينما كرمت مديرة الإذاعة الثقافية مدير الإذاعة الوطنية شعبان لونكال لتتسلم تكريمها من طرف رئيس نقابة الناشرين أحمد ماضي. ودعا وزير الاتصال محمد السعيد، مدير الإذاعة الوطنية، إلى ضرورة تكثيف ساعات البث الخاصة بالإذاعة الثقافية ورفعها من ست ساعات في اليوم إلى ما يفوق ذلك من أجل توسيع مساحة الإنتاج الثقافي الوطني. وأشرف الوزير خلال الحفل الذي حضره عدد من المثقفين والكتاب والناشرين؛ على توقيع اتفاقية جمعت الإذاعة الوطنية والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من شأنها أن تضمن مستحقات المؤلفين المتعاملين مع الإذاعة الوطنية والتي تخص حقوق استغلال المصنفات الموسيقية الفنية والدرامية. وأوضح السعيد أنها مبادرة من شأنها تدارك ما فات في الحقل الثقافي بالنسبة للمؤلفين وحقوقهم التي ظلت متوقفة لعدة سنوات، مضيفا أن هذا الاتفاق سيسمح بتحسين مداخيل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتجديدها كل سنة وسترتفع السنة الجارية من ثلاثة إلى 4 بالمائة، إلى أن تصل لستة بالمائة عام 2015. وسيشجع هذا، حسب وزير الاتصال، الإبداع الثقافي في الجزائر بالنظر إلى “عزم السلطة السياسية تشجيع الإنتاج الثقافي من خلال هذا الدفع الجديد.. كما أن الثقافة تلعب دورا هاما في بناء الأمم والحضارات مما يفرض إعطاء دفع أقوى لهذا القطاع من خلال تشجيع وسيلة نشر الثقافة”، على حد تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...