الخميس، 28 فبراير 2013

ولاية الوادي ضيفة على ولاية أدرار


ولاية الوادي ضيفة على ولاية أدرار
بقلم: بشير خلف
تعد ولاية أدرار محطة جذب سياحي هامة بالجزائر وذلك لتوفرها على جميع مقومات السياحة الصحراوية: القصور توجد عدة معالم أثرية رائعة كقصور تيميمون، تمنطيط وزاوية كنتة وأهمهم قصر حماد الأثري وغيرها، كما توجد العديد من الحصون، والقصبات التي تبقى شاهداً على حضارة كبيرة وذلك من خلال هندستها المعمارية، وتاريخها العريق بالإضافة إلى ما تحويه من مخطوط الطبيعة وتتجلى في الواحات الممتدة من أقصى قورارة بشمال الولاية حتى حدود إقليم تيديكلت بالإضافة إلى مغارة قصر تماسخت والأشجار المتحجرة وكهوف الشارف بمنطقة أولف.

كما تُــعد الصناعة التقليدية أحد أهم مقومات الأقتصاد المحلي بالولاية فهي لا تزال تمثل مصدر رزق للكثير من العائلات بالإضافة لكونها مصدر جذب للسياح الذين يزورون المنطقة بغية التمتع بالتراث المحلي الذي يحافظ على أصالته في أغلب قصور الولاية. نجد من الصناعات التقليدية: صناعة الفخار، صناعة النسيج، الصناعة الجلدية، صناعة الحلي، السلالة واللباس التقليدي.
مدينة أدرارتعتبر مدينة أدرار الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري مدينة سياحية لكثرة القصور القديمة بها ،والواحات الجميلة، وتسمى أدرار بولاية " الفقارات " لأنها تحتوي على عدد هائل من الفقارات، وهي عبارة عن آبار قديمة جدا تُــستخدم للسقي، وما تزال تستعمل لحد الآن..مدينة أدرار جميلة تتميّز بالهدوء والسكينة، وطيبة أهلها، وكرمهم العفوي، شوارع فسيحة نظيفة تحفّها أشجار النخيل ذات الغلال الوافرة، كما تكثر بها الساحات الواسعة التي يفترش أرضيتها المواطنون في المساءات الصيفية للسمر، وتناول كؤوس الشاي التي هي من مهامّ إعداد الرجال وفْق طقوس معروفة متوارثة..

تكثر بها المساجد، ومن مساجدها الكبيرة مسجد الشيخ العلامة محمد بالكبير، ومسجد  الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني.
لا تشكو المدينة من زحام السير، ولا اكتظاظ حركة المرور، فالهدوء والطيبة والقناعة سمات أهلها، تكثر بها المساجد العامرة، والزوايا، والمدارس القرآنية، وتخريج الأئمة الذين ينتشرون عبْر ربوع الوطن.
الأسبوع الثقافي لولاية الوادي
اختُتمت فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية الوادي بولاية أدرار مساء يوم الخميس 13 /01/ 2011 ..الأسبوع الذي استمرّت فعالياته من 08/01 إلى 13 01/ 2011 .
كان استقبال الوفد الثقافي لولاية الوادي يوم السبت 09/01/2011 استقبالا مميّزا من طرف القطاع الثقافي وبخاصة من طرف الأستاذ الشاعر ينينه عبد الكريم محافظ المهرجان مدير دار الثقافة بمدينة أدرار، كما كانت الإقامة للوفد جيّدة في فندق" توات" المعروف،
كما كانت المدينة الهادئة الجميلة، والنظيفة، وسكانها الطيّبون حافزًا لتباشير الأسبوع الثقافي.

ومساء يوم الأحد 09/01/2011 تم افتتاح الأسبوع الثقافي بحضور مميّز للفعاليات الثقافية بالمدينة، والسلطات المحلية والمنتخبين بتدشين مختلف المعارض:
ـ معرض الصناعات التقليدية.
ـ معرض اللباس التقليدي.
ـ معرض الصور الفوتوغرافية.
ـ معرض الأكلات الشعبية.
ـ معرض الفنون التشكيلية.
ـ معرض إصدارات الكتب.

فقرة الافتتاح تميّزت بكلمات الترحيب، فوصلة إنشادية جميلة شدّت إليها الأنظار أدتها فرقة " السلامية لمدينة قمار"
بقيادة الفنان الحبيب تليلي، ليأتي دورُ الشعر الذي أبدع فيه الشاعر بشير المثردي بقصيد تألق فيه شعريا،
فكان قصيد تغنٍّ بأدرار، ونخيلها، وعبقها التاريخي، كما كان قصيد تحية من ولاية الوادي بواديْها، وكذا قصيدتا الشاعر الرقيق الظريف بشير غريب في قصيد من الشعر الملحون.
ثمّ أغاني منوّعة أدّاها كلٌّ من الفنان عبد الكريم عاشوري، وفرقة الأمل الموسيقية بقيادة الشاب علي بليمة..كانت هذه الوصلة الافتتاحية جميلة تجاوب معها الحضور وصفّق لها كثيرٍا.
الخيمة الأدبية تميّز اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي( الإثنين) إضافة إلى المعارض بالخيمة الأدبية التي كانت فضاء فكريا، ثقافيا ، شعريا بحضور جمهور مميّز من مثقفي ومبدعي ولاية أدرار وفي مقدمة هؤلاء الشاعر اللطيف المعروف عبد الكريم ينينه محافظ المهرجان، ومدير دار الثقافة بمدينة أدرار، وإلى جانبه الأستاذ حامدي محمد محافظ المهرجان بولاية الوادي ومدير دار الثقافة، وكذا المبدع القاص عبد الكريم ..شارك في هذه الخيمة من ولاية الوادي الأستاذ بشير خلف، والشاعر بشير المثردي، والشاعر بشير غريب، والشاعر محدة الهادي، والشاعر أحمد جربيع إلى جانب شعراء من ولاية أدرار كالشاعرة المتألقة.أمينة حامدي، والشاعر الباحث المثقف عبد القادر لعْلى،والمنشط لمثل هذه الخيمات والجلسات الأدبية الشاعر الظريف القدير عبد القادر عبيد،
والشاعر ينينه عبد الكريم الذي أتحف الحضور بقصيدة رائعة في بنيتها الفنية، وصورها الشعرية، ومضمونها الثري الذي استطاع من خلاله الشاعر عبد الكريم توظيف نكسات التاريخ العربي في عصور ما بعد الخلفاء الراشدين، وأمل الشاعر المستمر في هبّة نهضوية تُوقف الإنسان العربي والمسلم عل قدميْن راسخيْن قوييْن..لكن هيهات:
فتقفز من رِؤياي نحوي المشاهد ويهرب بعض الحلم تحت وسائدي
فتبدو لي الرؤيا مدى دونــــــــه ببعديْن يجلوها سطوع المـــقاصـد
ما ميّز الخيمة في هذا اليوم تلكم القراءات الشعرية الجميلة ذات المستوى الشعري الإبداعي الراقي التي أُلقيت من شعراء الولايتين، وطريقة تسيير الجلسة بين شاعر من الوادي، يليه شاعر من أدرار، وبين هذه القراءات الشعرية استعرض بشير خلف المشهد الثقافي بمنطقة وادي سُوف منذ ما قبل غزو الجزائر من طرف الاستعمار الفرنسي، مرورا بالمراحل الموالية، إلى المرحلة المعاصرة ، وكيف أن هذه المنطقة منذ القديم تتميّز بالزوايا، والعلماء، والمثقفين، والكُتّاب ممّا جعلها تحتلّ الريادة حاليا في عدد المثقفين، والكُتّاب، والمبدعين، وتنوع الإصدارات..مشهد ثقافي متحرّكٌ تصنعه عدة فعاليات كمديرية الثقافة بالولاية، ودار الثقافة، والبعض من الجمعيات الثقافية بالولاية، والشخصيات الثقافية، والزوايا، والمركز الجامعي.

ما لفت أنظار الوفد الثقافي لولاية الوادي تميّز الجمهور الأدراري بالهدوء، والتتبع، والتركيز، وسموّ التذوق للفنون والآداب، وهو ما نفتقده في الكثير من مناطق وطننا.
العروض المسرحية
أبدعت فرقة " عُشّاق الخشبة" بالوادي بقيادة المسرحي الممثل القدير أحمد عمراني في عرض مسرحيتين الأولى للأطفال مساء يوم الثلاثاء وكان عرٍضًا مميّزا تجاوب معه، ليس الأطفال فقط، بل حتى الكبار الذين اكتظّت بهم القاعة، كما كان عرْض المسرحية الثانية مساء الأربعاء لنفس الفرقة أكثر إثارة، بحيث امتلأت القاعة عن آخرها، فكان العرض يدخل ضمْن المسرح الساخر، والناقد معًا لبعض السلوكيات المجتمعية، تفاعل وتماهى الحضور مع العرض بصورة نادرة جدّا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...