الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مصداقية جائزة نوبل..؟!!


مصداقية جائزة نوبل..؟!!
بشير خلف
جائزة نوبل جائزة عالمية تُمنح منذ عام 1901 سنويا، تخليدا لذكرى العالم السويدي ألْفريد نوبل، لأبرز الأعمال في مجالات الكيمياء، والفيزياء، والأدب،والطب، والسلام..
الجائزة أعْلى مرتبة شرف تُمنحُ في العالم، وتتكوّن من ميدالية ذهبية مرسوم عليها صورة ألْفريد نوبل، وشهادة تقدير،ودبلوم ..إضافة إلى مبلغ مالي هام، قد تمنح هذه الجائزة لفائز واحد، وقد تُمنح مناصفة لفائزيْن.

السؤال الذي يهمّنا نحن كعرب، أو كجزء من عالم آخر غير العالم الغربي هو:
ــ هل تُمنح للمتقدمين لها بنفس المعايير العلمية كيفما كانت جنسياتهم؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب فمنْ هم العلماء العرب، والمسلمون الذين حازوا على هذه الجائزة؟
قد يقول قائل: تحصّل عليها الروائي الراحل نجيب محفوظ، وتحصّل عليها أيضا الراحل ياسر عرفات..والرئيس المصري السابق أنور السادات.
نحن وإذْ نُقرّ بذلك ..إنما حصل ذلك في إطار آخر غير الإطار البحثي العلمي، أي في إطار سياسي الكلّ يعلم خفاياه الظاهرة والباطنة..أمّا علميا لم يحصلْ ذلك ..هل العقل العربي المسلم أصابه العقم في ذلك؟
الواقع ينفي ذلك بدليل تواجد العشرات، بل الميئات من الباحثين العرب والمسلمين في شتى مجالات البحث العلمي في أوروبّا، وأمريكا..العديد منهم يحتلون مناصب هامّة، بل ويقودون فرقًا للبحث العلمي ويرأسون معاهد عالية.

مؤسسة الراحل الملك فيصل العالمية في كل سنة تمنح جوائز لا تقلّ أهمية عن جوائز نوبل، لا من حيث الأهمية العلمية، ولا القيمة المالية ..تمنح لمجالات كثيرة في الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، وغير ذلك ..ومن مميّزاتها أنها مثلما تُمنح للباحث الغربي أكان أوروبيا، أم أمريكيا..تمنح أيضًا للباحث العربي، والباحث المسلم وغير المسلم متديّنًا أم غير متديّن..الفيصل في هذه الجائزة العربية المتميّزة القيمة العلمية للعمل الفائز، وما مدى نجاعته في خدمة الإنسانية قاطبة فيما بعد.
تُــــعد جائزة الملك فيصل العالمية أرفع جائزة تمنح في العالمين العربي والإسلامي، كما إنها لا تقتصر على العرب والمسلمين فقط، بل على كل من يقدمون إسهامات جليلة للارتقاء بالبشرية في المجالات المختلفة، وبناء على الاستحقاق والتميز ومن خلال لجان متخصصة على أعلى مستوى يتم منح الجائزة في خمس مجالات إنسانية ومعرفية هي: خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب، والعلوم.
وحددت الجائزة لنفسها منذ انطلاقها مجموعة من الغايات أهمها العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في كل المجالات الفكرية والعلمية والعملية وتأصيل القيم الإسلامية والإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني.
جائزة الملك فيصل العالمية لسنة 2011
مُنحت هذه الجائزة لسنة 2011 لكل من:
خدمة الإسلام:
منحت جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام إلى رئيس وزراء ماليزيا الأسبق عبدالله أحمد بدوي.
الدراسات الإسلامية:
مُنحت جائزة الدراسات الإسلامية في موضوع: (الدراسات التي عُنيت بالجوانب الاقتصادية الاجتماعية في العالم الإسلامي من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي) إلى كل من د. محمد عدنان بخيت الشياب (الأردن) ود. خليل إبراهيم إينالجك (تركيا) ومُنحت الجائزة للبروفيسور خليل إبراهيم إينالجك عن الاقتصادي والاجتماعي كتابه:" التاريخ للدولة العثمانية"
اللغة والأدب
اللغة العربية:
حُجبت جائزة اللغة العربية والأدب لهذا العام في موضوع (الدراسات التي عُنيت باتجاهات التجديد في الشعر العربي إلى نهاية القرن السابع الهجري) لعدم توافر متطلبات الفوز في الأعمال المرشحة.
الطب:
منحت جائزة الطب وموضوعها (العلاج بالخلايا الجذعية) مناصفة لكل من د. شينيا يماناكا (اليابان) ود. جيمس ثومسن (الولايات المتحدة) تقديرا لبحوثهما التي تميزّت بالأصالة والريادة في مجال الخلايا الجذعية.
العلوم:
منحت جائزة العلوم في موضوع (الكيمياء) مناصفة لكل من ريتشارد زير وجورج وايتسايدز (الولايات المتحدة).
أيّها القارئ الكريم ..يتهموننا بالعنصرية، وبالتحجّر، وبالتخلّف الفكري والعلمي، وبالجهل، وبكل الأوصاف الدونية..لمّا نقارن بين جائزتهم جائزة نوبل، وجائزة الملك فيصل العالمية، وإنصافها الجميع دون وضْع معايير غير إنسانية..على منْ تنطبق إذن الأوصاف الدونية علينا، أم عليهم ؟ ؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...