الخميس، 28 فبراير 2013

الشاعرة الأميرة سعاد الصباح ..زهرة الكويت


الشاعرة الأميرة سعاد الصباح ..زهرة الكويت
       الدكتورة سعاد الصباح شاعرة وكاتبة وناقدة كويتية ولدت في مايو عام 1942 , وهي الابنة البكر لوالدها الشيخ محمد الصباح الذي حمل اسم جده الشيخ (محمد الصباح) حاكم الكويت, وفي عام 1973 حصلت على البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد جامعة القاهرة, ثم حصلت على الماجستير من بريطانيا و موضوع الرسالة التنمية و التخطيط في دولة الكويت، ثم حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد و العلوم السياسية من جامعة ساري جلفورد بالمملكة المتحدة وهي أول كويتية نالت الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنجليزية و قد تم ترجمتها للعربية، وهي عضو مجلس الأعضاء لمؤسسة التعاون بجنيف، وعضو مؤسس للمؤسسة الثقافية العربية بلندن، و عضو جمعية الصحافيين و الخريجين الكويتية، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للنساء المسلمات لجنوب شرق آسيا، و عضو الاتحاد العالمي لاقتصاديات الطاقة، و عضو مجلس الأمناء و اللجنة التنفيذية لمنتدى الفكر العربي في عمان، عضو مجلس الأمناء بمركز الدراسات العبرية - جامعة اليرموك، وعضو مؤسس للمجلس العربي للطفولة و التنمية بالقاهرة، عضو جمعية علم الاجتماع بتونس، و عضو المجلس الاستشاري للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بلندن، رئيسة شرف لجمعية بيادر النسائية الكويتية الأمريكية - الكويت، و رئيسة فخرية لمركز الإبداع العلمي - البحرين، منحت درجة الزمالة من كلية سانت كاترين بجامعة أكسفورد، أسست دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع.
 
القصيدة السّودَاء
 1
كم غيَّرتني الحربُ..ياصديقي
كم غيَّرتْ طبيعتي
وغيَّرت أنوثتي
وبعثرت في داخلي الأشياءْ
فلا الحوارُ ممكنٌ
ولاالصراخُ مُمكنٌ
ولا الجنونُ ممكنٌ
فنحن محبوسانِ ِ في قارورةِ البكاءْ…
 2
قد كسرتني الحربُ ياصديقي
ولخبطتْ خرائط الوجدان
وحطَّمتْ بوصلة القلب،
فلا زَرْعٌ..
ولا ضَرْعٌ..
ولاعُشبٌ..
ولا ماءٌ..
ولا دفءٌ..
ولاحنانْ..
قد شوَّهتني الحرب ُ ياصديقي
والحربُ كم تُشَوِّهُ الإنسانْ..
فها هناك فرصة ٌ أخرى..لكي تُحِبَّتي؟
وليس في عينيَّ إلا مَطَرُ الأحزان…
 3
ياسيَّدي:
ماعدتُ بعد الحربِ..أدري منْ أنا؟..
أقِطَّة ٌجريحة ٌ؟
أم نجمة ٌ ضائعة ٌ؟
أم دمعة ٌ خرساءْ؟
أم مركبٌ مِنْ ورق ٍ
تَمْضُغُهُ الأنواءْ؟
أين تُرَى سنلتقي؟
وبيننا مدائن محروقة ٌ
وأمَّة ٌ مسحوقة ٌ..
وبيننا داحِسُ والغَبْراءْ…
فهل هناك فرصة ٌ أخرى
لكيْ تُحبنَّي..
من بعد ما حوَّلني الحزنُ إلى أجزاءْ..
قد سرقنني الحربُ مِنْ طفولتي
واغتالتْ ابتسامتي..
ومزَّقتْ براءتي
واقتلعتُ أشجاريَ الخضراءْ…
فلا أنا بقيتُ من فصيلةِ النساءْ..
فمن ترى يُقنِعُني؟
أنَّ السماءَ ام تَزََِلْ زرقاءْ؟
وأنّنا..
في زمن ِ التلوُّث الروحيِّ..
والفكريّ..
والقوميِّ..
يمكن أن تظلَّ أصدقاءْ؟؟
 4
ياسيِّدي:
لستُ أنا جزبرةً السَّلاَمْ
ولاأنا الأنثى التي كان على أجْفانها
يستوطِنُ الحَمَامْ..
ولا أنا..
نافورةْ الماء..
وسيمفونيَّةُ الرُّخامْ…
ياسيِّدي:
قد يَسَ العُشْبُ على شفاهِنَا
وانكسَرَ الكلامْ..
فكيف نسترجعُ أيامَ الهوى؟
ونحنُ مدفونانِ..
تحت الوحل ِ والرُّكُامْ…
 5
يلسيِّدي:
أنا التي غيرُ التي تعرفُها
ذاكرتي مثوبةٌ
فلا التَّواريخُ على جدارنها باقية ٌ
ولا العناوينُ…
ولا الوجوهُ..
والأسماءْ..
أين ترى نذهبُ ، ياصديقي؟.
وما هناكَ بوصة ٌ واحدة ٌ نملكُها
في عالم ِ الارض ِ ،
ولا في عالم ِ السّماءْ…
وماالذي نفعلُ في بلادِ؟
يَصْطَفُّ فيها الناسُ بالطابور ِ..
كي يَسْتَنشِقُوا الهواءْ!!
 6
ياسيِّدي:
لكم ْ أنا أشعُرُ بالإحباطِ،
والدُّواءِ..
والإعياءْ..
فلا تؤاخذني على كآبتي
إذا قراتَ هذه القصيدةَ السَّوْداءْ…
 جميع المحيطات باللون الأحمر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...