الكتابة للطفل ..عصيّة
بقلم: بشير خلف
تعد الكتابة للطفل من أعسر المهمات الإبداعية
بالنظر إلى عالم الطفل المخصوص، وما ينطوي عليه من خيال واسع تستدعي الدقّة والتحرّي،وسنورد
في الصفحات الموالية اعترافات عديدة لكتاب وأدباء لهم مكانتهم أدلوا بها، مؤكّدين عجزهم
عن الكتابة للطفل..وهذا لا ينفي أن هناك بالمقابل من يجد المتعة والحميمية عندما يلج
هذا الفضاء الإبداعي في ثقافة الطفل إبداعا وبحثا ونقْدا.
إن الكتابة للطفل تطرح أسئلتها باعتداد
وبإلحاح، من قبيل الجدّ والتدليل على أن الكتابات الموجّهة للطفل مطلوب منها التخصّص،
وعدم الاستخفاف، والتبسيط، والسذاجة، والاستبلاه وسدّ الفراغ، أو من باب التسلية. فعالم
الطفل فضاء من الخصائص والسمات، والشروط لا تُفتح أبوابه لكلّ من رغب في ذلك ؛أي بمعنى
آخر، الكتابة للطفل لها شروطها وقواعدها التي تراعي خصائص النموّ ومراحل هذا النمو
في كل مرحلة من مراحل الطفولة..هذه المراحل التي تراعي نموّ الطفل النفسي والذهني والعاطفي،
والمستوى التحصيلي المعرفي، ومستوى مهارات اكتساب المعرفة كالقراءة والكتابة لديه،
ومختلف تفاعلات علاقاته بالأشياء، وبالعالم المحيط القريب والبعيد.
وأمر الكتابة الموجّهة للطفل يطرح أيضا
مجموعة من التساؤلات المشروعة والمبرّرة…منها:
ـ أهناك ثقافة للطفل وأخرى لغيره ممن هم
أكبر منه ؟
ـ ما المقصود بأدب الطفل ؟
ـ ما هي دلالات كلمة أدب..هل نعني به المكتوب
لوحده، أم يدخل ضمنه المرئي والمسموع والأدب المصوّر ؟
ـ من هو الطفل الذي نروم الكتابة إليه ؟
ـ هل هناك ثقافة للأطفال في الجزائر حاليا..؟
ـ وهل هناك تخطيط تثقيفي مبرمج وفق أسس
علمية ووفق مراحل وآماد زمنية معروفة..تخطيط يكوّن الطفل الجزائري من جهة، ويدعّم جهود
المؤسسة التربوية التعليمية ؟
ـ ما يُقدم للطفل الجزائري من تثقيف، وما
يُكتب له؛ هل يستجيب لمختلف التبدّلات والتحوّلات الداخلية والخارجية، وتأثيراتهما
على المجتمع عامة وعلى الطفل خاصة ؟
ـ الكتابة للطفل مسؤولية مَـنْ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق