حملة " توفير
كتاب لكل مواطن في الجنوب "
الجنوب..الكنز والفضاء للعلم والعلماء من قديم
بقلم: بشير خلف
ومن غرائب سلوك هؤلاء التي كان من المفترض أن تنطلق حملتهم من إحدى المؤسسات الثقافية، أو التعليمية، أو الجامعية..انطلقت من فندق فخم من فنادق الجزائر لا علاقة له بمُــواطِن الجنوب، ولا بالكتاب، ومن أغْرب الغرائب أيضًا أن يكون مقصدهم الأول ولاية من ولايات الجنوب تشكل عبْر التاريخ البعيد والحديث، والمعاصر قلعة من قلاع الثقافة العربية الإسلامية،وطاقة جبّارة في الدفاع عن هُويّة الأمة الجزائرية..هي من مناطق الوطن التي كان لها السبْق في تشييد قلاع العلم، ومن بينها معهد معروف منذ سنة 1925 والذي لم يغلق أبوابه حتى في عهد الاستدمار، ولا يزال يؤدي رسالته إلى يومنا هذا.." معهد الحياة "، وما أدراك ما معهد الحياة بمدينة " القرارة" بولاية غرداية.
معهد به المراحل المتوسطة أو الإكمالية، والثانوية، ومرحلة التعليم العالي في الشريعة الإسلامية كما تدرس فيه جميع المواد المقررة: الرياضيات، الفيزياء،العلوم، اللغات،الأدب، التاريخ والجغرافيا …إلخ. إضافة إلى: القرآن الكريم،علوم القرآن، التجويد،التفسير،التوحيد، أصول الدين، الفقه، أصول الفقه، الحديث الشريف وعلومه،السيرة النبوية، تاريخ، وفقه المذهب الإباضي.
على ما يقرب من 75 عاما تخرجت من هذا المعهد أجيال من العلماء والمصلحين، والمربين، والأدباء
والشعراء، ومن حملة الدكتوراه والماجستير، وأعضاء البعثات العلمية إلى العواصم العربية؛ومنهم من تميز في التأليف والتحقيق،والإبداع الأدبي،ومنهم من تقلد المناصب السياسية والنيابية والقضائية،والتدريس بالجامعات.
أهـــذا الحراك الثقافي، وهذا الزخم المعرفي، وهذه القوافل المتخرجة كان يحصل بدون الكتاب ؟ !!
غـــــيضٌ من فــــيضٍ
ولاية غرداية التي كانت أول محطّة لهؤلاء، عُـــــرِف واديها..وادي ميزاب منذ أن استوطنه سكانه الأوائل، شكّل حاضرة للعلم والعلماء بقدْر ما كان محطة لها اعتبارها الاقتصادي والاجتماعي، وخاصة التجاري إلى يومنا هذا، أليست ربوع وادي ميزاب هي التي أنجبت كوكبة من العلماء والمثقفين ولا تزال ..منهم:
الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، الشيخ محمد بن الحاج يوسف طْفِــيَّـشْ، الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد،الشيخ حمو بن محمد عيسى النوري، الشيخ عميد الصحافة أبو اليقظان إبراهيم، الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي، الشيخ محمد علي دبوز، الشيخ شريفي سعيد عدون، الشاعر قدور بن لخضر بيتور، السيدة مامه نسليمان، الثائر رمضان حمود.
وماذا لو أضفنا إلى هؤلاء كوكبة أخرى من وادي ميزاب أنارت المشهد الفكري والثقافي الجزائري بدءًا من أيام الاستقلال إلى يومنا هذا، نذكر منهم إلاّ قلة على سبيل المثال، كالشيخ حمو فخار، والشاعر الكبير مفدي زكرياء،والأديب صالح خرفي، الدكتور بابا عمي محمد بن موسى،الدكتور محمد ناصر، وغيرهم.
أهـــذا الحراك الثقافي، وهذا الزخم المعرفي، وهذه القوافل المتخرجة كان يحصل بدون الكتاب ؟ !!
وماذا لو تطرّقنا إلى التاريخ الثقافي،والعلمي، ورجالات الفكر والتربية، وكذا المشهد الثقافي في ولايات أخرى على غرار: أدرار، ورقلة، الوادي، لما كفتْنا هذه المساحة المحدودة من هذا الفضاء.
إن ولايات الجنوب الثلاثة عشر لم تخل واحدة منها من جامعة،أو مركز جامعي.. بعض الولايات وصلت نسبة التمدرس بها إلى خمسة وتسعين بالمائة، والفتاة في المتوسطة، والثانوية، والجامعة تتفوق على الفتى تمدرسًا، ومستوى علميا، وحتى تخرّجا، وحينما نتكلم عن علماء الجزائر عبْر التاريخ سنجد أعلامًا من الجنوب شوامخ فاق عددهم بعض مناطق شمال الجزائر؛ ثم إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم أن تكونت سنة 1931 ما كان أغلب روّادها الأوائل إلاّ من الجنوب، والمقام لا يسمح لنا هنا بذكر الأسماء.كما أن المرأة في الجنوب الجزائري لها مكانتها الاجتماعية والعلمية منذ القديم، وتدعّمت هذه المكانة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، وقد تبوّأت مكانتها في كل القطاعات، وقد أعلمني صديقٌ لي أنه أعدّ دراسة وافية ستصدر ضمْن كتاب له عن النساء الرائدات اللواتي تبوّاْن مناصب هامّة، وكنّ في الطليعة منذ الاستقلال، وهنّ أصلاً من هذه الولاية الجنوبية سواء داخل الولاية، أو في باقي الولايات، أو حتى خارج الوطن، فوجد عددهن تسعين تنوعت بين وظيفة: المُــدرِّسة، والطبيبة إلى القاضية، والعضوة في المجلس الشعبي الولائي، المهندسة المعمارية، والأستاذة الجامعية، وصاحبة الأعمال، وغيرها من الوظائف والنشاطات..وبطبيعة الحال أيامنا هذه صرْن بالآلاف اكتسحْن كل مجالات الحياة.
الجنوب..الكنز والفضاء للعلم والعلماء من قديم
بقلم: بشير خلف
ومن غرائب سلوك هؤلاء التي كان من المفترض أن تنطلق حملتهم من إحدى المؤسسات الثقافية، أو التعليمية، أو الجامعية..انطلقت من فندق فخم من فنادق الجزائر لا علاقة له بمُــواطِن الجنوب، ولا بالكتاب، ومن أغْرب الغرائب أيضًا أن يكون مقصدهم الأول ولاية من ولايات الجنوب تشكل عبْر التاريخ البعيد والحديث، والمعاصر قلعة من قلاع الثقافة العربية الإسلامية،وطاقة جبّارة في الدفاع عن هُويّة الأمة الجزائرية..هي من مناطق الوطن التي كان لها السبْق في تشييد قلاع العلم، ومن بينها معهد معروف منذ سنة 1925 والذي لم يغلق أبوابه حتى في عهد الاستدمار، ولا يزال يؤدي رسالته إلى يومنا هذا.." معهد الحياة "، وما أدراك ما معهد الحياة بمدينة " القرارة" بولاية غرداية.
معهد به المراحل المتوسطة أو الإكمالية، والثانوية، ومرحلة التعليم العالي في الشريعة الإسلامية كما تدرس فيه جميع المواد المقررة: الرياضيات، الفيزياء،العلوم، اللغات،الأدب، التاريخ والجغرافيا …إلخ. إضافة إلى: القرآن الكريم،علوم القرآن، التجويد،التفسير،التوحيد، أصول الدين، الفقه، أصول الفقه، الحديث الشريف وعلومه،السيرة النبوية، تاريخ، وفقه المذهب الإباضي.
على ما يقرب من 75 عاما تخرجت من هذا المعهد أجيال من العلماء والمصلحين، والمربين، والأدباء
والشعراء، ومن حملة الدكتوراه والماجستير، وأعضاء البعثات العلمية إلى العواصم العربية؛ومنهم من تميز في التأليف والتحقيق،والإبداع الأدبي،ومنهم من تقلد المناصب السياسية والنيابية والقضائية،والتدريس بالجامعات.
أهـــذا الحراك الثقافي، وهذا الزخم المعرفي، وهذه القوافل المتخرجة كان يحصل بدون الكتاب ؟ !!
غـــــيضٌ من فــــيضٍ
ولاية غرداية التي كانت أول محطّة لهؤلاء، عُـــــرِف واديها..وادي ميزاب منذ أن استوطنه سكانه الأوائل، شكّل حاضرة للعلم والعلماء بقدْر ما كان محطة لها اعتبارها الاقتصادي والاجتماعي، وخاصة التجاري إلى يومنا هذا، أليست ربوع وادي ميزاب هي التي أنجبت كوكبة من العلماء والمثقفين ولا تزال ..منهم:
الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، الشيخ محمد بن الحاج يوسف طْفِــيَّـشْ، الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد،الشيخ حمو بن محمد عيسى النوري، الشيخ عميد الصحافة أبو اليقظان إبراهيم، الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي، الشيخ محمد علي دبوز، الشيخ شريفي سعيد عدون، الشاعر قدور بن لخضر بيتور، السيدة مامه نسليمان، الثائر رمضان حمود.
وماذا لو أضفنا إلى هؤلاء كوكبة أخرى من وادي ميزاب أنارت المشهد الفكري والثقافي الجزائري بدءًا من أيام الاستقلال إلى يومنا هذا، نذكر منهم إلاّ قلة على سبيل المثال، كالشيخ حمو فخار، والشاعر الكبير مفدي زكرياء،والأديب صالح خرفي، الدكتور بابا عمي محمد بن موسى،الدكتور محمد ناصر، وغيرهم.
أهـــذا الحراك الثقافي، وهذا الزخم المعرفي، وهذه القوافل المتخرجة كان يحصل بدون الكتاب ؟ !!
وماذا لو تطرّقنا إلى التاريخ الثقافي،والعلمي، ورجالات الفكر والتربية، وكذا المشهد الثقافي في ولايات أخرى على غرار: أدرار، ورقلة، الوادي، لما كفتْنا هذه المساحة المحدودة من هذا الفضاء.
إن ولايات الجنوب الثلاثة عشر لم تخل واحدة منها من جامعة،أو مركز جامعي.. بعض الولايات وصلت نسبة التمدرس بها إلى خمسة وتسعين بالمائة، والفتاة في المتوسطة، والثانوية، والجامعة تتفوق على الفتى تمدرسًا، ومستوى علميا، وحتى تخرّجا، وحينما نتكلم عن علماء الجزائر عبْر التاريخ سنجد أعلامًا من الجنوب شوامخ فاق عددهم بعض مناطق شمال الجزائر؛ ثم إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم أن تكونت سنة 1931 ما كان أغلب روّادها الأوائل إلاّ من الجنوب، والمقام لا يسمح لنا هنا بذكر الأسماء.كما أن المرأة في الجنوب الجزائري لها مكانتها الاجتماعية والعلمية منذ القديم، وتدعّمت هذه المكانة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، وقد تبوّأت مكانتها في كل القطاعات، وقد أعلمني صديقٌ لي أنه أعدّ دراسة وافية ستصدر ضمْن كتاب له عن النساء الرائدات اللواتي تبوّاْن مناصب هامّة، وكنّ في الطليعة منذ الاستقلال، وهنّ أصلاً من هذه الولاية الجنوبية سواء داخل الولاية، أو في باقي الولايات، أو حتى خارج الوطن، فوجد عددهن تسعين تنوعت بين وظيفة: المُــدرِّسة، والطبيبة إلى القاضية، والعضوة في المجلس الشعبي الولائي، المهندسة المعمارية، والأستاذة الجامعية، وصاحبة الأعمال، وغيرها من الوظائف والنشاطات..وبطبيعة الحال أيامنا هذه صرْن بالآلاف اكتسحْن كل مجالات الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق