ثوار الـ "ناتو"..العزْف النشاز!!؟
بشير خلف
كل الثورات في العالم في كل العصور شرقًا وغربًا من أهدافها تحرير البلاد والعباد، وكل الثوريين الأحرار أينما وُجدوا من أهدافهم طرْد المستعمر الأجنبي من بلدهم ..إلاّ ثوار الـ"ناتو" في العراق وفي ليبيا.
أعجبُ لثوار الناتو في أيامنا هذه سواء أكانوا في ليبيا ومجلسهم الانتقالي ـ صنيعة الغرب ـ لمّا يطلبون من الحلف الأطلسي البقاء في ليبيا لحماية حدودها، والحلف يأْبى ظاهريا ويعلن بأن مهمّته انتهت بنجاح لتحرير ليبيا التي صارت الآن حرّة، وهي في طريق الديمقراطية، حيث أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندريس راسموسن، رسمياً انتهاء العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليبيا الاثنين، بعد حملة جوية استمرت زهاء سبعة أشهر ساعدت في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في حين قالت واشنطن إنها ستواصل تنفيذ عمليات مراقبة جوية لفترة قصيرة مقبلة.
وقال راسموسن، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، حلف شمال الأطلسي يشعر بـ"الفخر" لمساعدته ثوار ليبيا، مشيراً إلى أن المحادثات في طرابلس تناولت أيضاً وضع ما وصفها بـ"خريطة طريق" للسير نحو الديمقراطية.
الديمقراطية التي سيقودها عبد الرحمن الكيب ـ صنيعة أمريكا ــ الذي غادر ليبيا منذ سنة 1975 واستقرّ في أمريكا سيقود هذا البلد إلى الديمقراطية التي تنشدها أمريكا التي رضع حليبها، ولا نتعجب حينما تأتي التهنئة بسرعة البرق من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا.
ونفس الشيء في العراق لمّا تقرّر قائدة الناتو الولايات المتحدة الأمريكية الخروج من هذا البلد تفاديا لخسائر أخرى بشرية ومادية، وقد ذاقت الأمرّيْن من المقاومة العراقية التي لم تضعْ سلاحها بعد، وقد سبقت أمريكا قواتٌ أخرى لدول التحالف الغربي الفرار من العراق الحر بجلدها، يطلب منها الساسة العراقيون ـ صنيعة الغرب ـ البقاء لأن الجيش العراقي غير قادر على حماية العراق.
مقابل هؤلاء الثوار الليبيين، والعراقيين الذين شذّوا عن القاعدة ــ الثوار الأحرار يستميتون من أجل إخراج الأجنبي ــ وضْعٌ آخر مشرّفٌ في بلد مسلم تاريخه كله بطولات، وأرضه مقبرة للغاصب الأجنبي؛ ففي الأيام الأخيرة تبجّح كرزاي صنيعة أمريكا في أفغانستان ؛لمّا أعلن كما أعلنت ولية نعمته أمريكا بأن الوضع الأمني في أفغانستان تحسّن، وأن شوكة طالبان تكسّرت؛ وإذا الردّ من الأخيرة كان صاعقًا إذْ تكبّدت سيدة الناتو القضاء على 13 عسكريا من جيشها في عملية واحدة.
ــ أمريكا تسعى إلى الفرار بجلدها من جحيم أفغانستان وسبقتها دول أخرى غربية في حلف الناتو إلى ذلك بطريقة مشرّفة.. لكن هيهات !!.
ــ المقاومة العراقية أرغمت دولاً غربية أخرى من التحالف الغربي على الفرار، وها هي سيدتهم أمريكا تقرر الانسحاب نهائيا هروبًا من جحيم قد يتكرّر في هذا البلد.
لكن العجب العجاب أن:
1ــ الساسة العراقيين الذين نصّبتهم أمريكا ولملمتهم من الشتات الغربي على غرار كرزاي، والكيب يلحّون عليها في البقاء لأن الجيش العراقي لا يقدر الدفاع عن العراق.
2ــ ثوار الناتو ومجلسهم الانتقالي في ليبيا يطلبون من الحلف الأطلسي البقاء في ليبيا لأنها غير قادرة على الدفاع على حدودها.
هل كان يدور بخلد البطل المغوار عمر المختار أن ليبيا الحرّة وجبلها الأخضر سيؤول الأمر بها وبه إلى هذه النهاية العلقم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق