الأربعاء، 6 مارس 2013

الفنان مراد بوسنة يعرض بمركز التسلية العلمية

الفنان مراد بوسنة يعرض بمركز التسلية العلمية
التوفيق بين التراث والطبيعة
 يشعر زائر معرض مراد بوسنة المختتم نهاية الأسبوع الماضي بمركز التسلية العلمية، وكأنه في متحف تتجسد فيه معالم الجزائر الأثرية وتاريخها وطبيعتها الفاتنة، حيث عكس الفنان الشاب جمال الجزائر بفضل جمال روحه وجمالية أسلوبه المبدع.
كل اللوحات الثلاثين رسمت بالألوان الزيتية وتزاحمت فيها الألوان والأماكن والشخوص والأحداث، واستقرت بها طبيعة فاتنة ذات الألوان الصاخبة أحيانا والهادئة أحيانا أخرى، فكم هو جميل ”القارب” وهو يتوسط سواحل العاصمة، وكم هي ”القنيطرة” بين واحات وواد بسكرة.
لقد وظف هذا الفنان الشاب طبيعة الجزائر بأسلوب رومانسي ليصل الى ان الطبيعة كلها جمال، وربط من جهة أخرى في لوحاته بين الطبيعة والمعالم الأثرية، فمثلا رسم لوحة ”حمام ملوان” في إطار الطبيعة المحيطة به من غابات ووديان وفضاء طبيعي مفتوح، كذلك الحال بالنسبة للمدن منها شرشال وتيبازة وبولوغين والأميرالية والقصبة وبسكرة وغيرها لتبدو المراسي وكأنها  قطعة من جنة الطبيعة في الجزائر.
يبدو مرسى شريشال التقليدي هادئا جميلا وكأنه مهرّب من زمن الأساطير، القوارب نظيفة ترقص مع تدافع الأمواج والصيادون البسطاء منهمكون على الشاطئ يرقعون شباكهم وكذلك الحال بالنسبة لمرسى مدن أخرى، كما صعد الفنان في بعض مشاهد لوحاته الى ما فوق الشاطئ من بيوت قديمة تتوقف فيها القوارب زمن إصلاحها.
معالم اخرى حاضرة كقصبة شرشال وقصبة العاصمة، التي قدمها الفنان في عدة لوحات بأزقتها الضيقة وحياة الناس فيها، علما أن القصبة تبدو في كل هذه اللوحات بصحة وعافية تماما كما كانت عليه في عهود خلت.
ويستمر الفنان في استحضار تاريخ هذا الماضي ليحط بمنازل عتيقة جلبت إليها موقعها الساحر وهندستها الراقية، كالدار الصغيرة بمنطقة جيجل الواقعة وسط المروج  الخضراء، أو ”دار جنان لخضر”، أو ”حصن 23”  وغيرها.
توقف الفنان أيضا عند بعض الأحياء العصرية، خاصة بالعاصمة، منها ساحة الأمير عبد القادر والبريد المركزي وغيرها ،وما يلاحظ هو أنه رغم حداثة هذه المناطق وصخبها وامتلائها بالسيارات، إلا أنها ذات روح رومانسية، بمعنى أن الريشة حولتها إلى أماكن تبدو وكأنها تراث كلاسيكي عريق.
مواضيع أخرى تجسدت في لوحات بوسنة لكنها لا تخرج عن محور ”الطبيعة”، منها مثلا المرأة والطبيعة، والطبيعة المتوحشة والطبيعة الميتة.
للإشارة، فإن هذا المعرض هو الثاني للفنان منذ 2002، علما أن معظم مشاركاته كانت في المعارض الجماعية.
بوسنة فنان عصامي لا يزال يبحث عن أسلوب يميزه ـ كما صرح بذلك ـ على الرغم من أنه يميل الى الأسلوب الرمزي وأحيانا الانطباعي، هذا الفنان العاشق للظلال وتناعمها وللضوء والطبيعة، يأمل في أن يقف مسنودا بأعمال أخرى.
بوسنة من مواليد 1970 بحي المدنية، تعاطى الرسم في طفولته ولا يزال يبحث عن الجديد وعن الفنانين الذين يحب أعمالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...