ظلال بلا أجساد للكاتب القاص بشير خلف
إن ما يميّز هذه القصص هي التقنية السريعة في سرد المشاهد داخل القصة الواحدة ، والمتضاربة في الزمان والمكان عبْر رؤية نقدية للواقع الآخذ في التعفّن ..أي أن القصة الواحدة قد تحتشد بالعديد من القصص القصيرة التي تنضوي ، وتتلاقح في نسيج القصة العصيّ لتنتظم في آخر المطاف في كينونة قصصية متكاملة.
قصص المجموعة كلها تحمل قيما إنسانية تدعو إلى التحرّك الإيجابي .. قصص ترافع عن المقهورين ، وتدعو إيحاء وتصريحا إلى النضال الأبدي ضدّ الظلم والقهر ، ومصادرة حقّ الآخر في العيش الكريم .. القصة القصيرة فنٌّ راقٍ والفنّ موقفٌ ووسيلة نضال دوما ، وإلاّ ما هو بفنٍّ .
إن القصة موقفٌ ..القصة فنٌّ له رسالة إنسانية حضارية راقية ؛ وتأكيدا فإن الفنّ الحقيقي في القصّ من أهدافه ليس الإخْبار عن الوقائع والأحداث ، وخلْق فضاءات للبوح فحسب ، إنما من أهدافه الإمتاع من خلال التحكّم في مفاصل اللغة ، وتوظيف جمالياتها حتّى يحسّ المتلقّي أنه ليس قارئا فحسب ؛ بل متلقّيا ومنتجا مشاركا للكاتب فيما يبدع
بلمشري مصطفى : ناقد وكاتب جزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق