الخميس، 28 فبراير 2013

اليوم الوطني للفنان

اليوم الوطني للفنان 

بقلم: بشير خلف
احتفالية اليوم الوطني للفنان
أقامت مديرية الثقافة ودار الثقافة حفْلاً مميّزا بمناسبة اليوم الوطني للفنان الذي يصادف يوم استشهاد المرحوم الفنان علي معاشي..الحفل انتظم بدار الثقافة الجديدة بالوادي مساء يوم الإثنين الثامن من شهر اجوان الحالي.
دُعي لهذا الحفل البهيج كلّ الفعاليات الفكرية والأدبية من كُتّاب ومبدعين، وإعلاميين، وفنانين، وسلطات محلية..حفلٌ نادرٌ حيث حُضِّر له بلاطو مميّز في فضاء دار الثقافة الخارجي حيث انسكب جمال الطبيعة، مع جمال العمارة، وتعانقت حميمية الفعاليات الحاضرة ممّا أضفى على الحفل سموّ التواصل والاتصال، والعلاقات الإنسانية لينعم الجميع بسهرة فنية تماهت فيها الألحان الموسيقية الأخّاذة مع الأصوات الشجية للفنانين الذين حضروا، وفي مقدمتهم الفنان عبد الله مناعي، وتوجت هذه الأغاني وتلكم الألحان أغنيةّ" ربّاني ترابك يا سوف" كلمات علي سوفية، تلحين وغناء الفنان القدير لخضر حشيفة ..الأغنية التي أداها في هذا الحفل البهيج كل الفنانين الذين حضروا بكثافة، وقد شاركوا في المهرجان الأول للأغنية السوفية، وشاركهم جمهور الحاضرين في أداء الأغنية.

تميّز الحفل بتنوّع اللوحات من اللحن المميّز، والأداء الجميل إلى التكريم الذي كان الصفة المميّزة للحفل، إذْ كُرّمت في البداية مواهب قدمت الكثير للأدب والفن، والفن المسرحي كالشاعر الشعبي علي عناد والفنان المسرحي إدريس التهامي وغيرهما، ثم الكتاب والمبدعون الذين صدرت لهم أعمال خلال هذه السنة 2009 ، كما كُرّم الإعلاميون وفي مقدمتهم الإعلامية السيدة باية رزيق التي أشرفت رفقة الفنان التشكيلي سواسي محمد بشير اللذين بذلا الجهد الجهيد في إعداد وإخراج مجلة العدد الأول من مجلة مهرجان الأغنية السوفية التي كانت تحفة فنية راقية تفاخر بها ولاية الوادي غيرَها من الولايات.
وكانت اللوحة الأخيرة من الحفل جميلة جدا ..هي باقة جميلة، أخّاذة ظهر فيها كل الفنانين والفنانات من ربوع تراب الولاية الذين شاركوا في مهرجان الأغنية السوفية في شهر ديسمبر الفارط ، إذْ أدّوا معًا ويشاركهم جمهور الحاضرين أغنية " ربّاني ترابك يا سوف " ثم بعض المقطوعات للمرحوم علي معاشي.
ليلة جميلة جدّا تماهى فيها الجمال..جمال المكان..هدوء الطبيعة..الاتصال الإنساني الراقي..الكرم ..الاحتفاء بمنْ قدموا ولم يبخلوا على الولاية.. ولا على الوطن.. اعتراف بالجميل في أسْمى صوره .
شكرا لمديرية الثقافة على هذه اللفتة الجميلة التي تُضاف إلى مآثرها العديدة سيّما في هذه السنة، وألْف شكر لدار الثقافة..هنيئا لكل الفعاليات الفكرية، والأدبية، والفنية، والإعلامية الطيّبة في هذه الولاية..مزيدً من العطاءات بتلقائية، ودون منٍّ ..التاريخ يسجّل دوْمًا ما هو طيّبٌ ..ويخلّد ما هو نافعٌ..
دون أن ننسى الأستاذ الفاضل تامة التجاني الذي أبدع في تنشيط الحفل، وحسْن تقديم اللوحات، وروعة تقديمه للمكرّمين..الأستاذ التجاني ساعده على ذلك أنه ابن قطاع الثقافة، يعرف عنه ما هو خافٍ على غيره..شكرًا لك وألف شكر يا سي التجاني.
علمًا أن اليوم الوطني للفنان في بلادنا 08/ 06/ من كل سنة يصادف يوم استشهاد الفنان المرحوم علي معاشي في يوم 08 اجوان 1958 بمدينة تيارت..
علي معاشي ..مسيرة رائدة
ونهاية مشرّفة
لقد وُلد علي معاشي في سنة 1927 بمدينة تيارت، وترعرع، وشبّ فيها. في 1949 تم تجنيده في الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي، وشاء له الحظ أن يعمل في قاعدة بنزرت البحرية الفرنسية في تونس مما جعله يلتقي بالفنان التونسي قدور سرافي الذي أخد عنه مبادئ الغناء، و التلحين. وفي مدينته تيارت أخذ يتردد على الجمعية الأندلسية التي نشأت في سياق الحركة الوطنية.
انظم إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية قبل أن ينشئ في سنة 1953 فرقة سفير الطرب التي أدارها وقد درجت فرقة علي معاشي على التغني بحب الوطن، وبمُثل التضحية، وحب الوطن، وشاركت الاحتفالات بالذكرى 12 للبيان الجزائري بحضور فرحات عباس، وقد عمل علي معاشي بعد ذلك في الإذاعة كتقني، وهناك سجل " أنغام الجزائر " لكنه لم يتخل عن فرقته، ولدى انطلاق شرارة الثورة التحريرة علق أعضاء الفرقة الآتهم الموسيقية مستبدلين إياها بالسلاح، وبالرغم من ميله الواضح إلى الطابع الشرقي فقد نجح علي معاشي في الاحتفاظ بالطابع المحلي لأغانيه، وخاصة الطابع الوهراني الذي يطغى على جل أغانيه البالغ عددها 16 أغنية التي من بينها " يا بابور" و" طريق وهران" و " النجمة والهلال " و" مازال عليك نخمم" ….

وقد القي القبض على علي معاشي، وقد تعرض للتعذيب الفضيع على يد القوات الاستعمارية ثم ُعدم في الثامن من جوان 1958 رفقة زميلين له هما محمد جهلان، وجيلالي بن سترا في مدخل المدينة غير بعيد من الحي الذي شهد ولادته، وطفولته، وقد عمد الجلادون إلى تعليق جثث الشهداء الثلاثة من أرجلها في ساحة كارنو المعروفة الآن بساحة الشهداء بمدينة تيارت
تقول إحدى أغاني علي معاشي الجميلة
يا قلبي لا تقول محال —- لا تضيق على الأحوال
حياتنا تسعد وتزيان—– لا تقول محــــــــــــــال

وتقول أخرى:
يا ناس أما هو حبي الأكبر— يا ناس لما هو عزي الأكبر
لو تسألوني نفرح ونبشر—- ونقـــول بلادي الجـــــزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...