نزيل المعتقلات ..1955 ـ 1962
عرض : بشير خلف
عن مؤسسة ( الوليد) للطباعة صدر للكاتب احسن بن بلقاسم كافي كتاب بعــنوان: نزيل المعتقلات ( 1955 ـ 1962 ) بحجم متوسط وفي حلّة معبّرة من خلال اللونين الأحمر والأسود اللذيْن طغيا على الغلاف؛ وبطبيعة الحال فالكتاب يؤرخ لمجاهد جزائري كان نزيل المعتقلات الفرنسية من سنة 1955 إلى سنة 1962 ذنبه أنه كان مقاوما شرسا لوجود الاستعمار الفرنسي في وطنه، وهو بحقٍّ نزيل العديد من المعتقلات التي كانت رهيبة أثناء ثورة التحرير المباركة.
إن الغلاف بلونيْه الطاغييْن الأحمر والأسود يرمزان للدم والتضحية، ولزمن الاستعمار الذي ما كان أبيض في يوم من الأيام، بل كان دمارا وفناء، وهلاكا لأمة كاملة طوال مئة وثلاثين سنة، وبين اللونيْن في الغلاف صورة يغلب عليها اللون الأسود يقف فيها حشْدٌ من المعتقلين الجزائريين في معتقل وأفواه رشاشات جنود الاحتلال الفرنسي موجّهة إليهم.
الكتاب من الحجم المتوسط، يقع في 98 صفحة ..قسم المؤلف مضمون كتابه وفْق المعتفلات التي مرّ بها، والتي ذاق فيها الأمرّيْن من زبانية الاستعمار الفرنسي، وأبى إلاّ أن ينسب لكلّ معتقلٍ ما عُرف عنه، فكانت هذه الفصول بعد الإهداء، والتقديم كالتالي:
1 ـ الفصل الأول: معتقل شلال، أو قرية الخيام.
2 ـ معتقل الجرف، أو القرية المهجورة.
3 ـ معتقل بطيوة، أو محضن الروما تيزم.
4 ـ معتقل بوسوي، أو ثكنة الزبانية.
5 ـ معتقل سيدي الشامي، أو مشتلة البعوض.
6 ـ معتقل تفيشون، أو هضبة الأوحال.
إن المؤلف باعتباره وطنيا، وقدّم أعزّ أيام شبابه لوطنه، وقضى مرحلة عزيزة من عمره في هذه المعتقلات بعيدا عن الأهل والخلاّن مسجونا، ويتلقّى صنوف العذاب يوميا، لم يهد كتابه إلاّ لأمثاله بقوله:
« إلى الذين وضعهم حبّهم للوطن، وتعطشهم للحرية على خطّ المواجهة مع الاستعمار البغيض، فعانوا من بطشه، وعنفه الويلات، والمثلات، وقاسوا من وحشيته ورعونته الأهوال، وأسوأ الأحوال: ( فما وهنوا لِما أصابهم في سبيل الله، وما ضعُفوا وما استكانوا)
أقدم هذا الجهد المتواضع عن طبيعة الاعتقال السياسي خلال ثورة التحرير المباركة، تحت عنوان " مدارس الوعي" إشادة بالنضال الصامت المعبّر، والصمود المؤمن الواعي، تنويها بالثبات على المبادئ المقدسة، والانتصار للقيم السامية.»
يستعرض المؤلف في تقديمه، ـ والأصحّ في مقدمة كتابه ـ استمرارية مقاومة الشعب الجزائري للاستدمار الفرنسي منذ سنة 1830 إلى سنة 1962 سنة افتكاكه لحريته، واسترجاع وطنه الغالي، الجزائر العزيزة، مرورا بمقاومة الأمير البطل عبد القادر، وثورات أولاد سيدي الشيخ، وابن الحداد، وبو عمامة، والزعاطشة والمقراني.وقد اتخذت مقاومة الشعب الجزائري صُورا مختلفة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، فمن كفاح بالسلاح، إلى كفاح باللسان والقلم، إلى كفاح بالسلوك المتمثّل في رفْض كل ما يلوح به الاستعمار الفرنسي من مشاريع إصلاحات، ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها فيه النيران.
إلاّ أن ثورة التحرير المباركة كانت نُقلة من نوعٍ خاص من أنواع المقاومة، بل الثورة لدحْر الاستعمار وطرده، فكان ردّ فعْله أعْـنف، وكانت إجراءاته أشدّ لخنُق الثورة، والقضاء عليها، ومن بين إجراءاته التعسفية إعلان الأرياف مناطق محرّمة وإجلاء السكان عنها، وإحاطة المدن بالأسلاك الشائكة، وفتح أبواب السجون على مصراعيْها، وإقامة المحتشدات، وإنشاء المعتقلات في المناطق الخالية النائية لتحشر المواطنين فيها حتى لا يلتحقوا بالثورة.
إن هذا الكتاب القيّم يؤرخ لصُور من صُور الثورة الجزائرية الكثيرة، ويفضح أساليب الاستعمار في المعتقلات، وأساليب الحكم بها، وردود المعتقلين.
الكتاب يكتسب قيمته من حيث أن مؤلفه عايش الأحداث عن قرْبٍٍ، بل وصانعها، ذلك أن المعتقلين ما كانوا حينها كمية مهملة، وما كانوا أفرادا منعزلين عن الثورة ولو كانوا معتقلين، وما كانوا طائفة مستسلمة للظروف منسحبة من الميدان بالكلية، بل كانوا متفاعلين مع الثورة مـدًّا وجزْرًا، فكانت لهم المواقف المشرّفة.
عن مؤسسة ( الوليد) للطباعة صدر للكاتب احسن بن بلقاسم كافي كتاب بعــنوان: نزيل المعتقلات ( 1955 ـ 1962 ) بحجم متوسط وفي حلّة معبّرة من خلال اللونين الأحمر والأسود اللذيْن طغيا على الغلاف؛ وبطبيعة الحال فالكتاب يؤرخ لمجاهد جزائري كان نزيل المعتقلات الفرنسية من سنة 1955 إلى سنة 1962 ذنبه أنه كان مقاوما شرسا لوجود الاستعمار الفرنسي في وطنه، وهو بحقٍّ نزيل العديد من المعتقلات التي كانت رهيبة أثناء ثورة التحرير المباركة.
إن الغلاف بلونيْه الطاغييْن الأحمر والأسود يرمزان للدم والتضحية، ولزمن الاستعمار الذي ما كان أبيض في يوم من الأيام، بل كان دمارا وفناء، وهلاكا لأمة كاملة طوال مئة وثلاثين سنة، وبين اللونيْن في الغلاف صورة يغلب عليها اللون الأسود يقف فيها حشْدٌ من المعتقلين الجزائريين في معتقل وأفواه رشاشات جنود الاحتلال الفرنسي موجّهة إليهم.
الكتاب من الحجم المتوسط، يقع في 98 صفحة ..قسم المؤلف مضمون كتابه وفْق المعتفلات التي مرّ بها، والتي ذاق فيها الأمرّيْن من زبانية الاستعمار الفرنسي، وأبى إلاّ أن ينسب لكلّ معتقلٍ ما عُرف عنه، فكانت هذه الفصول بعد الإهداء، والتقديم كالتالي:
1 ـ الفصل الأول: معتقل شلال، أو قرية الخيام.
2 ـ معتقل الجرف، أو القرية المهجورة.
3 ـ معتقل بطيوة، أو محضن الروما تيزم.
4 ـ معتقل بوسوي، أو ثكنة الزبانية.
5 ـ معتقل سيدي الشامي، أو مشتلة البعوض.
6 ـ معتقل تفيشون، أو هضبة الأوحال.
إن المؤلف باعتباره وطنيا، وقدّم أعزّ أيام شبابه لوطنه، وقضى مرحلة عزيزة من عمره في هذه المعتقلات بعيدا عن الأهل والخلاّن مسجونا، ويتلقّى صنوف العذاب يوميا، لم يهد كتابه إلاّ لأمثاله بقوله:
« إلى الذين وضعهم حبّهم للوطن، وتعطشهم للحرية على خطّ المواجهة مع الاستعمار البغيض، فعانوا من بطشه، وعنفه الويلات، والمثلات، وقاسوا من وحشيته ورعونته الأهوال، وأسوأ الأحوال: ( فما وهنوا لِما أصابهم في سبيل الله، وما ضعُفوا وما استكانوا)
أقدم هذا الجهد المتواضع عن طبيعة الاعتقال السياسي خلال ثورة التحرير المباركة، تحت عنوان " مدارس الوعي" إشادة بالنضال الصامت المعبّر، والصمود المؤمن الواعي، تنويها بالثبات على المبادئ المقدسة، والانتصار للقيم السامية.»
يستعرض المؤلف في تقديمه، ـ والأصحّ في مقدمة كتابه ـ استمرارية مقاومة الشعب الجزائري للاستدمار الفرنسي منذ سنة 1830 إلى سنة 1962 سنة افتكاكه لحريته، واسترجاع وطنه الغالي، الجزائر العزيزة، مرورا بمقاومة الأمير البطل عبد القادر، وثورات أولاد سيدي الشيخ، وابن الحداد، وبو عمامة، والزعاطشة والمقراني.وقد اتخذت مقاومة الشعب الجزائري صُورا مختلفة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، فمن كفاح بالسلاح، إلى كفاح باللسان والقلم، إلى كفاح بالسلوك المتمثّل في رفْض كل ما يلوح به الاستعمار الفرنسي من مشاريع إصلاحات، ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها فيه النيران.
إلاّ أن ثورة التحرير المباركة كانت نُقلة من نوعٍ خاص من أنواع المقاومة، بل الثورة لدحْر الاستعمار وطرده، فكان ردّ فعْله أعْـنف، وكانت إجراءاته أشدّ لخنُق الثورة، والقضاء عليها، ومن بين إجراءاته التعسفية إعلان الأرياف مناطق محرّمة وإجلاء السكان عنها، وإحاطة المدن بالأسلاك الشائكة، وفتح أبواب السجون على مصراعيْها، وإقامة المحتشدات، وإنشاء المعتقلات في المناطق الخالية النائية لتحشر المواطنين فيها حتى لا يلتحقوا بالثورة.
إن هذا الكتاب القيّم يؤرخ لصُور من صُور الثورة الجزائرية الكثيرة، ويفضح أساليب الاستعمار في المعتقلات، وأساليب الحكم بها، وردود المعتقلين.
الكتاب يكتسب قيمته من حيث أن مؤلفه عايش الأحداث عن قرْبٍٍ، بل وصانعها، ذلك أن المعتقلين ما كانوا حينها كمية مهملة، وما كانوا أفرادا منعزلين عن الثورة ولو كانوا معتقلين، وما كانوا طائفة مستسلمة للظروف منسحبة من الميدان بالكلية، بل كانوا متفاعلين مع الثورة مـدًّا وجزْرًا، فكانت لهم المواقف المشرّفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق