الخميس، 28 فبراير 2013

الشاعر الهندي طاغوررابندراناث طاغور


 الشاعر الهندي طاغوررابندراناث طاغور
رابندراناث طاغور شاعر وفيلسوف هندي. ولد عام 1857 في القسم البنغالى من مدينة كالكتا وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات، وأشقائه، ومدرس يدعى دفيجندرانات الذي كان عالماً وكاتباً مسرحياً، وشاعراً، وكذلك درس رياضة الجودو.
درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم، وآدابها، واللغة الإنجليزية، ونال جائزة نوبل في الآداب عام ، 1913 وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالى في عام 1918 في اقليم شانتي نيكتان بغرب البنغال.
أهم أفكاره
1 ـ نبذه لفكرة التعصب، والتي سادت بين كثير من الطوائف والأديان في الهند المقسمة، وتجلى ذلك في روايته (جورا) التي فضحت التعصب الهندوسى فتسبب ذلك استياء أهله ،فسافر إلى إنجلترا عام 1909 ليصيب شهرة بعد ترجمة العديد من أعماله للغة الإنجليزية.
2 ـ محبة الإنسانية جمعاء بدلاً من التمسك بالحب الفردي الخاص، وكان ذلك بعد فقده لأمه، وانتحار شقيقته، وكذلك وفاة زوجه، وثلاثة من أطفاله ووالده.
3 ـ اختلافه مع الزعيم الروحي الهندي غاندي الذي اعتمد على بساطة العيش والزهد كسلاح لمقاومة الاستعمار الانجليزي، وهو ما رآه طاغور تسطيحاً لقضية المقاومة، وهو أول شاعر آسيوي حصل على جائزة نوبل.

وفاته
توفى طاغور عن عمر يناهز 84 عاماً وذلك في عام 1941
كان طاغور الشاعر الإنسان المنافح عن الإنسان في كل مكان، لا يعرف في دفاعه حدودا ولا سدودا ، ولا يفرق في تقديره للإنسان بين جنس وجنس، ولا بين لون ولون، ولا بين دين ودين . كان يرى الإنسان قدسيا لأنه الصورة التي تتجلى فيها قدرة الله القادر وعظمة الخالق على الأرض - كان يحب الإنسان - أي إنسان - ويقدس حقه ويجهد في سبيله.
                                       من روائع أشعاره
( دعـــــاء)
ربّي
لا تجعلني جزّارا يذبح الخراف , ولا شاة يذبحها الجزّارون …
ربّي
ساعدني على أن أقول الحقّ في وجه الأقوياء ,. ولا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء ,. وأن أرى الناحية الأخرى من الصورة . ولا تتركني اتّهم خصومي بأنهم خونة لأنهم اختلفوا معي في الرأي …
ربّي
إذا أعطيتني مالا , فلا تأخذ سعادتي , وإذا أعطيتني قوّة فلا تأخذ عقلي, وإذا أعطيتني نجاحا فلا تأخذ تواضعي , وإذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي….
ربّي
علّمني أن أحبّ الناس كما أحبّ نفسي , وعلّمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس , وعلّمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوّة , وأن حبّ الانتقام هو أوّل مظاهر الضعف ….
ربّي
لا تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت , ولا باليأس إذا فشلت , بل ذكّرني دائما أن الفشل هو التجارب التي تسبق النجاح ….
ربّي
إذا جرّدتني من المال فاترك لي الأمل , وإذا جرّدتني من النجاح فاترك لي قوّة العناد حتّى أتغلب على الفشل , وإذا جرّدتني من نعمة الصحّة فاترك لي نعمة الإيمان ….
ربّي
إذا أسأتُ إلى الناس فاعطني شجاعة الاعتذار, وإذا أساء إليّ الناس فاعطني شجاعة العفو …
ربّي
إذا نسيتك فأرجو ألا تنساني من عفوك وعطفك وحلمك , فأنت الإله القادر على كلّ شيء…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصباح
- لِمَ انطفأ المصباح ؟
- لقد أحطته بمعطفي ، ليكون بمنجىً من الريح ،
ولهذا فقد انطفأ المصباح .
- لِمَ ذوت الزهرة ؟
- لقد شددتها إلى قلبي ، في شغف قلق ، ولهذا
فقد ذوت الزهرة .
- لِمَ نضب النهر ؟
- لقد وضعت سداً في مجراه لأفيد منه وحدي ،
ولهذا فقد نضب النهر .
- لمَ انقطع وتر المعزف ؟
- لقد حاولت أن أضرب عليه نغماً أعلى مما تطيقه
قدرته ، ولهذا فقد انقطع وتر المعزف .
* * *
أنا لا اظفر بالراحة .
أنا ظامئ إلى الأشياء البعيدة المنال .
إن روحي تهفو ، تواقةً ، إلى لمس طرف المدى
المظلم .
إيه أيها المجهول البعيد وراء الأفق ، يا للنداء الموجع
المنساب من نايك .
أنا أنسى ، أنسى دوماً أنني لا أملك جناحاً لأطير ،
وأنني مقيد دوماً بهذا المكان .
إنني متّقدُ الشوق ، يقظان ، أنا غريبٌ في أرضٍ
عجيبة .
إن زفراتك تتناهى إليّ ، لتهمس في أذني أملاً
مستحيلاً .
إن صوتك يعرفه قلبي كما لو كان قلبه .
أيها المجهول البعيد ، يا للنداء الموجع المنساب من نايك !
أنا أنسى ، أنسى دوماً أنني لا أعرف الطريق وأنني
لا أمتلك جواداً مجنحاً .
أنا لا أظفر بالطمأنينة .
أنا شارد ، أهيم في قلبي .
في الضباب المشمس ، من الساعات الضجرة ، ما
أبهى مرآك العظيم يتجلّى في زرقة السماء !
أيها المجهول البعيد ، يا للنداء الموجع المنساب من
نايك !
إنني أنسى ، أنسى دوماً ، أن الأبواب كلّها موصدة
في البيت الذي أفزع فيه إلى وحدتي .

ـــــــــــــــــــ
 على جانب الطريقإنك تسير على شاطئ البحر نحو المعبد البعيد؛
أنا شجرة،
وبفيئي سأقبِّل جسدك.
دعني، أيها الحاج،
أقاسمك شطرًا من مجاهدتك
على جانب الطريق
سأبقى شاهدة على رحلتك،
وفي عبادتك، إذ تقرِّب الزهور،
سيمتزج بعضٌ منِّي.
ما كان صارمًا وقاسيًا،
أضفيتُ عليه شيئًا من الطراوة؛
ما كان مجهولاً ونائيًا،
أعرتُه، بحروف من الخضرة،
مظهَرَ المعلوم.
وإذ عرفتَني
بات لكَ أن تعرف طريقك،
وفي إبداعك
يترجَّع، ضعيفًا، صوتُ مَنْ نذرتْ نفسها لك.
إن أوراقي ترتعش
في حرِّ شمس الظهيرة اللاذع،
وتنشد الصلاة التي تهجع في قلبك.
أما ثماري فأمزجها بثمار عبادتك.
وحين يندغم النهار بالليل
وتنتهي رحلتُك،
سأقف هنا وحدي، وقد انتهت خدمتي.
هذا الدرب سيبقى غاليًا على قلبي
وفي ذاكرتك سأمكث كالذكرى.
ومن أجلك، بفرح،
سأقدِّم كلَّ ما هو لي!
ـــــــــــــــ
لا تَطْوِ جناحيك
مع أن المساء يزحف
وئيدًا ومتراخيًا،
وكما لو بإيماءة منه
يُسكِتُ أغنيتك؛
ومع أنك وحيد في السماء اللامتناهية،
وجسمك منهك،
تَراك ترفع متمتمًا
صلاةً صامتة
نحو الآفاق المستترة وراء الحجاب –
مع أن الظلام مخيِّم على العالم،
أيها الطائر، يا طائري،
لا تَطْوِ جناحيك.
ــــــــــــــــ
أغنية الشاعر
حين كنت أوالف قيثارتي على لحني المتقطِّع
كنتَ قصيًّا عن إدراكي.
كيف كان لي أن أعرف
أن تلك الأغنيات كانت تسعى إليك
على شواطئ المجهول؟
وحالما أتيتَ قربي،
رقصتْ أغنياتي على إيقاع خطاك –
وكأن نسمة الفرح الأسمى،
في هذا الاتحاد،
كانت تنتشر عبر العالم
وكانت الأزهار تتفتح، عامًا بعد عام.
في أغنية الشاعر
تمدُّ عروس شعره يديها
لتقتبل قربان ما هو آتٍ.
إن المعلوم، في هذا الكون،
يلعب مع المجهول لعبة التخفِّي.
———————–
المجهول الأسمى
أمامي يمتد محيط السلام.
امخرْ، أيها الربان، عباب البحر الواسع؛
فسوف تكون رفيقيَ الأبدي –
خذني، آه، خذني بين ذراعيك.
نجم القطب سيشعُّ
منيرًا الدربَ إلى الأبدية.
أيا ربَّ الانعتاق،
مغفرتك ورحمتك
ستكونان زادي الباقي
في رحلتي إلى شواطئ الأبدية.
فلتنحلَّ أمراسُ الأرض،
وليأخذني الكونُ العظيم بين ذراعيه،
إذ يكون لي أن أعرف بلا وجل
المجهولَ الأسمى.
ـــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...