الخميس، 28 فبراير 2013

المرحوم الشاعر السوري محمد الماغوط


المرحوم الشاعر السوري محمد الماغوط
ٍالشاعر والكاتب السوري
القدير محمد الماغوط
يعتبر الماغوط أحد أبرز الأدباء والشعراء الحداثيين في العالم العربي ، فضلا عن ريادته في الكتابة والـتأليف المسرحي . وأدى الفنان دريد لحام في الثمانينات عدداً من مسرحياته، منها "غربة"، "كاسك يا وطن" و"شقائق النعمان".
دخل محمد الماغوط المعتقل مرات عديدة أبرزها عام 1955 عندما دخل سجن المزة العسكري والتقى هناك بالشاعر أدونيس، واشتهر يومها بكتابة قصائده على لفائف السجائر قبل أن يخرجها معه من السجن في ألبسته الداخلية.
ومنح الماغوط مؤخرا جائزة العويس للشعر وعندما حضر توزيع الجوائز كان على كرسي متحرك . وقال يومها :"من قبل قلت: آه لو يتم تبادل الأوطان كالراقصات في الملهى، والآن أقول: لو يتم تبادل الأسرى مع أوطانهم في كل حرب، لأنني منذ الطفولة وحتى الآن، كلما تحرّكت ستارة سترت أوراقي بيدي كبغيّ ساعة المداهمة". وكانت اللجنة منحت جائزة الشعر للماغوط، لأنه "أسهم في الحداثة الشعرية العربية وفي تطوير قصيدة النثر، وكان من روّادها الكبار".
وكان الماغوط متزوجا من الشاعرة السورية الراحلة سنية صالح وله منها ابنتان سُلافة وشام، وتوفيت سنية عام وتوفيت عام 1985 . وقد كتب الماغوط على شاهدة قبر زوجته: "هنا ترقد الشاعرة سنية صالح آخر طفلة في العالم".
ويتحدث الماغوط في كتاب (اغتصاب كان وأخواتها) عن حياته الشخصية . يبدأ من سلمية حيث ولد عام 1934 حين كانت هذه (قرية نائية وباسلة لا مدينة، ورجالها لا يتورعون عن ضرب أشجارهم بالسَّوط، لأنها لم تثمر في الوقت المحدد). وعنها يقول: (أعتقد أن ماركس كان ينبغي أن يولد في السلمية وليس في ألمانيا، ليخترع نظريته في الصراع الطبقي).
ويغادر الماغوط قرتيه نهائياً عام 1955 إلى واحد من أبرز عناوينه في دمشق، سجن المزة، أو (متحف الرعب) كما يسميه الكتاب. وفي السجن سيتعرف إلى أدونيس في زنزانة مجاورة، الذي سيقدمه في ما بعد شاعراً في إحدى جلسات مجلة (شعر) بقصيدة (القتل) التي كتبها في السجن على ورق التبغ على أنها مذكرات شخصية لسجين.
الشاعر الماغوط كتب على قبر زوجته (هنا ترقد آخر طفلة في العالم)..
ونحن يجب أن نكتب اليوم على قبره: (هنا يرقد آخر شاعر في العالم)…
رحم الله الشاعر العربي الكبير محمد الماغوط..
توفي في دمشق الاثنين 3-4-2006 الكاتب والأديب السوري البارز محمد الماغوط في إحدى مشافي العاصمة عن عمر ناهو 72 عاما بعض صراع طويل مع مرض السرطان.
                            مختارات من أشعاره 
                       طريق الحرير
كل يوم أكتشف في وطني مجداً جديداً
وعاراً جديداً
أخباراً ترفع الرأس
وأخرى ترفع الضغط
* * *
مللت اللجوء الى التبغ
والخمر
والمهدئات
وأبراج الحظ
إن سعة الخيال تمزق أعصابي
ولم تعد عندي حدود واضحة أو آمنة بين المجد والعار
والأمل واليأس
والفرح والحزن
والربيع والخريف
والصيف والشتاء
والمذكر والمؤنث
والمرفوع والمنصوب
وها أنا أضع أجمل وآخر قصائدي في أذني
وإصبعي على الزناد
وأنا واثق بأن حلقات من الدخان ستتصاعد كأنها رصاصة حقيقية.

                               مقدمة ابن خلدون
بشراسة ونهم الفهد الجائع
أضع راحتي حول فمي وأصرخ:
يا إلهي.
أنقذني من هذه الصحراء
إنها تفقدني عقلي وصوابي وتوازني
وأنقضّ على كل ما فيها من شعر ونثر
ومسرح وغناء وعواء
وسجع وتجويد وتفخيم وإطناب وهذيان
بوح، عناق، دموع، تأوهات، انتحارات
نهب، قصور، متاحف، مقابر، مستشفيات
بحر، صحراء، نسور، ضفادع، ديناصورات
قطط، فئران، جمال، سفن، قطعان
كرّ وفرّ وسبي نساء وغلمان وطيور وفراشات
انفتاح، تهافت، إطلاق
قانا، شاتيلا، تل الزعتر، كازينو لبنان
جوائز، إهانات، ابن النفيس، ابن خلدون، ابن رشد، ابن سينا، بن لادن
أبو فداء، أبو شيماء، أبو تيماء، أبو رياح، أبو صياح
عنتر، عبلة، عبدو موسى، ملحم بركات
حقد، كراهية، أنياب، صرير أبواب، مخيمات
فجر، نجوم، ظلام
وكل كلمة كأس ولفافة
                                 ارتجال وطن
حلمي القديم:
وطن محتل أحرره
أو ضائع أعثر عليه
حدوده تقصر وتطول حسب مساحته وعدد سكانه وأنهاره ونشاط عصافيره
والمغتربين من أبنائه
والعابرين في طرقاته
والمزوّدين بالوقود في أجوائه
وطني حيث يشرب المارة
ويشفى المرضى
وتزهر الأشجار العارية
حتى قبل وصول الربيع إليها
* * *
يا أمهات الكتب
أخبروني:
ماذا حلّ بمؤلفاتي المتواضعة؟
لقد عانيت طويلاً في كتابتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...