الخميس، 28 فبراير 2013

رواية فوضى الحواس


فوضى الحواس
                               
أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر” ..
أحلام مستغانمي ..


المرأة التي عبرت بلغة رشيقة وساحرة عن الحب في زمن الحرب والتغيرات من خلال الثورة الجزائرية ..
فكانت رواياتها الثلاث ( ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير ) تصويرا للرجل حين يعشق الوطن كأنثى ..

         ومن خلال رواية فوضى الحواس .. أثارت أحلام الفوضى الجميلة بين الرسم والبوطيقيا .. فتفجرت مفردات اللغة بين أصابعها شعرا مرسوما في رواية 
 تعد رواية فوضى الحواس من روائع ثلاثية الكاتبة مستغانمي” 
      أحلاممستغانمي تبدأ القصة برواية عن رجل ذو فلسفة غريبة “فوضوية” يلتقى بامرأة “ضعيفة نوعاً ما” تستمر القصة بهذا المنحى عدة صفحات حتى تتدخل الكاتبة في النص تكتشف الكاتبة فيما بعد تطابقاً عجيباً بين روايتها و الواقع حيث تجد أن صالة السينما التي أعدت اللقاء فيها موجودة حقا و أنها تعرض فيلماً في وقت الموعد نفسه تجد الكاتبة نفسها مدفوعة بالفضول لحضور الفيلم و إذ بها تجد الشخص بطل الرواية و تبدأ الأحداث بالتداخل حينما تلتقي بمن تظن أنه “الشخص المعني” و الذي يشبه بطل الجزء الأول من ثلاثيتها “ذاكرة الجسد” قصة رائعة تنقل الكاتبة بين ثناياها النضال الجزائري و المرأة الجزائرية بالإضافة إلى تراث قسنطينة.

                                   مقاطع من رواية فوضى الحواس
ـ 1 ـيسألونك أي مدينة تسكن..لاأيه مدينه تسكنك..يسألونك هل تصلي..لا يسألونك هل تخاف الله..ولذا تعودت ان أجيب على هذة الأسئلة..بالصمت..فنحن حينما نصمت نجبر الآخرين على تدارك خطأهم..
 -2-
 تساءلت دائما: ماهي نوعية المسافة التي تفصلنا عما نشتهي؟ أتراها تقاس بالمكان ؟ أم بالوقت؟ أم بالمستحيل؟ _ فالطريقة الصحيحة لفهم العالم..هي التمرد على موقعنا..الصغير فيه..والجرأة على تغير مكاننا..وتغير وضعيتنا..حتى بالوقوف على طاولة..عوض الجلوس أمامها..والاتكاء عليها
 -3-
 أنا أحب الأسئلة المخيفة..التي لا جواب لها..أما تلك الفضولية..فهي تزعجني بسذاجتها..وأظنها تزعج آخرين غيري.. _الناس ؟إنهم لا يطرحون عليك سوى أسألة غبية يجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها..
 -4-
 أنت قلما تضحك لماذ؟ _علمتني الحياة..أن أبتسم عشر مرات قبل أن أضحك..وأن أعيد صياغة كلماتي..عشر مرات..قبل أن أنطق بها….ولهذا أخترت في الماضي مهنة التصوير..الصورة لحظة صمت طويل ..إنها كالرسم..تجربة في صمت.. _وماذا علمتك الحياة أيضاً _علمتني الحياة الصبر
 -5-
 ولكن الإخلاص لا يطلب..إن في طلبة إستجداء..ومهانة للحب..فإن لم يكن حاله عفوية..فهو ليس أكثر من تحايل دائم على شهوة الخيانة..وقمع لها..أي أنه خيانه من نوع آخر..لذا أجد في تسمبة الخيانة..بالمغامرة قلباً للحقيقة..إن المغامرة الحقيقية هي الوفاء..لأنها الأصعب حتما..
 -6-
 هي الحياة أذا ..قطعا لا يحدث للإنسا ن ما يستحقة بل يحدث له ما يشبهه) فلم الألم …؟ما دامت تلك النهايات تشبهنا..حتى لكأنما الموت ..يجعلنا أجمل..؟ رحم تقذفنا إلى رحم..ونحن الذين تساوينا بالمجيء..لن نسأل لما يكون الميلاد واحداً..ويتعدد الموت إلى هذا الحد..؟
 -7-
 طبعا ستتعلمين كيف تتخلين كل مره عن شيء منك.كيف تتركين كل مره خلفك أحداا.أو مبداء أو حلما.نحن نأتي الحياه كمن ينقل أثاثه وأشياءه.محملين بالمبادىء.مثقلين بالأحلام محوطين بالأهل والأصدقاء.ثم كلما تقدم بنا السفر فقدنا..شيئاوتركنا خلفنا أحدا.ليبقى لنا في النهايه.ما نعتقده الأهم والذي.أصبح كذلك لأنه تسلق سلمالأهميات.بعدما فقدنا.ما كان أهم منه.!
 -8-
 ((أستفيدوا من اليوم الحاضر..لتكن حياتكم مذهله..خارقة للعادة..أسطوا على الحياة..أمتصوا نخاعها كل يوم ما دام ذلك ممكننا..فذات يوم ..لن تكونوا شيئا..سترحلون وكأنكم لم تأتوا..)
 -9-
 ان الكتابه تغير علاقتنا مع الاشياء وتجعلنا نرتكب خطايا دون الشعور بالذنب لان تداخل الحياة والادب يجعلك تتوهم احيانا انك تواصل في الحياه نصا بدات كتابته في كتاب .وان شهوه الكتابه ولعبتها تغريك بان تعيش الاشياء لا لمتعتها وانما لمتعه كتابتها
 -10-
 بين الرغبات الابدية الجارفه…والاقدار المعاكسه…كان قدري. وكان الحب بأتي, متسللا الي, من باب نصف مفتوح, وقلب نصف مغلق. اكنت انتظره دون اهتمام, تاركه له الباب مواربا,د. متسليه باغلاق نوافذ المنطق؟
 -11-
 قلت لها : تمنيت ان اموت وانا اقبلك اذا كانت كل القبل تموت فالأجمل ان اموت اثناء تقبيلي لك يا غاليتي اجمل حب هو الذي نعثر عليه اثناء بحثنا عن شيئ اخر ..
 -12-
 القبله هي الفعل العشقي الوحيد الذي تشترك فيه جميع حواسنا. نحن في حاجه الى حواسنا الخمس لتقبيل شخص ولكن لسنا بحاجه اليها جميعها لنمارس الجنس. نحن قد نمارس الحب مع شخص لا نشعر برغبه في تقبيله وقد نكتفي بقبله من امرأه تمنحنا شفتاها من الحمى , ما تعجز اجساد كل النساء على منحنا اياه ..
 -13-
 في الدكاكين السياسيه التي يديرها حكام زايدوا علينا بدهاء في كل قضيه ..باعونا “أم القضايا”وقضايا أخرى جديده معلبه حسب النظام العالمي الجديد, جاهزه لللالتهام المحلي والقوي. فاءنتفضنا عليها جميعا بغباء مثالي ثم متنا متسممين بأوهامنا لنكتشف بعد فوات الاوان انهم ما زالوا هم وأولادهم على قيد الحياه , يحتفلون بأعياد ميلادهم فوق انقاضنا …ويخططون لحكمنا للاجيال القادمه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...