الاثنين، 11 فبراير 2013


 جمال فوغالي بخصوص تظاهرة ''قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015'':
        أكد جمال فوغالي مدير الثقافة لولاية قسنطينة في لقاء مع » صوت الأحرار« على هامش ملتقى » رضا حوحو« في طبعته الثانية بقسنطينة ،أن إختيار قسنطينة لاحتضان تظاهرة » قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 « من طرف رئيس الجمهورية هو تكريم وعرفان لمدينة العلم والفن قسنطينة مدينة الجسور المعلقة ، وكشف عن نخبة من المشاريع التي ستتعزز بها القطاع الثقافي لعاصمة الشرق الجزائري بالمناسبة  التي حولت المدينة إلى ورشة كبيرة ما يكشف من خلال الحوار عن أهم التحديات والرهانات لإنجاح التظاهرة، كما يشير إلى تظافر جهود الوزارة ودعم الوالي  في سبيل تحقيق طبعة ناجحة لتظاهرة  ''قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 ''.
       كيف استقبلتم قرار احتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015 وما عن التحضيرات  ؟ 
 ¯ نحن جد سعداء وفخورين بقرار رئيس الجمهورية القاضي باحتضان عاصمة العلم والثقافة والفن قسنطينة تظاهرة بحجم » قسنطينة  عاصمة الثقافة العربية  2015 «، وأنا واحد من الذين أسعدهم هذا القرار التاريخي لرئيس الجمهورية الذي تربطه بقسنطينة التي يلقبها بـ» أم الحواضر« علاقة مميزة ورمزية ،حيث زارها 19 مرة ويكن لها كل الحب والتقدير نظرا لتجدرها في التاريخ الإنساني ومنذ أكثر من 3 آلاف سنة ، فليس غريبا أن يتم اختيار قسنطينة لتكون بعد جوهرة الغرب تلمسان سنة 2011 عاصمة للثقافة العربية خاصة بعد نجاح التجربة واعتبارها أنموذجا في تجسيد مشروع عواصم الثقافة العربية ، ولقسنطينة كل المؤهلات لتكون كذلك فهي مدينة عريقة في التاريخ من خلال شواهدها ومهامها الأثرية المتنوعة ولمختلف لحقب التاريخية فهي مدينة ماسينيسا ويوغرطة وإبن العطار ومن خلال علماؤها وفي مقدمتهم الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس وأدبائها كشهيد القصة أحمد رضا حوحو والمبدع مالك حداد والروائية الكبيرة زهور ونيسي والمبدعة أحلام مستغانمي وغيرهم من المبدعين من مختلف الأجيال ممن أنجبتهم هذه المدينة التي تأصل فنها الأصيل المالوف فوق صخرتها العتيقة  وبالتاي أعرى أن قرار رئيس الجمهورية كان بامتياز خيارا فيه تقدير لقسنطينة بتاريخها وحضارتها وثقافتها ومثقفيها ولبنيتها الجغرافية لفريدة وهنا أقول » من الحجارة لما يخرج منها الماء وأن من قسنطينة ما يخرج من صخرتها التاريخ «كما لا ننسى الدور التاريخي لشمال القسنطيني  خلال الثورة التحريرية ودورها في تحريك ودعم الثورة بفضل مناضليها وشهداؤها ولقسنطينة  ذاكرة تاريخية  عليه سعادتي كبيرة جدا وذرفت دموع الفرح لما تلقيت خبر إحتضان مدينة الجسور المعلقة لتظاهرة » قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 « وأقول بأننا منذورون لمثل هذه المسؤولية والجزائريين معروفين بالتحدي والأكيد أننا على قدم وساق لمتابعة تفاصيل المشاريع ،وأشير أن التظاهرة تتجسد ي 3 محاور رئيسية هي المحور الأول : إعادة تهيئة المرافق الثقافية الموجودة بالإضافة إلى إنجاز مشاريع ومرافق ثقافية جديدة بمستوى الحدث ، المحور الثاني ترميم التراث اللامادي  والحفاظ عليه ، المحور الثالث برمجة النشاط الثقافي في مجال المسرح والسينما والكتاب والفن التشكيلي والجولات الفنية والكتاب فضلا على الملتقيات والندوات والأسابيع الثقافية المحلية والعربية.
         ماهي أهم المشاريع التي سجلت في إطار التحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ؟
 ¯  قسنطينة ستكون ورشة كبرى خلال السنتين القادمتين لسلسة من المشاريع  وستشكل التظاهرة فرصة حقيقية لإنتعاش عاصمة الشرق الجزائر على جميع الأصعدة وستسمح بتعزيز المنشآت والهياكل الثقافية عبر مختلف بلدياتها وسيساهم مشروع الترامواي وهو طور الإنجاز  في التخفيف من الزحمة المرورية وتشجيع الإقبال على البرنامج الضخم المسطر بالمناسبة إلى جانب مشروع الجسر المعلق الثامن الذي سمي بـ»جسر الاستقلال«، وبخصوص المشاريع المسجلة  لدينا أكثر من 12 مشروع قيد الإنجاز ضمنها 10 مكتبات منها 4 مكتبات تم إنجازها وتجهيزها نهائيا كنا إستفادت قسنطينة هذه السنة من 5 قاعات جديدة  للمطالعة و3 مكتبات حضرية موزعة على مختلف الدوائر ، مشروع متحف اللباس التقليدي القسنطيني ، حيث إنطلقنا في عملية فتح الأظرفة وتقييم العروض المقترحة ، إلى جانب إنشاء مكتبة ومتحف في المدينة الجديدة علي منجلي، حيث قررنا أن تكون لهذه المدينة ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل هذه المرافق الثقافية   لتشجيع المقروئية ونشر الثقافة المتحفية كما إقترحنا فكرة إنشاء دور الثقافة في هذه الدوائر لتقريب الكتاب من الشباب وتشجيع النشاط الثقافي والفني من الشباب والعمل الجواري الثقافي، كما أضافت السيدة وزيرة الثقافة وتقديرا لقسنطينة وتاريخها ضمن مشاريع التظاهرة مشروع بناء قصر الثقافة من الطراز الرفيع وسط المدينة فضلا على مكتبة كبرى وقاعة العروض تتسع لـ 3000 آلاف مقعد بكل مرافقها فضلا على إعادة تأهيل وتهيئة وتجهيز هياكل ثقافية ضمنها المسرح الجهوي ، مسرح الهواء الطلق الذي يتوعب 3000 مقعد ـ طرق زواغي ـ أما في مجال التراث والترميم فسيتم ترميم المدينة العتيقة لقسنطينة ضمن مخطط الحماية الإستعجالي ،حيث تم المصادقة على المرحلة الثانية للعملية والملف بيد وزيرة الثقافة لتقديمه أمام الوزير الأول للحصول على الغلاف المالي المناسب ، كما أننا في المرحلة الثانية من إستصلاح الموقع الأثري تيديس وتقديم المقترحات من طرف مكتب الدراسات الجزائري ـ URBACOـ إيرباكو ، وفي مجال الإكتشافات الأثرية الحديثة والحفريات فقد تم مؤخرا إكتشاف قطع من الفسيفساء بمنطقة الموزينة بالخروب وتم تسييج لموقع وحراسته.
      وماذا عن القاعات السينمائية في إطار برنامج التظاهرة  ؟
  ¯ بالنسبة للقاعات السينمائية وبفضل جهود والي ولاية قسنطينة الذي عمل بكل جهد من أجل تمكين قطاع الثقافة من القاعات السينيمائية التابعة للبلديات لتصبح بعد التنازل عنها تحت وصاية وزارة الثقافة ونعمل حاليا على تهيئة 5 قاعات سينيمائية عبر مختلف البلديات وذلك فضلا على توفر قاعتين تابعة أصلا لوزارة الثقافة وعما قاعتي » سيرتا « وقاعة » سينيماتيك النصر« التي يشرف على تهيأتها المركز الوطني للسينيما وقاعة » ماسينيا « بالخروب
       هل تخوفون من عدم تسليم المشاريع في وقتها المحدد ؟
 ¯ لا نحن نلزم منفذي المشاريع الالتزام والتقيد بالآجال المحددة في دفتر الشروط وسنتابع أدق تفاصيل التجسيد لأن القضية مرتبطة بصورة الجزائر التي ستستضيف الوفود العربية والمحلية وبالتالي لسنا متخوفين بل طموحين خاصة أن لدينا سنتين كما أننا سنستفيد من تجارب وخبرات التظاهرات الثقافية الكبرى التي خصصتها وزارة الثقافة ضمنها الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 ، المهرجان الإفريقي 2009 و» تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 « وأعتقد أن محطة » تلمسان عاصمة الثقافة العربية 2011 «ونتائجها الإيجابية شجعتنا على التحدي وبالتالي لما لا نحقق نحن هذا النجاح وأرى أنه ينبغي التحسيس بأهمية الحدث وضرورة إنخراط المثقفين والفاعلين الثقافيين من جمعيات ثقافية وفنية والمجتمع المدني لإنجاح التظاهرة وضرورة إدراك أهمية أن تكون قسنطينة طيلة السنة  مركز إشعاع ثقافي عربي وفرصة لتقديم صورة شاملة على عراقة الثقافة لجزائرية والمدينة وسنشرك كل الفاعلين الثقافيين عبر مختلف البرامج المسطرة والإنصات لمقترحاتهم.
       وهل سيطرح مشكل إيواء المشاركين بالنظر لعدد الفنادق التي تتوفر عليها بقسنطينة ؟
 ¯ تتوفر قسنطينة على سلسلة من الفنادق قادرة على إيواء المشاركين ضمنها فنادق » سيرتا »، »بانوراميك «،» قوس قزح« ،» فندق جديد بالمدينة الجديدة علي منجلي« ، فندق » إيبيس« و» نوفوتيل« ببلدية قسنطينة إلى جانب إعادة الإعتبار وتأهيل فنادق الصغيرة فضلا على ذلك  وضمن المشاريع الفندقية ستستفيد قسنطينة قريبا من مشروع فندق ضمن سلسلة » ماريوت « مثل فندق ماريوت بأعالي هضبة لالة ستي بتلمسان
      وماذا عن نتائج زيارة وزيرة الثقافة مؤخرا لقسنطينة ؟
 ¯  النتائج كانت جيدة ومحفزة على بذل الجهد الأكبر لهذا العرس الثقافي لمدينة الجسور المعلقة ، وحرصا منها على إنجاح التظاهرة واستعداد لهذا الحدث التاريخي وخلال زيارتها لقسنطينة إلتقت المسؤولة الأولى على القطاع الثقافي بالسلطات المحلية والهيئة التنفيذية وبرؤساء البلديات والدوائر وأعيان مدينة قسنطينة وجمعيات المجتمع المدني واستعرضت صورة عامة عن التظاهرة التي ستحتضنها المدينة عام 2015 ودعت الجميع إلى تكثيف الجهود والمحبة لتكون قسنطينة جوهرة الشرق الجزائري الفضاء الذي تلتف حوله كل ولايات الشرق التي تجيط بها من قالمة ، سطيف ، جيجل ، سكيكدة ، ميلة ،باتنة ، أم البواقي ، عنابة و أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن الدولة الجزائرية  ستبذل كل ما بوسعها لإنجاح هذه التظاهرة المهمة و تسخير جميع الإمكانيات الكفيلة بإنجاح هذه التظاهرة الثقافية و العلمية بهذه المدينة العريقة، كما عاينت الوفود الوزارية ومسؤوليها ميدانيا كل المرافق الثقافية المتوفرة والبحث عن الأرضيات التي ستتجسد عليها المشاريع المسجلة والأكيد أنه هناك عمل وحركة كثيفة إنطلق فعلا منذ فترة حتى نكون في مستوى الحدث الذي سنعمل جميعا على إنجاحه وإبراز عراقة الثقافة الجزائرية من خلال مدينة قسنطينة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...