الجمالية .. والجمال
بقلم: بشير خلف
ونعني بالجمالية ، تلكم المعرفة التي نهتدي بفضلها إلى الحكم على الحُسْــن وتقييم الجمال ، فالجمالية كمذهب مشهور في الفن بمعناها الواسع هي ( محبّة الجمال ) ..حيث ترى طائفة كبيرة من أصحاب هذا المذهب أن قيمة الفن تُوجد في ممارستنا المباشرة له ..والجمالية تُعطي الشكل أهمية كبرى ، وتكون قيمة العمل الفني في الشكل دون الموضوع ، بينما يرى آخرون من أتباع الجمالية : أنالجمال قيمةٌ لا غنًى عنها ، تقديرها ضروري للحياة الخيّرة ، ولكن لا يمكن فصْلها عن قيمتي الخير والحقّ .
ونعني بالجمالية ، تلكم المعرفة التي نهتدي بفضلها إلى الحكم على الحُسْــن وتقييم الجمال ، فالجمالية كمذهب مشهور في الفن بمعناها الواسع هي ( محبّة الجمال ) ..حيث ترى طائفة كبيرة من أصحاب هذا المذهب أن قيمة الفن تُوجد في ممارستنا المباشرة له ..والجمالية تُعطي الشكل أهمية كبرى ، وتكون قيمة العمل الفني في الشكل دون الموضوع ، بينما يرى آخرون من أتباع الجمالية : أنالجمال قيمةٌ لا غنًى عنها ، تقديرها ضروري للحياة الخيّرة ، ولكن لا يمكن فصْلها عن قيمتي الخير والحقّ .
الجمال نقيض القُبْح
وعموما فالجمال يقابله القبح ..والجمال قيمة من القيم السامية مرغوبة ، ولكن القبح قيمة أيضا ولكنها مستهجنة ، ومن القبح أيضا ما يكون في حدّ ذاته جميلاً ؛ ولذلك فإنالجمال في معناه المطلق " قد يكون " صعْب التحديد ، سيّما في هذا العصر الذي اختلطت فيه القيم ، واختلفت الاتجاهات ، وتغيّرت الأذواق ، فإنك تجد من الناس مَنْ يستحسن الشيء الذي تستقبحه أنت وتنفر منه ، ويجد فيه من الأريحية والهزّة الداخلية ما تراه أنت فيه من اشمئزاز وكُرْه .ومهما يكن من أمْرٍ ، فإن لثقافة الفرد ، ولنوع الحضارة التي طبعت حياته ، ولنوْع البيئة الطبيعية والاجتماعية التي يتواجد فيها ، تأثيرا في إكسابه " الجمالية " ودرجة إحساسه بالجمال ، والمعايير التي يوظّفها في التلذّذ بذلك ." الجمال إحساسٌ بروعة ، وشعورٌ بهزّة ،وانطباعٌ بأثرٍ وانجذاب لأريحية تغزو النفس فتتملّى وتتغذّى . فأن تُِؤخذ بالاستماع ، أو تنبهر بالمشاهدة ، أو تتحرّك سواكنك أمام الرقّة والحُسْن مهما كان مأتاهما ، فقد شعرتَ بالجمال ، واستفزّك الجمال فتأثّرتَ به " (1)وليس غريبا أن يختلف الناس في تذوّق الجمال ، وأن لا يكونوا على درجة واحدة في الشعور به ، فمنهم مَنْ لا يؤثر فيه الجميل المألوف ، ومنهم مَنْ لا يرى جمالا فيما أجمع عليه بعضهم ، ومنهم من لا يرى أثرا للقيمة الجمالية الحقّ التي أجمع الناس عليها ، أو فيما يتأثرون به على أنه مُثيرٌ للإعجاب ..ومنهم من يستوي عنده القُبْح والجمال ، فلا يهتزّ لهذا ولا يشمئزّ من ذلك .ومنهم من تستهويه البشاعة ، ويركن إلى القبح في كل سلوكاته ، ولو أضرّ بغيره وبنفسه ؛ وتُمثّل الخطيئة ، والشرّ والفساد ، والظلم والتعدّي على الغير ، والاستغلال ، وتعاطي الحرام في جميع أشكاله ، وانتهاك حُرُمات الله ، والبعد عن مبادئ السماء ، والغفْلة والتغافل عن المبادئ الخيّرة ، كلّها صُورٌ بشعة ومُشينة للقُبْح الذي يُضادّ الجمال.
لكن لحكمة يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى ؛ هناك من الناس من لهم أعينٌ لا يُبصرون بها ، وآذانٌ لا يسمعون بها ، وقلوبٌ لا يفقهون بها ، إنهم كالأنعام بل هم أضلُّ ..وقد دعت الآيات القرآنية إلى تأمّل هذا الكون الشاسع اللاّمتناهي ، واكتشاف روعة التنظيم ، والتنسيق والجمال فيه ، حتّى يزداد الإنسان إيمانا ويقينا ، ويسعد بتلك النعم التي لا حصْر لها ، والتي تغمر الإنسان والكوْن في كل موقع : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا {النحل: من الآية18} . إن الإحساس بالجمال وتذوّقه من أعْظم نِعم الله على عبده .
هوامش :وعموما فالجمال يقابله القبح ..والجمال قيمة من القيم السامية مرغوبة ، ولكن القبح قيمة أيضا ولكنها مستهجنة ، ومن القبح أيضا ما يكون في حدّ ذاته جميلاً ؛ ولذلك فإنالجمال في معناه المطلق " قد يكون " صعْب التحديد ، سيّما في هذا العصر الذي اختلطت فيه القيم ، واختلفت الاتجاهات ، وتغيّرت الأذواق ، فإنك تجد من الناس مَنْ يستحسن الشيء الذي تستقبحه أنت وتنفر منه ، ويجد فيه من الأريحية والهزّة الداخلية ما تراه أنت فيه من اشمئزاز وكُرْه .ومهما يكن من أمْرٍ ، فإن لثقافة الفرد ، ولنوع الحضارة التي طبعت حياته ، ولنوْع البيئة الطبيعية والاجتماعية التي يتواجد فيها ، تأثيرا في إكسابه " الجمالية " ودرجة إحساسه بالجمال ، والمعايير التي يوظّفها في التلذّذ بذلك ." الجمال إحساسٌ بروعة ، وشعورٌ بهزّة ،وانطباعٌ بأثرٍ وانجذاب لأريحية تغزو النفس فتتملّى وتتغذّى . فأن تُِؤخذ بالاستماع ، أو تنبهر بالمشاهدة ، أو تتحرّك سواكنك أمام الرقّة والحُسْن مهما كان مأتاهما ، فقد شعرتَ بالجمال ، واستفزّك الجمال فتأثّرتَ به " (1)وليس غريبا أن يختلف الناس في تذوّق الجمال ، وأن لا يكونوا على درجة واحدة في الشعور به ، فمنهم مَنْ لا يؤثر فيه الجميل المألوف ، ومنهم مَنْ لا يرى جمالا فيما أجمع عليه بعضهم ، ومنهم من لا يرى أثرا للقيمة الجمالية الحقّ التي أجمع الناس عليها ، أو فيما يتأثرون به على أنه مُثيرٌ للإعجاب ..ومنهم من يستوي عنده القُبْح والجمال ، فلا يهتزّ لهذا ولا يشمئزّ من ذلك .ومنهم من تستهويه البشاعة ، ويركن إلى القبح في كل سلوكاته ، ولو أضرّ بغيره وبنفسه ؛ وتُمثّل الخطيئة ، والشرّ والفساد ، والظلم والتعدّي على الغير ، والاستغلال ، وتعاطي الحرام في جميع أشكاله ، وانتهاك حُرُمات الله ، والبعد عن مبادئ السماء ، والغفْلة والتغافل عن المبادئ الخيّرة ، كلّها صُورٌ بشعة ومُشينة للقُبْح الذي يُضادّ الجمال.
لكن لحكمة يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى ؛ هناك من الناس من لهم أعينٌ لا يُبصرون بها ، وآذانٌ لا يسمعون بها ، وقلوبٌ لا يفقهون بها ، إنهم كالأنعام بل هم أضلُّ ..وقد دعت الآيات القرآنية إلى تأمّل هذا الكون الشاسع اللاّمتناهي ، واكتشاف روعة التنظيم ، والتنسيق والجمال فيه ، حتّى يزداد الإنسان إيمانا ويقينا ، ويسعد بتلك النعم التي لا حصْر لها ، والتي تغمر الإنسان والكوْن في كل موقع : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا {النحل: من الآية18} . إن الإحساس بالجمال وتذوّقه من أعْظم نِعم الله على عبده .
(1) ـ أبو حامد الغزالي/ إحياء علوم الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق