الأربعاء، 13 مارس 2013

الفنون لغة الوجدان


الفنون لغة الوجدان
صدر للكاتب بشير خلف عن وزارة الثقافة سنة 2009 كتاب بعنوان ( الفنون لغة الوجدان)

هذا الكتاب من الحجم المتوسط، عدد صفحاته 350 صفحة قسّمه المؤلف إلى سبعة فصول بعد المقدمة:
الفصل الأول:( الجمال والفن.) الوجه الأخر للجمال.ـ مقاربات مفهومية. ـ الفن تنوّع. ـ الفن أداة السموّ والإمتاع.
الفصل الثاني: (الفنون في الإسلام).
الفن في الإسلام يرسم صورة الوجود. ـ جوهر الفن…نقْل القيم السامية. ـ موقف الإسلام من الفن.
الفصل الثالث:( الفنون الجميلة). 
الصورة أساس الفنون البصرية.ـ كانت الفنون متمازجة متماهية. ـ مفهوم الفن التشكيلي. ـ تعددت الأسماء ولغة الوجدان واحدة.
الفصل الرابع: ( الفنون السمعية).
الفنون السمعية أسْبق الفنون. ـ فن الموسيقى. ـ فن الغناء،الموشحات..شعر يحلق بأجنحة الغناء. ـ الغناء في الإسلام. ـ الأغنية العربية المعاصرة. ـ راهن الأغنية الجزائرية.ـ فنّ الترتيل.
الفصل الخامس: ( الفنون البصرية)
بصمة الهويّة ..وسرّ الإبداع. ـ فن العمارة. ـ فن النحت. ـ فن النقش. ـ فن الفسيفساء. ـ فن الخزف. ـ فن الخط. ـ فن الزخرفة. ـ فن المنمنات. ـ فن الرسم. ـ الكاريكاتير فن الجميع. ـ فن الجرافيك.
الفصل السادس: ( الفنون السمعية البصرية).
فن الرسوم المتحركة. ـ فن المسرح. ـ فن السينما.
الفصل السابع: ( الفنون القولية).
الكلمة الطيبة. ـ فن الشعر. ـ فن القصة. ـ فن القصة الطويلة(الرواية ) ـ فن الخطابة.
وممّا جاء في مقدمة هذا الكتاب:
« إن القيم الجمالية والفنّية هي غذاء الروح ، وغذاء الروح لا يقلّ أهمية عن الغذاء المادّي للإنسان ؛ إنْ لم نقل : إن الغذاء الروحي أكثر وأشدّ أهمية من الغذاء الطبيعي المادّي للإنسان ..ونعني بالغذاء الروحي ، كل ما يساعدنا على أن يُـبقىَ عالمُنا جميلا يسرّ العين والروح ، ويقي الجسد من العلل البدنية ،والعطب النفسي . 
ويشكل الموقف من القيم الجمالية ، والإبداع الجمالي والفنّي ، والتعامل مع الجمال والفنون بُعْدا أساسيا في الحضارة الإنسانية ..فالحضارة التي تخلو من الجمال والفنون ، وتنتفي منها وسائل التعبير عنهما ، وتنعدم فيها صناعة الموضوعات الفنية والجمالية ، لهي حضارة متخلفة ، لا تتجاوب مع مشاعر الإنسان ، ولا تلبّي أشواقه النفسية ونزعته الفطرية إلى الخير والحقّ والجمال ، ولا تعبّر في الآن نفسه عن إنسانيته .
قد لعب الجمال والفن بمعناهما الواسعين دورا كبيرا في حياة الإنسان ، إذْ كانا ولا يزالان مظهرا من مظاهر تميّز الإنسان العاقل عن باقي المخلوقات ، ووسيلتين تعبيريتين لهذا الإنسان عمّا يحسّه من مشاعر وانفعالات ، وكلما ارتفع مستوى هذا التعبير ، ارتفع معه مستوى هذا الإنسان ، ومستوى الحضارة التي يعيش فيها .
إن المجتمع الذي يُعنى بالفن والجمال ، هو مجتمعٌ يستطيع أن يحافظ على توازنه وترابطه ، ويسمو بأفراده إلى مراتب تساعدهم على الوئام مع محيطهم ، والحرص على تحسين واقعهم ..مجتمع يرتفع بأفراده فوق مستوى الحياة العادية ، ويمنحهم خبْرات إيجابية ، ويشحنهم بطاقات روحية يسْمون بها فوق الروتين اليومي ، فيحقّقون ذواتهم أفرادا ومجتمعا .
وفي الحقيقة أن موضوع " الفن " موضوع في غاية الخطورة والأهمية ، لأنه يتصل بوجدان الشعوب و مشاعرها ، و يعمل على تكوين ميولها و أذواقها ، واتجاهاتها النفسية ، بأدواته المتنوعة والمؤثرة ،مما يُـسمع أو يُـقرأ، أو يُـرى، أو يُـحسّ، أو يّـتأمل.
فالفن نشاط إنساني ضروري تفرضه ضرورات غريزية في النفس البشرية، ووسيلة أساسية للتعبير والتواصل بين البشر في إطار الظاهرة الاجتماعية، ويتجاوز - باعتباره أداة تعبير - كونه أداة فردية تعبر عن صاحبها ليصبح تعبيراً عن حالة عامة، أو ثقافة مجموع في زمان ومكان معينين كما يؤكّد حاجة الإنسان للفن احتياجاً أساسياً بحكم تكوينه الطبيعي.. يحتاج له كمبدع ومتلق.
تحمل الممارسة الفنية لإنسان ما قبل التاريخ، وكذا في المجتمعات البدائية دلالات ثقافية هامة ، إذ تؤكد أن الرغبة في الإبداع مكوٌّن أساسيٌّ من التكوين البشري من جهة، ومن جهة أخرى تؤكد أن هذه الممارسة بما تحمله من معان ودلالات ، وما مرّت به من تطور ، جزءٌ لا يتجزأ من تكوين الثقافة الإنسانية في أبعادها المختلفة ، وفي بعدها الأنثروبولوجي على وجه الخصوص ، حيث تبين أن هذه الممارسة بما تتميز به من بساطة في التعبير والتقنية تعبر عن حاجة الإنسان الملحة إلى إشباع مساحة ما في ذاته للتعبير عن مشاعر، وأفكار مختلطة غامضة تجيش بوجدانه رغبة في التعبير عن علاقته بالوجود المحيط به، والتواصل مع هذا الوجود؛ وربما رغبة دفينة للسيطرة على البيئة، وإخضاعها لقدراته المحدودة؛ كما تمثل احتياجاً كامـــناً لإشباع حاجات جمالية غير ممكنة إلاّ بالممارسة الإبداعية. 
وإذا أضفنا لذلك أبعاداً نفعية مثل اتخاذ هذه الممارسة كوسيلة للتواصل مع الجماعة، أو ممارسة سلطة التميز للسيطرة عليها ، كون الفنان يملك قدرات لا يستطيع كافة أفراد الجماعة ممارستها ، فيحقق من ذلك مكانة يتميّز بها . 
إن الإسلام أعظم دين غرس حب الجمال والشعور به في أعماق كل مسلم، وقارئ القرآن يلمس هذه الحقيقة بوضوح وجلاء وتوكيد ، فهو يريد من المؤمن أن ينظر إلى الجمال مبثوثاً في الكون كله، في لوحات ربانية رائعة الحسن ، أبدعتها يد الخالق المصور ، الذي أحسن خلق كل شيء. وأتقن تصوير كل شيء.»


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...