الخميس، 28 فبراير 2013

قصص قصيرة جدا


قصص قصيرة جدا
بقلم: ينينة عبد الكريم
 
1-محاولة فاشلة للتزود بالأكسجين..
 يا له من مُتعِب..!  
 ها هو.. آت من بعيد، يجرجر خلفه علبا من قصدير الأسئلة..
أطلق عليّ سؤالا من بندقيةِ وجْههِ..، فأصابني بتعبٍ بليغ.. 
-أين كانت "حليمة"..، قبل أن تعود لعادتها القديمة..؟
-كانت تسبح في المياه..، قبل أن تعود هي الأخرى إلى مجاريها!
نظر مليا إلى سترة جوابي المضادة "للقرعجة"، ثم ولى.. مختنقا، مطأطِئ الرأس مهزوما مدحورا، يجرجر علب القصدير، ورحت أنا أمسح آثار طلقته..
* * *
 رجاء لا تخبروه بأنني أبغض عادته الكريهة هذه،
شكرا لتكتمكم..  
2-وحش توني ؟! هههه
Le monstre de tony ? ! mdr
 هذا الخراب..مشيّدٌ حدّ الإعمار..، وهذا الرقص الصامت، مأتم صاخب، والمعتوه.. القادم من نفسه، يمضغ أغنية "وحشتوني" علكة فرعونية دون مذاق..،الراقصون يقصفون بعضهم بالأرداف..،هنا..قصف مخطط، وقصف.. عشوائي هناك،
جرحى وصرعى.. من الجانبين!
مازال المعتوه القادم من نفسه يلوك "وحشتوني" أغنية للوصال المستحيل، أي عقيرة هذه التي تصيبنا بالكآبة البائتة؟!     
مايزال يرفع أزيزه..، و مازالوا يتهافتون..
يتواصل القصف من الطرفين
..جرحى .. صرعى
يتواصل التهافت.. وتهافت التهافت..
 ذاك المغني يخطف العقول والقلوب، ويشعل النار في الأجساد الملتوية "وان تو ثري فيفا لالجيري.."
وفي زاوية أخرى مازال المعتوه القادم من نفسه، يقبع وحده..بلا جمهور، يجتر"وحشتوني" أغنية.. ليبصقها في وجه الحداثة.
3-الأمل..البائس
"صديقي (م) الذي لا يزال ينتظر مع خطيبته سكنا لـ.."
هاهما يريقان ماء عمريهما وحيدين في هذا المكان.. الصامت!
يوم..رمادي آخر، بارد، يجلسان كالعادة على الكرسي الوحيد في المحطة..، يراقبان بعينين حزينتين كيف يتعرى الشجر لبرد المكان..بريح اللحظة.. 
حرّكَ صوتُه..المخبأُ للحالات الطارئة شَفَتَيْ الصمت..
- هل تعلمين يا حبيبتي أن هذه المحطة أقفلت أواخر القرن الماضي ولم تعد تشتغل ؟
- أعلم..، قالت بنبرة ذهبت مع الريح..
ثم عادا إلى صمتهما..، يريقان ماء عمريهما..والتفتا نحو خط السكة القديم، وراحا ينتظران..!
 4- صنع بالجزائر
هاكم دمي.. خمرا معتقة لصهيل موائدكم المطهمة، وإن شئتم أعطيتكم قلبي..تفاحة حمراء لخليلاتكم الخسيسات،وأعطيتكم  يديّ ورجليّ، تضربون بها وجوه بعضكم في جلسات قماركم..أيها المكرشون،
وأعطيتكم صدري لتعليق نياشين خياناتكم اليعربية، وظهري موطنا لطعناتكم البينية، ووجهي.. لقضاء مصالحكم وسط المدينة و للوجاهة بين الطيبين.. 
طارت قهقهاتهم.. إلى سقف القاعة غير مبالين..
زادت حدة غضبه..
أيها القميئون..
ماذا بقي ولم  تأخذوه؟! 
نظروا في بعظهم البعض، طأطأوا رؤوسهم، انفجر ضاحكا، ثم انصرف منتصرا.
5-نزيل عربي 
وقفت.. عند باب غرفته، دقت على باب رغبته..
-أبلَغوني بطلبك ..
-لا ! بل طلبت بيتزا بالـ…و زجـ..، نظر إليها مليا ثم استدرك..،لا يهم ..
دخلت..
غلّق الباب ..
وضعت نفسها في الصحن..!!
ألقى عليها قليلا من البهار ثم التهمها!!!
 6 ـ أخشى عليَّ إن لم أحبك!
 لا أذكر من خَشين عليَّ من حبي لهن غيرك أنت.. حاليا، في عصر الرقمنة..
وجدّتي..، في عهد "النّمر المقنع"، حين أصيبت بمرض مُعدٍ، ورأتني أدمنت عناقها!
7 ـ سعادة إلكترونية
بعد كل بريد إلكتروني ترسله..
كان في قلبه.. الساذج، يتدفق فرح غامر، بسرعة خمسين ميغا في الثانية!
8 ـ دعــــاء
حين شاهد الشهر وليدا من رحم السماء
متضرعا.. رفع كفيه نحو رهبة الملكوت
إلهي..، هل لي من لدنك ما يزيل هذا العناء
ويهبني مسرات بمذاق الكرز.. وصفاء الياقوت
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...