الأحد، 3 مارس 2013

معجم شعراء وادي سوف


معجم شعراء وادي سوف
  عرض : بشير خلف
        في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون وآدابها وبدعم من وزارة الثقافة الجزائرية صدر عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الرغاية بالجزائر العاصمة : معجم شعراء وادي سُـــوف.
       
   المعجم من الحجم المتوسط يقع في 462 صفحة..غلافٌ جميلٌ ذو تصميم معبّر عن مضمون المعجم،من تأليف الباحثيْن في التراث والتاريخ الأستاذان: سعد بن البشير لعمامرة، وأحمد بن الطاهر منصوري.
       
   بعد التقديم يقسم المعجم إلى قسمين:
1 ـ مخصص للشعر الفصيح ..يتعرض لـ 36 شاعرا من بينهم رحلوا عن عالمنا، وآخرون لا يزالون على قيد الحياة ـ أمدّ الله في أعمارهم ، ومن بين الشعراء 36 نذكر : أحمد حمدي، الدكتور أبو القاسم سعد الله،حمزة بوكوشة، سليمان جوادي عادل محلّو، عمر بوبكر شكيري، مشري بن خليفة، ميداني بن عمر، محمد الطاهر تليلي، محمد الساسي مناني، بدر مناني، محمد الأمين العمودي، محمد العيد آل خليفة، وغيرهم…

2ـ مخصص للشعر الشعبي.. يتعرض هذا القسم لـ : 75 شاعرا وشاعرة منهم من لا يزال على قيد الحياة ـ أمدّ الله في عمرهم ـ ، ومنهم من رحل إلى العالم الآخر، ومن بين الشعراء والشاعرات نذكر: إبراهيم بن سمينة، إبراهيم العوامر، العربي عناد، الساسي حمادي، أحمد عمار، أحمد عطا لله، بدة الساسي، بشير بقاص ، خديجة مصطفاوي، خديجة نصر، صالح حوامد، صالح عناد، علي عناد، عبد المجيد عناد، فاطمة بن منصور، فاطمة منصوري، وغيرهم…
       
  يقول الأستاذ الدكتور نور الدين ثنيو، الأستاذ بجامعة قسنطينة في تقديمه للمُعجم:
« لا يحصر هذا المعجم كل شعراء وادي سوف في العصر الحديث، لأن الذين جادت قريحتهم بالقصيد، ورصّ القوافي هم أكثر من ألْف شاعر وشاعرة، فقد كانت مدينة ألف قبة وقبة مُوحية، ومُلهمة بواديها العبقري الناضج بالرمال الذهبية، تنشد عند هبوب الرياح سنفونيتها الأزلية، ويصبح المشهد كلّه عطاء فنّيًّا حيًّا.
   
    يرصد هذا المعجم الرائد في مجاله كوكبة من الشعراء شنفوا أسماع أهالي المنطقة بآياتٍ من التعبير، وأبيات من الصور، والمعاني المرهفة امتدّت على أكثر من قرْنٍ، عبّرت عن تفاصيل في تضاعيف حياة الإنسان السوفي، التي تراوحت ما بين وصْف الحياة، والوقوف على جمالها، وآلامها، ودنيا المجتمع والقبيلة، وليس أخيرا الكلمة الملتزِمة بقيم الوطن، والوطنية خلال حقبة بغيضة من ليل الاستعمار، الذي أرخى سدوله على منطقة وادي سوف نهاية القرن التاسع عشر.
     
  كان الشعر لسان حال أهالي وادي سوف، الذي فطم مع الاكتشاف المبكر لأبجديات الحرف المتوتّر تحو صياغة الجملة المعبّرة، والمكثّفة لمعاني الحياة في بساطتها، وتعقيداتها.
    
   يحتوي معجم شعراء وادي سوف على كل ألوان التعبير ومستوياته من الفصيح إلى الملحون الذي يكاد يكون كله فصيحا، لفصاحة لسان الإنسان السوفي المنشِد للقصيد بالعفْْوية والسليقة التي لم تطمثْها عجمة المستعمر، ورشّحتْه بسبب ذلك لكي يرسي نهضة عربية مع مطلع القرن العشرين، طالت جنوب شرقي الجزائر برمّته.
     
  بين دفّتي هذا المعجم الأنثولوجيا حياة، وآثار عشرات من الشعراء ملؤوا دنيا الجزائر ببحوثٍ، ودراسات فضلا عن التعبير الفنّي الذي يلازم المواقف، والأحداث، والوقائع، ويتأثر بعوادي الزمن الصعب، الخائب.
      
  والمُعجم على صغر حجمه يقدم مادة بيوغرافية عن حياة هؤلاء الشعراء، وبعصا من مقتطفاتهم الشعرية، سيستحثُّ لا محالة باحثين آخرين إلى إنجاز عملٍ موسوعيٍّ شاملٍ، بعد ما تستقرّ الحياة العلميّة الجامعيّة على تقليد إنجاز أنتولوجيات، ومعاجم، وموسوعات حول حياة منْ صاروا علامات على تاريخ الجزائر الحديثة والمعاصرة؛ فقد كانت البداية من هذه المنطقة بالذات عندما أصْدر الأديب الشاعر الشيخ محمد الهادي السنوسي عام 1926 كتابه شعراء الجزائر في العصر الحاضر، احتوى في حينه نخبة من شعراء الجزائر، وكان نصيب منطقة وادي سوف معتبرا، خاصة سيرة حياة محمد الأمين العمودي(1890 ـ 1957) التي كتبها بقلمه مع أشعاره الاجتماعية.»
    
   وحتّى نثبّت للقارئ الكريم أهمية ما هو موجود من أشعارٍ بهذا المعجم القيّم نُورد بعضًا منها لبعض الشعراء، فهذا الشاعر الدكتور أبو القاسم سعد الله في أبيات من قصيدٍ  له بعنوان الحبّ الحلال:
                          أعطني الثغـــريْن ذا يوم عرسي
                          وخلّي رضاب الدلّ يكرع من كأسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                  السمعُ أبو الملكات اللِّسانية؟ كتب: بشير خلف العلّامة المرحوم ابن خلدون في مقدّمته: «إن أركان اللسان العربي 4، هي: ...