الثقافة الوطنية
وتحديات العولمة
تلعب الثقافة دوراً هاماً في حياة الفرد والمجتمعوهذا الدور ينعكس بإيجابية على الحضارة والمدنية التي هي نتاج ذلك الفرد في المجتمع وهذا الفعل منوط به مذ وجد هذا الإنسان على الأرض، فهو ذلك الكائن المعني بشكل أساسي بالمعرفة والثقافة وما عرف عنه من الصفحات على مر العصور، فهو الكائن العاقل، والكائن الناطق، والكائن الضاحك، ويمكن أن نقول عنه إن أجيزت له التسمية في هذا المجال أنه الكائن المثقف، ومن هنا ندرك لما لذلك من أهمية في حياتنا العامة ولما لهذا المصطلح من روائز وركائز ومن مكونات وأهداف وغايات فالدخول في عالم الثقافة يجعلنا نواجه مصاعب كثيرة وتعقيدات كبيرة وتداخلات وتشابكات فيما بين البيئة والعلوم والمعارف والعواطف والأهواء والميول فضلاً عما يخفيه أو يظهره بشكل مباشر أو غير مباشر لذلك الفرد الذي تتعامل معه ومايحمله من أفكار وعقائد وتربط ارتباطاً وثيقاً بين المستوى الروحي والمادي فكل جانب يسهم إسهاماً كبيراً وبقدر فهمنا لهذه المكونات والمقومات يجعلنا أكثر قدرة على فهم الشخصية الإنسانية والمتغيرات فيها والثوابت عبر الخطاب الثقافي والسلوك البشري الذي يتميز به كل فرد على حدة، فالطالب، والعالم، والمثقف، والطبيب، العامل والعامل المشترك بينهما هو المستوى الفكري الذي يعتبر وسيلةالتعبير وفي مجملها أيضاً الثقافة وعلى جوانبها ومعانيها وخصائصها والمفهوم والمصطلح لهذه الدراسة التي يراد استقصاؤها والمتغير فيها والثابت، وعوامل كثيرة في متن هذه الدراسة.
إن الثقافة الوطنية تعبر عن حقيقة واقعة بالفعل ،أي عن حقيقة اجتماعية تاريخية قائمة وشاهدة ،بمعنى انه ما من مجتمع له خصائص تاريخية إلاّ وهو ينتج ثقافته الوطنية ، أي ثقافته المرتبطة والمتأثرة بمجمل خصائصه التاريخية تلك.
إن الإشكالية التي يتوقف على حلها تحديد المفهوم العلمي للثقافة الوطنية ، فهي آتية من التشابك والتداخل بين جملة من العلاقات الموضوعية التي يتضمنها التعبير في ما يتضمنه من الدلالات .إن هذه العلاقات تؤلف مركبا متشابكا معقدا،ومتناميا أيضا بقدر تنامي الترابط الموجود حاليا بين الثقافات الأخرى والثقافة الوطنية من جهة، وبين سائر مجالات الأنشطة والشرائح الاجتماعية الأخرى.بناء على أن الثقافة ليست هي بذاتها تتحرك وتنمو وتتطور ، بل هي نشاط اجتماعي ، أي بما هي مرتبطة عضويا وديناميكيا بكل قوى الحياة التي تنتج تاريخ نمو المجتمع ونطوره المادي والروحي الفكري.
والثقافة الوطنية وإنْ كانت في أدبيات زمن الحزب الواحد واضحة في الجزائر؛ فإنها توًّا والعولمة اقتحمت كل مفاصل المجتمعات أصبحتتحتاج إلى دراسة وإعداد مشروع شبه استقراري لا تحكمه الأهواء والأنانية ، لأنها تعاني وضعية خاصة غير واضحة المعالم وبدون تحديد علمي وبدون تصورات نابعة من الواقع الاجتماعي ، إضافة إلى ذلك تفتقر إلى تشريع يتفق والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حدثت.
إن رابطة الفكر والإبداع وشعورا منها بخطورة وضعية الثقافة الوطنية في ظلّ عولمة لا ترحم ، ممّا تشكله من تهديدات للهويات الوطنية، ومنها هويّتنا ارتأت أن تطرح الموضوع على المفكرين، والنخبة المثقفة في إطار ندوة وطنية تحمل عنوان الموضوع التالي: الثقافة الوطنية وتحديات العولمة .
انتظمت الندوة يومي 30 ـ 31 /12/2004 بدار الثقافة بالوادي أطرها أساتذة مختصون من عدة جامعات وطنية، وكعادة الرابطة فإنها وثّقت المحاضرات والمداخلات وأخرجتها في كتاب جميل شكلا ومضمونا، ومكّنت أغلب المثقفين محليا ووطنيا من الحصول على تسخٍ من الكتاب، وكذا وسائل الإعلام.
الكتاب من طبْع دار مزوار للطبع والنشر بالوادي ..الكتاب من الحجم المتوسط يقع في186 صفحة.ومحاوره كانت كالتالي:
المحور الأول: إشكالية الثقافة وتحديات العولمة.
ـ الثقافة الوطنية وتحديات العولمة ـ الثقافة الوطنية وشروط مواجهة تحديات العولمة.
المحور الثاني: مقوّمات الهوية الحضارية أمام أخطار هيمنة العولمة
ـ عصر العولمة والمثقف ـ الثقافة الوطنية ومجالات التحدّي ـ عولمة الثقافة( المستحيل والممكن)ـ مخاطر الهيمنة العولمية الأمريكية على مقوّمات الهوية الحضارية ـ العولمة والأسطورة ـ الإسلام وصدام الحضارات.
المحور الثالث: الهوية وصدمة العولمة..الحوار مع الذات ومع الآخر
ـ الهويّة بين الثابت والمتغيّر ـ القتبلة والسنبلة ( شعر) ـ سؤال الهويّة وصدمة العولمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق