الأربعاء، 6 مارس 2013

..بحثًا عن القارئ الافتراضي!!


..بحثًا عن القارئ الافتراضي!!
بقلم: بشير خلف
" القراءة مجال لا يعبأ بحدود جغرافية ولا فترات زمانية "
الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس
إذا كان فعل الكتابة يبدو في أبسط مظاهره، فعلا فرديا، يصدر عن ذات كاتبه، فإنه لا يتحقق إلا من خلال فعل ملازم له: ألا وهو فعْـل القراءة. غير أن هذا الفعل لا يتجسد من خلال ذات واحدة، ولكن من ذوات متعددة، تشكل طبقة غير متجانسة من المتلقّين، تتباين فيها المستويات الفكرية، والتحصيل المعرفي، والأعمار، وتتضارب فيها الأهواء والتوجهات، فترسم لها المستويات التعليمية المتباينة، والبيئات المختلفة خلفيات شتى، لا يمكن رصدها، وحصرها إلا على وجه العموم، وتبقى دائمًا في مستوى الافتراض، وليس من السهل في مجتمعاتنا العربية ومن بينها الجزائر التوصّل إلى إحصائيات دقيقة تضع مؤشرات تصنيفية لأطياف جمهور فعْل القراءة، وحتى وإنْ حصل ذلك ـ وهذا من المستحيل ـ أن نصل إلى نوعية القرّاء من حيث تمايز الذوق، ودرجة التركيز، والإقبال بين قارئ وقارئ ينتميان إلى عين الطبقة، وعين السنّ، وعين المستوى، فما بالك عندما تختلف الطبقات والأطياف في المجتمع الواحد.
الإشكالية تبدو أمام الكاتب المبدع في هذه الحالة متشظّية، فلمن يكتب؟ وهل هناك جمهور يكتب له؟ نوعية هذا الجمهور؟ مستواه، والمواضيع التي يرغبها؟
بعض الكُتّاب وهم يعايشون مأساة التثقف والتثقيف، والعزوف عن الكتاب خصوصا في المجتمع العربي التي صارت ظاهرة واضحة للعيان، وحتى وإنْ بُحث عنه – أي الكتاب - فقلّ ما يُـستغلّ كأداة للمعرفة، والتثقف، والسموّ بالذات، بل لا يعدو أن يكون وسيلة لإعداد بحْـثٍ، أو تحضير رسالة للتخرّج ، أمّا أن يكون غير ذلك أمرٌ مستبعدٌ..وفي مجتمعنا الجزائري يسهل على أيّ متتبع لسوق الكتاب، وفعْل القراءة وهو يلج أيّ مكتبة، أو كلّ مكتبات أي مدينة أو بلدة سيستخلص نوعية الكتاب المطلوب، وأطياف القرّاء؛ ممّا أدّى بأصحاب المكتبات أن لا يغامروا بطرْح عناوين تصبّ في مجالات الفكر المختلفة ذات الإصدارات الحديثة من أجناس أدبية راقية، ومجالات معرفية في الاقتصاد، والتاريخ المعاصر، وقضايا العولمة، والمعلوماتية، وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...