الخميس، 7 مارس 2013

لعلاقات الدولية ترتكز على المصلحة


العلاقات الدولية ترتكز على المصلحة
أوضح الكاتب الإعلامي محمد بغداد أنّ ما يحدث في الساحل الإفريقي وبالضبط في شمال المالي، يمكن أن يتحول إلى "حرب كونية ضدّ الإرهاب" حسب الشعار الذي أطلقه الغرب على الحربين ضد العراق وأفغانستان.
أكّد بغداد، أول أمس بقاعة "الأطلس"اثر استضافته في نشاط "موعد مع الكلمة" بمناسبة صدور مؤلفه الجديد "دماء الصحراء" حروب القاعدة في الساحل الإفريقي" عن دار نشر "ذاكرة الأمة"، أن مشكلة شمال مالي لا ترتكز على هذه المنطقة وحسب، بل تمتد من الصومال شرقا، مرورا بالسودان وجنوب ليبيا والمالي إلى نيجيريا وتعاني من آفات خطيرة من بينها، تجارة سلاح والمخدرات والجريمة المنظمة وتجارة الأعضاء البشرية.
أما عن واقع بعض الدول المحيطة بمنطقة النزاع فقال: أنّ خمسين بالمائة من الأراضي الليبية خارج سيادة الدولة الليبية، أما مشروع الإتحاد المغاربي، فمات ولن يعود له وجود، علاوة على تدخل الأطراف الخارجية في المنطقة، حيث ذكر موقف الولايات المتحدة الأمريكي المتحفظ بعد خسارتها في الحربين في العراق وأفغانستان وموقف فرنسا المساند للحرب.
كما أشار بغداد، إلى وجود ثلاثة تيارات مختلفة المرجعية في شمال مالي، وهي قاعدة المغرب وحركة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد، في حين رأى أن مشكلة الأزواد، عرقية تشبه قضية الأكراد في العراق، مضيفا أنّ العراق قد تقبل على حرب بين الأكراد  والعرب والسنة والشيعة.
وقال المحاضر أنّ العلاقات الدولية لم تتّسم يوما ما بالصداقة، بل ترتكز على المصلحة، وهو ما تبحث عنه الدول الغربية، كما أنّ مشروع تفكيك الدول ليس بجديد وهو ما حصل في السودان وما قد يحدث في العراق، وتم تناوله حتى في السعودية، مستطردا قوله أن هذا المشروع قديم وهو يعبر عن عالم  يدور فيه الصراع، ويفوز فيه القوي على الضعيف خاصة في هذا الظرف، وبالضبط مع معاناة الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا من أزمة اقتصادية خانقة. أمّا عما سمي بالربيع العربي فقال بغداد: أنّ الزمن كفيل بالإجابة على الأسئلة التي تطرح حول مصير الدول العربية التي تعرضت لهذا "الربيع" بالمقابل، أشارالمتحدث إلى أنّ قوة الدول لم تعد بمساحتها الجغرافية، بل بقوّة التعليم والفكر والاقتصاد القوي وحماية حقوق الانسان، كما تساءل عن غياب أي ردّ فعل تجاه التصنيف العالمي للجامعات الجزائرية، والتي جاءت بعشر مراتب أقل من جامعة مقاديشو.
وطالب بغداد بتوثيق أكبر لموضوع أزمة شمال المالي، وحتى ننتقل من شعوب ثقافة مشافهة إلى مكاتبة، وهو رمز للتحضر، بالإضافة إلى ضرورة طرح أسئلة كبرى وعميقة، لنتمكن في الأخير من الوصول إلى إجابات مقنعة. وقدّم مثالا عن صدور أربعة آلاف كتاب عن العراق قبل الغزو و١٠٠ ألف كتاب بعده. من جهة أخرى، طالب المتحدث، الصحفيين بالخروج من دائرة نقل الخبر وصياغته إلى توثيق الأحداث وخاصة الكبرى منها، وهو ما سينتج عنه نخبة اعلامية جديدة، تقوم بدورها في إنارة الرأي العام، وتستفيد منها النخبة السياسية والاقتصادية، مشيرا، إلى أنّ ّوسائل الإعلام لم تتمكّن بدورها من إنتاج رأي عام، وهذا نتيجة لضعف النخب، بالاضافة إلى اعتمادها على التقرير البحثية الغربية ذات الرؤية الخاصة، والتي تقوم بتوجيه الرأي العام، وفق مصالح الدول التي تخدمها، وتحول مصدر المعلومة وتشوش على الجانب السياسي.
أمّا عن صعوبة العمل الصحفي الجزائري الخاص بالقسم الدولي، باعتبار أنّه يعتمد على الوكالات الاعلامية والمؤسسات البحثية الغربية، قال بغداد أنّ الصحفي الجزائري يجد صعوبة حتى في الوصول إلى رئيس البلدية، مضيفا أنّنا ما زلنا بعيدين عن السبق الصحفي، بحكم عدم وجود صناعة مؤسسات إعلامية ليعود ويؤكّد على ضرورة خروج الصحفي من إطار الاستهلاك اليومي، والمجزأ للأخبار، مطالبا بضرورة توثيق القضايا، حتى لا نعيش على قصاصات الجرائد والتي لا تمكّننا من رؤية وفهم التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...