أ أدب الطفل والتنمية اللغوية
بشير خلف
يشهد العالم اهتماماً كبيراً بالمعرفة الموجهة إلى الطفل، لأن الطفل هو المستهدف الأول في عمليات التغيير المستمرة باتجاه المستقبل؛ فالمعرفة ليست حكراً على الكبار، وإنما هي ملك للجميع، تصل إليهم وفق ضوابط منهجية ونفسية وعقلية معينة على مدى العمر كله.
وإذا كانت معرفة الطفل هي الحاضن الأشمل لكل أنواع النشاطات التي توجه إليه، فإن ثقافة الطفل تعنى بشكل رئيسي بأدب الطفل، وهو ذلك الأدب الذي اختلف الناس حول طبيعته وحول تعريفه أيضاً، لتداخله الواضح مع أدب الكبار من ناحية، ولاختلاف مستواه اللغوي ومضمونه الفكري تبعاً للمراحل العمرية المختلفة.
على أن أهم ما يمكن التطرق إليه في هذا الصدد هو الإشارة إلى الشعراء والكتاب الذين يتوجهون بإبداعهم إلى الطفل، إذ يحق لنا أن نتساءل عن ثقافتهم المكتسبة حول الطفل تربوياً ونفسياً وثقافياً واجتماعياً، وعن تحصيلهم النقدي حول مفهوم الفنون المختلفة التي تتوجه إلى الطفل، فما هو اطلاعهم على الدراسات اللغوية التي تشير إلى معجم الطفل في المراحل العمرية المختلفة؟ وما مدى الجدية التي يبدونها في التهيؤ للكتابة للطفل؟
وقبل ذلك كله ما الدوافع الحقيقية وراء الكتابة للطفل؟ أهي دوافع فنية أم تربوية أم أخلاقية أم إرشادية أم هي كل ذلك معاً؟ أم هي دوافع مادية من أجل تحقيق ربح مضمون بسبب رواج سوق كتاب الطفل أحياناً مما يجعل احتمال التضحية بالهدف الأساسي وارداً؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق