الأربعاء، 27 فبراير 2013

دار الثقافة بالوادي تثري المكتبة بإصدار جديد

دار الثقافة بالوادي تثري المكتبة بإصدار جديد
بقلم: بشير خلف
إن الأدب الشعبي لأية أمة هو أدب عاميتها التقليدي الشفاهي ،مجهول المؤلف ،المتوارث جيلا بعد جيل.تؤدي عراقة الأدب الشعبي دورا هاما في دراسة الحياة الذهنية والروحية لأسلافنا الأقدمين، وضبط التاريخ الاجتماعي لهذه المراحل الأولى من المجتمع البشري ، وقد ترتب على عراقة الأدب الشعبي قيام ظاهرة خاصة به ثار حولها جدل وهي اهتمامه بالأسطورة، والخرافة والخارقة، فيُوصف بذلك بأنه أدب محافظ من حيث الشكل والمحتوى، غير أن هذا الرأي خاطئ إذ يسقط أهم صفات الأدب الشعبي وهي واقعيته ،أي أن الأدب الشعبي هو القول التلقائي العريق المتداول بالفعل، المتوارث، جيلا بعد جيل المرتبط بالعادات والتقاليد، ويشكل الشعر الشفاهي، أو ما يسمّى بالشعر الملحون، أو الشعر الشعبي حيّزا كبيرا في الأدب الشعبي.في هذا الإطار وحرْصًا منها على حفظ الموروث الشعبي الشفاهي من الضياع، والحفاظ عليه كمخزون ثريٍّ وحيٍّ للذاكرة الجماعية لمنطقة وادي سُوفْ بواسطة التدوين والتوثيق؛ فإن دار الثقافة بالوادي أصدرت أخيرًا ضمن سلسلة إصداراتها كتابًا بعنوان :" موسوعة الشعر الشعبي أعلام الشعر الملحون لمنطقة وادي سوف" الجزء الثالث للدكتور أحمد زغب ، وكان في الأصل سيصدر خلال سنة 2010 غير أنه ولظروف تقنية تتعلق بمطبعة مزوار بالوادي صدر هذا الكتاب خلال الأسبوع الأول من سنة 2011 ليكون بذلك أول إصدار تفتتح به السنة السنة الثقافية الجديدة بدار الثقافة بالوادي.
ممّا جاء في التصدير كان بقلم الأستاذ محمد حامدي مدير دار الثقافة بالوادي:
« يطل علينا الجزء الثالث من أعلام الشعر الملحون في منطقة سوف للدكتور احمد زغب ، وهو جزء من مشروع طموح تهدف من خلاله دار الثقافة لولاية الوادي إلى وضع موسوعة للشعراء الشعبيين بالمنطقة تضم أكبر عدد من هؤلاء الشعراء من مختلف الأجيال والعصور . وكنا قد سطرنا برنامجا ثريا يمتد لسنوات من خلال إصدار عدد من المؤلفات تهتم بهذا الموروث الشعبي ونحن ندرك جيدا أن هذا المشروع ليس بالأمر الهين والسهل بل يتطلب كثيرا من الوقت والجهد.
على هذا الأساس كنا قد وجهنا قبل سنوات دعوات للمهتمين بهذا الموروث من اجل مساعدتنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة ونحن نعلم جيد أن الذاكرة الشعبية تتناقص كلما طال الزمان وبفعل التطورات وتسارع الأحداث التي يعيشها عالم اليوم .
لقد بات هذا نوع من الشعر ثروة أخرى تضاف لرصيد الأمة ، وعنوانا آخر لها ، ومعلما من معالم عراقتها في البيان والجمال وصدق الكلمة، إن هذا اللون من الشعر تعبير صادق بسيط وإعلان صارخ لما تعيشه الأفئدة والضمائر، وهو يعبر بحق عن أجمل صورة لما يجمع الناس من روابط مختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...