الثلاثاء، 5 مارس 2013

تونس تحتفي بشاعر الثورة الجزائرية مفدى زكرياء


تونس تحتفي بشاعر الثورة الجزائرية مفدى زكرياء
بشير خلف
كرم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) يوم الأربعاء بمقره بضاحية قرطاج "شاعر الثورة الجزائرية" مفدى زكرياء بحضور وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي، وعدد من المفكرين من تونس والجزائر.
وتضمنت أنشطة الاحتفاء بالشاعر (1908-1977) الذي ينظر إليه على انه أشعل نيران الثورة الجزائرية بقلمه، وأشعاره إقامة ندوة فكرية، ومعرض، وعرض فيلم وثائقي عن حياته.
ولقب زكرياء بشاعر الثورة التحريرية، وقد كلفه ذلك تجريده من حريته سنوات طويلة زُجّ به فيها في غياهب السجون. وقد نظم كثيراً من قصائده وأناشيده في الزنازين.
وقال وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي في افتتاح الندوة الفكرية " إن تكريم مفدي زكرياء يندرج في سياق تقليد لإحياء الذاكرة، وتأصيل الكيان، وتكريم الأعلام، والمنارات التي أشعّت من أبناء تونس، والوطن المغاربي والعربي الكبير."
من جانبه أشار سليمان الشيخ ابن الشاعر مفدي زكرياء أثناء الندوة الفكرية إلى أن والده كان مدينًا لتونس وعلمائها في تكوينه. علمًا أن مفدي زكرياء قضى جزءا من طفولته وشبابه في تونس وتلقى معارفه الأولى في جامعها الأعظم..جامع الزيتونة. كما تفتقت قريحته الشعرية في تونس فهو من رثى شاعرها الخالد أبا القاسم الشابي، ومدح زعماءها بدءا بعبد العزيز الثعالبي وصولا إلى الحبيب بورقيبة، وتغنى بتونس الخضراء ، وكان جزءا من المشهد الثقافي التونسي.
ونشر الشاعر بواكير إنتاجه الأدبي في الجرائد والمجلات التونسية، ومن ضمنها ( لسان الشعب) و(النهضة) و(الوزير) و(النديم) و(الوطن) و(الأسبوع)، وغيرها من الدوريات التي كانت تصدر في العشرينات، والثلاثينات، وأصبح رمزا من رموز الحركة الأدبية في تونس وعلما من أعلام الشعر متخذا من الكلمة وسيلة للنضال ضد الاستعمار الذي سعى إلى طمس الهوية الوطنية.
وقال سليمان الشيخ ابن الشاعر مفدى زكرياء خلال الندوة الفكرية ان والده كان مدينا لتونس وعلمائها في تكوينه وتفتقت موهبته الشعرية بمصاحبة شعراء تونسيين من أمثال محمود بورقيبة وأبو القاسم الشابي.
وأقام المنظمون معرضا تضمن وثائق، وصورا نادرة تتعلق بزكرياء، كما عُرض فيلم وثائقي عن حياته.
مفدي زكرياء هو أديب وشاعر وسياسي جزائري عرف باسم شاعر الثورة الجزائرية وشاعر وحدة المغرب العربي ولد في 12 جوان 1908 بمدينة بني يزقن في غرداية بوادي مزاب جنوب الجزائر، وبها تعلم المبادئ الأولى للقراءة والكتابة، وحفظ القرآن قبل أن ينتقل مع والده إلى مدينة عنابة ليشتغل بالتجارة اصطحبه عمه يحيى الشيخ سنة 1920 إلى تونس حيث كان تاجرا بها ومن الأعضاء المؤسسين للحزب الدستورى، والتحق مفدى زكرياء بالبعثة العلمية الميزابية، ثم المدرسة الخلدونية ليواصل دراسته ويتخرج سنة 1926 في جامع الزيتونة أين تعرف إلى أدباء وشعراء ربطته بهم علاقة قوية ومنهم ابو القاسم الشابي ( تونس) ورمضان حمود( الجزائر).
ساهم مفدي زكرياء في الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، وسجن في عديد المرات، وهو مؤلف النشيد الوطني الجزائري / قسما/ سنة 1956 ورائعة(إلياذة الجزائر) المميزة التي تتكون من ألف وواحد بيت والتي تروى تاريخ الجزائر في قالب شعري من سنة 300 قبل الميلاد إلى تاريخ نظْمها سنة 1972. إن مفدي زكرياء رغم نبوغه في الشعر فانه ترك آثارا أدبية، وتاريخية نثرية ضخمة في الجزائر وتونس والمغرب الأقصى.
توفي مفدي زكرياء بتونس في 17 أوت ،1977 وووري التراب في مسقط رأسه ببني يزقن من أعماله المنشورة نذكر :
ـ ديوان (اللهب المقدس) يجمع شعره الثوري
ـ تاريخ الصحافة الجزائرية
ـ من وحي الأطلس
ـ تحت ظلال الزيتون
ـ أمجادنا تتكلم
ـ إلياذة الجزائر
ـ حصص إذاعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لن تكون أية لغة "صعبة" بعد الآن بفضل هذا الاختراع الياباني الذكي كتب: بشير خلف        يُعدّ التحدث بلغة أجنبية مهارة مطلوبة ...