الشاعر الشعبي الساسي حمادي
صدر لدار الثقافة بالوادي ـ ضمْن سلسلة الشعر الشعبي ـ كتابٌ يحمل عنوان: الشاعر الشعبي الساسي حمادي ..حياته ومختارات من أشعاره ، جمع وشرح وتعليق الأستاذ ابن علي محمد الصالح.
يتكون الكتاب من 128 صفحة من الحجم المتوسط ، طبع مطبعة مزوار بمدينة الوادي.
من فهرسة الكتاب نستشفّ المكوّن ، حيث جاءت الفهرسة كالتالي بعد التصدير والمقدمة، والتعريف بالشاعر المعني ومنابع ثقافته،ونشاطاته، وآثاره، وأسلوبه، والوزن في شعره، والأغراض الشعرية عنده :
ـ الشعر الوطني والثوري.
ـ الشعر الوصفي
ـ شعر الحكمة
ـ الشعر القومي
ـ الشعر الاجتماعي
ـ الشعر الغزلي
ـ شعر الرثاء
ـ شعر منوّع( قصائد ومقاطع)
في صفحة الغلاف الأخيرة قوْلٌ للشاعر الراحل الساسي حمّادي يحثّ فيه على العناية بالتراث الشعبي وذلك بتعاضد كل الأطراف وبخاصة المثقفين، ووسائل الإعلام، كما يجب مواصلة وتجديد التراث الشعبي وجعله يساير واقع الأمة لأنه جزءٌ من أمة عريقة..وبتواضع الشاعر الشعبي الكبير يقول:
« … إن جُلّ القصائد التي قدمتها تبين اهتمامي الكبير كشاعرٍ ناشئٍ بالقضايا الوطنية، وأعبّر في أشعاري على ما يختلج في نفسي تجاه الوطن الحبيب .»
مدير دار الثقافة الأستاذ محمد حمدي وفي تصديره لهذا الكتاب ممّا يقوله:
« إن التراث الشعبي هو لبنة أساسية في صرْح أي حضارة باعتباره أحد المقوّمات الأساسية لجملة ما أنتجت المجتمعات، وهو الصورة العاكسة لحياة وحالة هذه المجتمعات بسلبياتها، وإيجابياتها، ولذلك لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن أيّ حضارة إنسانية؛ ولا نبالغ لو قلنا إن التراث الشعبي على أيامنا وفي ظل تقارب الثقافات، وعولمتها أصبح هو المنطلق، والفاصل والخصوصية.
وإذا كان التراث الشعبي بهذه الأهمية، فإن العناية به أصبح أكثر من واجب، والحرص عليه وتدوينه وتنقيته وتمحيصه أصبح مهمة الجميع من أفراد، وهيئات ومؤسسات، ومعلوم أن هذا الإنتاج هو إنتاج شفوي يعتمد على التواتر الذي يحمّلنا المزيد من المسؤولية..وفي هذا الإطار، ومن هذا المنطلق تسعى دار الثقافة بالوادي جاهدة إلى جمْع ما أمكن جمعه وتوثيق ما أمكن توثيقه بشتّى الطرق والوسائل، ليكون هذا العمل كمجهود دائم ومستمرٍّ تتعهّد دار الثقافة بمواصلته حفاظا على فكْر وثقافة الآباء والأجداد.»
ولئن كانت قصائد الشاعر الساسي حمّادي تربو عن المئة والعشرين قصيدة تنوعت بين مختلف الأغراض الشعرية منها: الثورية ، والوطنية، والقومية، والشعر الاجتماعي، والديني، والغزلي، والوصف، وشعر الأطفال وغيرها؛ فإن قصيدة ( الليل الطويل) التي كتبها ب( الرديف) بتونس الشقيقة بتاريخ30 مارس 1956 هي باكورة أعماله الشعرية التي يقول فيها:
مــحْتارْ قلبي ما قْدرْ يتْهنّى والْوطنْ لاستعمارْ جــوّرْ عنّهْ
بيه انْخــــــــــمّمْ في ليلْ أسودْ والظلامْ مظــلّمْ
لا قْدرتْ نُصبرْ لا انْقـدْ نتكلمْ ومُرّارْ طعمْ العيشْ عند اهـنّا
الشعبْ جمْلهْ ع الكفاحْ مصممْ والحربْ صبْحتْ فرضْ فاتْ السنّهْ
/07/ 1997 عن عمر ناهز 67 سنة رحمه الله:
فرحة لبْنادمْ صحْته وذْراعـه وعزْ لبْنادمْ عِيلْتهْ وقْطاعهْ
فرحْ البشرْ مْعافــــــى سليمْ سالمْ صحْتهْ وأطرافهْ
عْيونهْ سليمهْ في النظرْ شوّافه تنْحالْ ما بين السْما والقاعهْ
وعِزْ لــبْنادمْ عيلْتهْ وأولافهْ والْوطنْ ما ثمّاشْ شيْ رْداعهْ
من شعره الثوري والوطني:
يا فاتح نوفمبر يا يوم الثارْ بجهاد الثوارْ يــا كاتبْ تاريخْنا بدم الأحرارْ
في فاتحْ نوفمبر بْدينا القتالْ في كل مجالْ وتْجــندْنا يُومْها نسوة ورْجالْ
ضدْ لسْتعمارْ جيشْ لحْتلالْ وسّعْنا المجالْ تْحرّكْ الشعبْ في صحاري وتْلالْ
من شعره في الوصف:
عرْبانْ من تاريخْنا رجّالـــهْ فراسينْ لا نْهابو العدو وقْباله
أهْل العربْ نـــــــفّاعهْ أهْل الكرمْ والجودْ والشجاعهْ
العرْبي إذا جبدْ سِيفهْ ومدْ ذراعهْ جــنودْ العدو إديرْ بهمْ حالهْ
منْ زمانْ عنـــترْ للعدو لبّاعهْ فراسينْ جملهْ نركْبو الخيالهْ
ومن شعره الاجتماعي:
واحدْ كاســبْ بنتْ رجالْ بنتْ عروشْ خْيارْ قبيلهْ
أو واحدْ كاسبْ بنتْ أرذالْ يا ويلهْ منها يا ويــلهْ
واحدْ كاسبْ بنـــتْ حْـلالْ بنتْ عْروشْ وبنتْ رْجالْ
همّهْ وسيـــاسهْ وأفعــالْ بالدايــرْ تلْقاها جْميلهْ
أو واحدْ كــاسبْ بنتْ أرْذالْ عشْرتْها كلها بالحــيلهْ
ومن شعره الذي يصف فيه الحياة التي تُبنى على الحبّ والإخلاص والصدق:
الصدقْ ما ثمّاشْ حاحهْ زيّـهْ والحبْ ما ثـمّـاشْ ليهْ حدودْ
بالحبْ نْعيشو حياةْ هنـــيّهْ بالــحبْ نتْحدّى الليالي السودْ
بالحبّ ديمهْ حاجْتي مقـْضيهْ نْـجدّوا نْكدّوا نْقدْموا الْمجْهودْ
بالصبرْ عُمرْ الدهرْ نطْوي طيّهْ اللّي فاتْ ما عادشْ علينا إعودْ
رحم الله الشاعر الساسي حمّادي وأسكنه فسيح جنانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق