الشاعر أحمد عبد الكريم يثمّن
المشهد الثقافي بالوادي
بشير خلف
كتب الشاعر المبدع الجزائري أحمد عبد الكريم عن المشهد الثقافي بالوادي في صحيفة الفجر يوم الإثنين 11/04/2011 ما يلي:
« هي المرّة الثانية التي أعود فيها من وادي سُوفْ محمّلاً بمجموعة من الكتب المُهداة، لم أعدْ بمثلها في كثير من سفرياتي إلى الجزائر العاصمة الثقافية المفترضة..كتبٌ عديدة بعضها من إصدار مديرية الثقافة مثل:" تباريح النخل لمبدعي الجنوب"، و"مسألة الهُويّة في الشعر الجزائري"،و" تجليات الخطاب الشعري المعاصر"، و" الخطاب الديني بين الغلوّ والاعتدال" من إصدار الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي. وبعضها من إصدار أبناء الوادي مثل كتاب:" الحبّ يدقّ أبواب المدارس" للكاتب نوّار محمد …
هذا الاحتفاء بالأدب والكتابة والكِتاب في الوادي لا يضاهيه اهتمامٌ في أيّ مكان آخر، وهو ما جعلني أكتب العام الماضي في" هامش" عنونتُه " بإشراقات سوفية".
إن الوادي مدينة تنام على كنوز ثقافية هي سرّ هذا الاعتداد السوفي بالكتابة، والثقافة، والفن حتى ليُخيّل إليك بأن سُوفْ نسيجٌ وحدها، وأنها لا تعوّل كثيرا على ما يأتي من خارجها بقدْر ما تعوّل على مقدراتها الثقافية، وإمكاناتها الذاتية…وهي مثالٌ للهامش القادر على صناعة الفعل الثقافي، وتغيير موازين الخارطة الثقافية في بلدنا..»
وأضاف الشاعر في مقاله الأسبوعي " هوامش" بالفجر الثقافي:
« فرحي بالكُتب القيّمة التي أُهديت إليّ بمناسبة مشاركتي في مهرجان الشعر الفصيح بلغت منتهاها عندما تلقيت هدية ثمينة من الأديب الصديق بشير خلف، وصلتني عن طريق البريد بعد أيام من عودتي إلى قريتي ..لكنها كانت فرحا مشُوبًا بالخجل من تواضع كتابي" اللون في القرآن والشعر" الذي كنت أهديتُه إياه حين لقائنا في الوادي..
مقابل عظمة وأهمية كتابيْه اللذيْن أهداني إياهما، وهما:" الفنون في حياتنا"،و" الفنون لغة الوجدان" أحسسْتُ كأن الرجل من فرْط دماثة خلقه، وتواضعه الجمّ لم يشأ أن يُفسد عليّ فرحي بإهدائه كتابي، فلم يهدني كتابيْه في حينها يدًا بيدٍ كي يجنبني حرجًا كبيرًا كان سينتابني حين أكتشف بأنني كنت كمنْ يهدي الحشف اليابس إلى منْ يملك دقلة نور الشفافة..
كتابا بشير خلف، هكذا دون لقبٍ علميٍّ خالٍ من دال الدكتور، أو ألف الأستاذ يشكلان تحفة فنية على مستوى الشكل، ودُرّة نادرة على مستوى المحتوى، نظرًا لغناها بمادة علمية وجمالية لا غنًى عنها لكل مهتمٍّ أو متذوّقٍ للفن بضروبه المختلفة، وطرائق تعبيره المتنوّعة..
بالنسبة لي على الأقل كان اطلاعي عليهما لحظة اكتشاف فارقة، ومصدر دهشة، ومفاجأة كبيرة، ذلك أنني لم أتصور وجود مُنجز بهذا الحجم والنوعية في بلادنا، ورغم صدورهما في 2009 عن دار الهدى بعين مليلة بدعْمٍ من وزارة الثقافة، إلاّ أنهما لم يحظيا بالتعريف الإعلامي اللازم، ولم يُقابلا بالاهتمام الذي يليق بهما، ولا يمكنني أن أتصور خُلُو مكتبات مدارس الفنون الجميلة، والمتاحف، ومعاهد التكوين الفنّي من هذيْن المنجزيْن المهمّيْن، والكتابيْن التأسيسيْين..
إنني متيقن من أن ساحتنا الثقافية والإعلامية تعاني من فقر كبير في مجال الكتابة عن الفنون من سينما، وتشكيل،وتصوير، ونحت، ومسرح، ومن هنا تنبع في ظني أهمية هذيْن الكتابيْن من كونهما يملآن فراغًا كبيرا طالما عانى منه كل باحث عن مرجع فنّي، أو من يريد أن يلج عالم الفن ممارسة، وتذوّقًا، أو نقدا..وهما يجعلان من المعرفة الفنية أمرا مستساغًا وسهلاً كونهما يعتمدان على أسلوب سلسٍ بعيد عن اللغة الأكاديمية الجافّة والتجريدية…
في كتابي بشير خلف" الفنون في حياتنا"و" الفنون لغة الوجدان" تأْسرك الرؤية الروحية والصوفية للفنّ، والجمال والتي يبدو معها الفن أشبه ما يكون بالممارسة الطقسية التي تلتبس فيها الممارسة الدينية والفنية حتى ليمكن القول فعْلاً " بأن الدين والفنّ هما الحياة الباطنية للإنسان، إذ ليس في مقدور الإنسان أن يستغني لا عن الله، ولا عن الجمال"..
تحية إلى بشير خلف الذي أعاد شيئا من فرح الفن إلى حياتنا البائسة، عساه يكون لغة وجداننا جميعًا..»
وأنا بدوري أقول: تحية صادقة من الأعماق إلى الأستاذ الفاضل الشاعر الفنان أحمد عبد الكريم..أحمد عبد الكريم
شاعر جزائري من مواليد 1961 بالهامل ولاية المسيلة المعروفة بتركيبتها الدينية والصوفية، يعمل أستاذا للتربية التشكيلية، صدرت له عدة كتب أدبية منها: "كتاب الأعسر"، عن منشورات الجاحظية، السيرة الذاتية "تغريبة النخلة الهاشمية"، "معراج السنونو"، "موعظة الجندب"، ورواية "عتبات المتاهة" عن منشورات الإختلاف. وآخر كتاب صدر له كان "اللون في القرآن والشعر" عن جمعية البيت للثقافة والفنون، وهو عبارة عن دراسة بحثية حول حضور اللون في القرآن والنصوص الشعرية في الشعر العربي، من خلال سلسلة من المحاور التي سلط عليها أحمد عبد الكريم الضوء على مدار صفحات الكتاب.
بشير خلف
كتب الشاعر المبدع الجزائري أحمد عبد الكريم عن المشهد الثقافي بالوادي في صحيفة الفجر يوم الإثنين 11/04/2011 ما يلي:
« هي المرّة الثانية التي أعود فيها من وادي سُوفْ محمّلاً بمجموعة من الكتب المُهداة، لم أعدْ بمثلها في كثير من سفرياتي إلى الجزائر العاصمة الثقافية المفترضة..كتبٌ عديدة بعضها من إصدار مديرية الثقافة مثل:" تباريح النخل لمبدعي الجنوب"، و"مسألة الهُويّة في الشعر الجزائري"،و" تجليات الخطاب الشعري المعاصر"، و" الخطاب الديني بين الغلوّ والاعتدال" من إصدار الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي. وبعضها من إصدار أبناء الوادي مثل كتاب:" الحبّ يدقّ أبواب المدارس" للكاتب نوّار محمد …
هذا الاحتفاء بالأدب والكتابة والكِتاب في الوادي لا يضاهيه اهتمامٌ في أيّ مكان آخر، وهو ما جعلني أكتب العام الماضي في" هامش" عنونتُه " بإشراقات سوفية".
إن الوادي مدينة تنام على كنوز ثقافية هي سرّ هذا الاعتداد السوفي بالكتابة، والثقافة، والفن حتى ليُخيّل إليك بأن سُوفْ نسيجٌ وحدها، وأنها لا تعوّل كثيرا على ما يأتي من خارجها بقدْر ما تعوّل على مقدراتها الثقافية، وإمكاناتها الذاتية…وهي مثالٌ للهامش القادر على صناعة الفعل الثقافي، وتغيير موازين الخارطة الثقافية في بلدنا..»
وأضاف الشاعر في مقاله الأسبوعي " هوامش" بالفجر الثقافي:
« فرحي بالكُتب القيّمة التي أُهديت إليّ بمناسبة مشاركتي في مهرجان الشعر الفصيح بلغت منتهاها عندما تلقيت هدية ثمينة من الأديب الصديق بشير خلف، وصلتني عن طريق البريد بعد أيام من عودتي إلى قريتي ..لكنها كانت فرحا مشُوبًا بالخجل من تواضع كتابي" اللون في القرآن والشعر" الذي كنت أهديتُه إياه حين لقائنا في الوادي..
مقابل عظمة وأهمية كتابيْه اللذيْن أهداني إياهما، وهما:" الفنون في حياتنا"،و" الفنون لغة الوجدان" أحسسْتُ كأن الرجل من فرْط دماثة خلقه، وتواضعه الجمّ لم يشأ أن يُفسد عليّ فرحي بإهدائه كتابي، فلم يهدني كتابيْه في حينها يدًا بيدٍ كي يجنبني حرجًا كبيرًا كان سينتابني حين أكتشف بأنني كنت كمنْ يهدي الحشف اليابس إلى منْ يملك دقلة نور الشفافة..
كتابا بشير خلف، هكذا دون لقبٍ علميٍّ خالٍ من دال الدكتور، أو ألف الأستاذ يشكلان تحفة فنية على مستوى الشكل، ودُرّة نادرة على مستوى المحتوى، نظرًا لغناها بمادة علمية وجمالية لا غنًى عنها لكل مهتمٍّ أو متذوّقٍ للفن بضروبه المختلفة، وطرائق تعبيره المتنوّعة..
بالنسبة لي على الأقل كان اطلاعي عليهما لحظة اكتشاف فارقة، ومصدر دهشة، ومفاجأة كبيرة، ذلك أنني لم أتصور وجود مُنجز بهذا الحجم والنوعية في بلادنا، ورغم صدورهما في 2009 عن دار الهدى بعين مليلة بدعْمٍ من وزارة الثقافة، إلاّ أنهما لم يحظيا بالتعريف الإعلامي اللازم، ولم يُقابلا بالاهتمام الذي يليق بهما، ولا يمكنني أن أتصور خُلُو مكتبات مدارس الفنون الجميلة، والمتاحف، ومعاهد التكوين الفنّي من هذيْن المنجزيْن المهمّيْن، والكتابيْن التأسيسيْين..
إنني متيقن من أن ساحتنا الثقافية والإعلامية تعاني من فقر كبير في مجال الكتابة عن الفنون من سينما، وتشكيل،وتصوير، ونحت، ومسرح، ومن هنا تنبع في ظني أهمية هذيْن الكتابيْن من كونهما يملآن فراغًا كبيرا طالما عانى منه كل باحث عن مرجع فنّي، أو من يريد أن يلج عالم الفن ممارسة، وتذوّقًا، أو نقدا..وهما يجعلان من المعرفة الفنية أمرا مستساغًا وسهلاً كونهما يعتمدان على أسلوب سلسٍ بعيد عن اللغة الأكاديمية الجافّة والتجريدية…
في كتابي بشير خلف" الفنون في حياتنا"و" الفنون لغة الوجدان" تأْسرك الرؤية الروحية والصوفية للفنّ، والجمال والتي يبدو معها الفن أشبه ما يكون بالممارسة الطقسية التي تلتبس فيها الممارسة الدينية والفنية حتى ليمكن القول فعْلاً " بأن الدين والفنّ هما الحياة الباطنية للإنسان، إذ ليس في مقدور الإنسان أن يستغني لا عن الله، ولا عن الجمال"..
تحية إلى بشير خلف الذي أعاد شيئا من فرح الفن إلى حياتنا البائسة، عساه يكون لغة وجداننا جميعًا..»
وأنا بدوري أقول: تحية صادقة من الأعماق إلى الأستاذ الفاضل الشاعر الفنان أحمد عبد الكريم..أحمد عبد الكريم
شاعر جزائري من مواليد 1961 بالهامل ولاية المسيلة المعروفة بتركيبتها الدينية والصوفية، يعمل أستاذا للتربية التشكيلية، صدرت له عدة كتب أدبية منها: "كتاب الأعسر"، عن منشورات الجاحظية، السيرة الذاتية "تغريبة النخلة الهاشمية"، "معراج السنونو"، "موعظة الجندب"، ورواية "عتبات المتاهة" عن منشورات الإختلاف. وآخر كتاب صدر له كان "اللون في القرآن والشعر" عن جمعية البيت للثقافة والفنون، وهو عبارة عن دراسة بحثية حول حضور اللون في القرآن والنصوص الشعرية في الشعر العربي، من خلال سلسلة من المحاور التي سلط عليها أحمد عبد الكريم الضوء على مدار صفحات الكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق