الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح
بلبل الكويت والخليج العربي
الدكتورة سعاد الصباح شاعرة و كاتبة و ناقدة ولدت في مايو عام 1942،وهي الابنة البكر لوالدها الشيخ محمد الصباح الذي حمل اسم جده الشيخ (محمد الصباح) حاكم الكويت, وفي عام 1973 حصلت على البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد جامعة القاهرة, ثم حصلت على الماجستير من بريطانيا و موضوع الرسالة التنمية و التخطيط في دولة الكويت، ثم حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد و العلوم السياسية من جامعة ساري جلفورد بالمملكة المتحدة وهي أول كويتية نالت الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنجليزية .
وقد تم ترجمتها للعربية، وهي عضو مجلس الأعضاء لمؤسسة التعاون بجنيف، وعضو مؤسس للمؤسسة الثقافية العربية بلندن، و عضو جمعية الصحافيين و الخريجين الكويتية، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للنساء المسلمات لجنوب شرق آسيا، و عضو الاتحاد العالمي لاقتصاديات الطاقة، و عضو مجلس الأمناء و اللجنة التنفيذية لمنتدى الفكر العربي في عمان، عضو مجلس الأمناء بمركز الدراسات العبرية - جامعة اليرموك، وعضو مؤسس للمجلس العربي للطفولة و التنمية بالقاهرة، عضو جمعية علم الاجتماع بتونس، و عضو المجلس الاستشاري للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بلندن، رئيسة شرف لجمعية بيادر النسائية الكويتية الأمريكية - الكويت، و رئيسة فخرية لمركز الإبداع العلمي - البحرين، منحت درجة الزمالة من كلية سانت كاترين بجامعة أكسفورد، أسست دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع.
كل قصائدها جميلة وذات أنس وإمتاع، وقد أعجبتني هذه القصيدة فاخترتُها وارتأيتُ أن يتمتع القارئ الكريم معي..القصيدة بعنوان:قصيدة حبٍّ إلى سيفٍ عراقيٍّ.
انا امرأة قررت ان تحب العراق
وان تتزوج منه امام عيون القبيلة
فمنذ الطفولة كنت اكحل عيني بليل العراق
وكنت احني يدي بطين العراق
واترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق
انا امرأة لا تشابه اي امرأة
انا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي ان اتزوج سيفا
وان اتزوج مليون نخلة
وان اتزوج مليون دجلة
مزاجي ان اتزوج يوما
صهيل الخيول الجميلة
فكيف اقيم علاقة حب
اذا لم تعمد بماء البطولة
وكيف تحب النساء رجالا بغير رجولة
انا امرأة لا ازيف نفسي
وان مسني الحب يوما فلست اجامل
انا امرأة من جنوب العراق
فبين عيوني تنام حضارات بابل
وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل
فحينا انا لوحة سومرية
وحينا انا كرمة بابلية
وطورا انا راية عربية
وليلة عرسي هي القادسية
زواجي جرى تحت ظل السيوف وضؤ المشاعل
ومهري كان حصانا جميلا وخمس سنابل
وماذا تريد النساء من الحب الا
قصيدة شعر ووقفة عز
وسيفا يقاتل
وماذا تريد النساء من المجد
اكثر من ان يكن بريقا جميلا
بعيني مناضل
***
سلام على ذكرياتي بشط العرب
سلام على طائر الماء يرقص بين القصب
سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج
كاسوارة من ذهب
سلام عليه ابي وهو يهدي الى بعيدي
كتاب ادب
سلام على وجه امي الصبوح كوجه القمر
سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر
سلام على قهقهات الرعود
سلام على قطرات المطر
سلام على شهقات الصواري
وحزن المراكب قبل السفر
***
عراق عراق
اذا ما ذكرتك اورق في شفتي الشجر
فكيف سألغي شعوري ؟
وحبك مثل القضاء ومثل القدر
***
انا امرأة قررت ان تحب العراق
لماذا العراق ؟
لماذا الهوى كله للعراق ؟
لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق ؟
لان الصباح هنا لا يشابه اي صباح
لان الجراح هنا لا تشابه شكل الجراح
لان عيون النساء تخبيء خلف السواد السلاح
لماذا العراق ؟
لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات ؟
لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات ؟
لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات ؟
لماذا الصلاة امام ضريح علي
تعادل الف صلاة ؟
***
لماذا تقاتل بغداد عن ارضنا بالوكالة
وتحرس ابوابنا بالوكالة
وتحرس اعراضنا بالوكالة
وتحفظ اموالنا بالوكالة
لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة
واهل الصحارى
سكارى وما هم بسكارى
يحبون قنص الطيور
ولحم الغزال ولحم الحبارى
لماذا يموت العراقي والاخرون
يغنون هندا ويستعطفون نوارا؟
لماذا يموت العراقي والتافهون
يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا ؟
لماذا يموت العراقي والمترفون
بحانات باريس يستنطقون الديارا؟
ولولا العراق لكانوا عبيدا
ولولا العراق لكانوا غبارا
***
يقولون
ان الكتابة اثم عظيم
فلا تكتبي
وان الصلاة امام الحروف حرام
فلا تقربي
وان مداد القصائد سم
فلا تكتبي
فاياك ان تشربي
وها انذا
قد شربت كثيرا
فلم اتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وها انذا
قد كتبت كثيرا
واضرمت في كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما علي ولا استاء مني النبي
***
لماذا احب العراق لماذا
ايا ليتني قد ملكت الخيارا
الم تك بغداد درع العروبة
وكانت امام المغول جدار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق