ضمن إصدارات تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وبإشراف وزارة الثقافة
بالجزائر، صدر للكاتب والقاص بشير خلف كتاب بعنوان : الجمال رؤى أخرى للحياة ..الكتاب عبارة عن دراسة معمّقة
للجمال في هذا الكون الفسيح .
الكتاب يقع في
176 صفحة من الحجم المتوسط ، وزعت مواضيعه إلى
محاور رئيسة كالتالي بعد المدخل والمقدمة:
الجمال منبع الحب والسلام،
الجمال والقبح لا يجتمعان ، في جمالية الكلمة، في الاستمتاع بالجمال، وقفات
في جمالية البيئة، المعايشة الجمالية، الذوق الجمالي.. وليد الخبرة، في التربية
الجمالية، الإنسان توّاقٌ إلى الجمال.
وممّا جاء في مقدمة الكتاب:
الجمال من مظاهر الحياة وخصائصها ، فكلّ
شيء جميل في هذا الوجود لأن الله سبحانه وتعالى خالق هذا الوجود جميل يحبّ الجمال
، فتكوين المخلوقات يخضع لمقاييس خاصة دقيقة ، وكلّ شيء فيها بمقدار .
ومن نعم الله على الإنسان أن وهبه الله
شعورا فيّاضا ، ورهافة حسٍّ تنزع به نحْو الجمال
، والسعْي إليه ..فأصبح الجمال من مكوّنات حياته ، حتّى أصبح الجمال علما ، وفنّا
، وصناعة ودخل في الإبداع الأدبي بكلّ أجناسه ، وارتبط بجميع أنواع الفنون ، وصار
اللّمسة الإنسانية الراقية في كلّ مرافق الحياة ومتطلّباتها بما في ذلك مقتنيات
الحياة العصرية ..
فإذا كان الناس أينما وُجدوا وعبْر كلّ العصور التفتوا إلى الجمال وهاموا
به وأحبّوه ، وسعوْا إليه وحاولوا تمثّله في حياتهم عقيدة ، وسلوكا ، وتعاملا حتّى
وإن اختلفوا في تعريفه ، فإنهم لم يعدموا وسيلة أن الجمال والخير والحقّ حقيقة
واحدة ..لقد قال قديما الفيلسوف اليوناني أفلاطون : إن الجمال والخير والحقّ حقيقة
واحدة ، فليس بجميل ما يقوم على الباطل ..ومن ثمّة فالجمال الذي هو دائما الحقّ
والخير لا يلتقي أبدا مع القُبْح الذي هو دائما البشاعة في جميع صُورها ، وما
تُلْحقه من أضرارٍ بالفرد، والجماعة، والشعوب ..وكل العصور شاهدة على ما تركه
توظيف القبْح من مآسٍ في حقّ الإنسانية ، وتدمير لموارد الشعوب ، وإلْحاق الضرر
الفادح بالبيئة أم الجميع .
إن علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة جدلية ، وعلاقة تلازمية ، فمن المنطق أن
تكون حميمية ، وطالما أن الطبيعة في أصلها جمالٌ وحقٌّ وخيرٌ .وكم هو معروفٌ
فالإنسان بالفطرة يستجيب للأشكال الطبيعية الموجودة أمام حوّاسه من حيث شكلها
وأبعادها ولونها ، ممّا يجعله يخلص إلى نتيجة تكامل تلكم العناصر مع بعضها ، فيشعر
بالإحساس بالرضا ، وهو ما يُعبّر عنه العلماء المتخصّصون " بالإحساس بالرضا
" ، وإذا لم يتحقّق ذلك التناسق تولّد لديه إحساسٌ بالنقيض وهو ما يُطلقون
عليه " الإحساس بالقبح ".فأيّ إخْلال بأجزاء مكوّنات الطبيعة معناه
المسّ بذاك التناسق المولّد للرضا والراحة ، والذي هو الجمال . إن الجمال من خصائص
هذا الوجود الرّحْب ، ومن عناصره التي تعدّدت وتنوّعت ..أوجده الله سبحانه نعمة
وحكمة ، فهو مسرّة للنفس وموطن الراحة والأمن والرضا ، وهو من آياته سبحانه وتعالى
التي لا تُحْصى .
في هذا الكتاب الذي يُعتبر الجزْء المُكمّل لكتاب ( الجمال فينا ..وحولنا )
،تطرّقنا فيه إلى أهم ما جاء في هذه المقدمة في مواضيع محورية تتحدث عن الجمال في
حياتنا ، وفي الطبيعة ، والتمتع بالبيئة وجمالياتها ، وجماليات الكلمة ، وهل
بالإمكان الوصول بالفرد إلى أن يصير قادرا على الشعور بالجمال وتذوّقه والاستمتاع
به ، ثم أهمية التربية الجمالية لدى النشْء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق