عاش حياة زاخرة بالإبداع والصمود
في الدفاع عن المبادئ صاحب ”اللاز” وحكيم الجاحظية في ذمة الله
توفي أمس الخميس 12/08/2010، بالجزائر العاصمة، الروائي الطاهر وطار عن عمر يناهز الأربعة والسبعين عاما بعد مرض عضال. وعلمت ”الخبر” من عائلة المرحوم أن جثمان الفقيد ينقل صباح اليوم إلى قصر الثقافة لإلقاء النظرة الأخيرة، ثم تجرى مراسيم الدفن ظهر اليوم بمقبرة العاليا بالجزائر العاصمة.
ولد وطار عام 1936 في بيئة ريفية بعين البيضاء، درس القرآن الكريم بمداوروش، وفي عام 1952 أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس. ثم التحق بتونس في 1954 حيث درس في جامع الزيتونة. وفي سنة 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني. تعرف عام 1955 على أدب جديد هو أدب السرد الملحمي، فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية المترجمة، فنشر قصصه القصيرة الأولى في جريدة الصباح التونسية، وجريدة العمل، وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية.
أسس الطاهر وطار سنة 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة، وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة. ثم أسس سنة 1963 صحيفة الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها. وكان آنذاك من أشد المعارضين لانقلاب 19 جوان .1965 وبين عامي 1973 و1974 أشرف على الملحق الثقافي لجريدة الشعب.
ظل وطار موظفا في حزب جبهة التحرير الوطني، بحيث كان عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام، ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش سنة ,1984 وهو في الثامنة والأربعين. شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية بين عامي 1990 و .1992 وفي سنة 1989 أسس الجمعية الثقافية الجاحظية، وأشرف عليها إلى غاية رحيله. ومن أشهر مؤلفات الطاهر وطار: ”الزلزال”، اللاز”، ”الحوات والقصر” و”عرس بغل”. وتؤرخ معظم أعماله لمختلف الأحداث التاريخية للجزائر، بدءا بحرب التحرير، كما هو الحال في روايته الشهيرة ”اللاز”، وانعكاسات الإصلاح الزراعي على الجزائر المستقلة في رواية ”الزلزال”. أدرجت أعماله الروائية الأولى ضمن تيار الواقعية الاشتراكية، وترجمت إلى عدة لغات عالمية.
عمي الطاهر (هكذا لقبه في الوسط الأدبي الجزائري) رحل تاركا خلفه العديد من الأعمال الإبداعية التي سوف تظل راسخة في ذاكرة الأجيال الثقافية الجزائرية والعربية…
وقد حظي بالتكريم في آخر أيامه، على الرغم من "تواضع" ذلك التكريم الذي عادة ما يبدو كإهانة للمبدع أكثر منه تكريما لعطاءاته، لكن الطاهر وطار نال تقدير الأجيال الأدبية الجزائرية المتعاقبة، رغم كل الجدالات البيزنطية التي حاول البعض تكريسها كسجال ثقافي خال من الحكمة، ومن العمق الذي من المفترض ألا يتحول إلى تصفية حسابات بين "الديناصورات" الثقافية التي حاولت وتحاول احتكار الساحة الأدبية في الجزائر، نابذة الأدباء الذين يحاولون أخذ نصيبهم من الأمل، حتى لا نقول من الحياة !
الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار عاش المراحل بحلوها ومرها، كتب وأبدع وخلّد اسمه كواحد من أهرامات الأدب الجزائري الحديث، ولعله كان أفضل من الكثيرين الذين يشعرون بالبرد في قبرهم، إذ لا يذكرهم أحد رغم عطاءاتهم المميزة والكبيرة والمهمة، كالأديب الكبير" عبد الحميد بن هدوقة" على سبيل المثال لا الحصر.. رحل "عمي الطاهر" بعد سنوات من المرض والتعب والضجر الذي كان يشعره في ذاته إزاء ما آلت إليه الثقافة في البلد، وإزاء ما آل إليه المثقف الذي يعيش أغلبه على حافة الهامش والمرض والإهانة، لا يجد سريرا يتداوى فيه من المرض إن هو مرض، ولا يجد "شخصا مهما" يسأل عن صحته، أو ينعه بكلمة إن هو مات أو رحل ! رحم الله عمي الطاهر الذي وجد من يحمل نعشه إلى مقبرة العالية، ورحم الله كل المثقفين الذين لن يعرف الناس بنبأ وفاتهم، لأنهم غالبا ما يموتون بصمت تفرضه كرامتهم الرافضة للتذلل !
توفي أمس الخميس 12/08/2010، بالجزائر العاصمة، الروائي الطاهر وطار عن عمر يناهز الأربعة والسبعين عاما بعد مرض عضال. وعلمت ”الخبر” من عائلة المرحوم أن جثمان الفقيد ينقل صباح اليوم إلى قصر الثقافة لإلقاء النظرة الأخيرة، ثم تجرى مراسيم الدفن ظهر اليوم بمقبرة العاليا بالجزائر العاصمة.
ولد وطار عام 1936 في بيئة ريفية بعين البيضاء، درس القرآن الكريم بمداوروش، وفي عام 1952 أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس. ثم التحق بتونس في 1954 حيث درس في جامع الزيتونة. وفي سنة 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني. تعرف عام 1955 على أدب جديد هو أدب السرد الملحمي، فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية المترجمة، فنشر قصصه القصيرة الأولى في جريدة الصباح التونسية، وجريدة العمل، وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية.
أسس الطاهر وطار سنة 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة، وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة. ثم أسس سنة 1963 صحيفة الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها. وكان آنذاك من أشد المعارضين لانقلاب 19 جوان .1965 وبين عامي 1973 و1974 أشرف على الملحق الثقافي لجريدة الشعب.
ظل وطار موظفا في حزب جبهة التحرير الوطني، بحيث كان عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام، ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش سنة ,1984 وهو في الثامنة والأربعين. شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية بين عامي 1990 و .1992 وفي سنة 1989 أسس الجمعية الثقافية الجاحظية، وأشرف عليها إلى غاية رحيله. ومن أشهر مؤلفات الطاهر وطار: ”الزلزال”، اللاز”، ”الحوات والقصر” و”عرس بغل”. وتؤرخ معظم أعماله لمختلف الأحداث التاريخية للجزائر، بدءا بحرب التحرير، كما هو الحال في روايته الشهيرة ”اللاز”، وانعكاسات الإصلاح الزراعي على الجزائر المستقلة في رواية ”الزلزال”. أدرجت أعماله الروائية الأولى ضمن تيار الواقعية الاشتراكية، وترجمت إلى عدة لغات عالمية.
عمي الطاهر (هكذا لقبه في الوسط الأدبي الجزائري) رحل تاركا خلفه العديد من الأعمال الإبداعية التي سوف تظل راسخة في ذاكرة الأجيال الثقافية الجزائرية والعربية…
وقد حظي بالتكريم في آخر أيامه، على الرغم من "تواضع" ذلك التكريم الذي عادة ما يبدو كإهانة للمبدع أكثر منه تكريما لعطاءاته، لكن الطاهر وطار نال تقدير الأجيال الأدبية الجزائرية المتعاقبة، رغم كل الجدالات البيزنطية التي حاول البعض تكريسها كسجال ثقافي خال من الحكمة، ومن العمق الذي من المفترض ألا يتحول إلى تصفية حسابات بين "الديناصورات" الثقافية التي حاولت وتحاول احتكار الساحة الأدبية في الجزائر، نابذة الأدباء الذين يحاولون أخذ نصيبهم من الأمل، حتى لا نقول من الحياة !
الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار عاش المراحل بحلوها ومرها، كتب وأبدع وخلّد اسمه كواحد من أهرامات الأدب الجزائري الحديث، ولعله كان أفضل من الكثيرين الذين يشعرون بالبرد في قبرهم، إذ لا يذكرهم أحد رغم عطاءاتهم المميزة والكبيرة والمهمة، كالأديب الكبير" عبد الحميد بن هدوقة" على سبيل المثال لا الحصر.. رحل "عمي الطاهر" بعد سنوات من المرض والتعب والضجر الذي كان يشعره في ذاته إزاء ما آلت إليه الثقافة في البلد، وإزاء ما آل إليه المثقف الذي يعيش أغلبه على حافة الهامش والمرض والإهانة، لا يجد سريرا يتداوى فيه من المرض إن هو مرض، ولا يجد "شخصا مهما" يسأل عن صحته، أو ينعه بكلمة إن هو مات أو رحل ! رحم الله عمي الطاهر الذي وجد من يحمل نعشه إلى مقبرة العالية، ورحم الله كل المثقفين الذين لن يعرف الناس بنبأ وفاتهم، لأنهم غالبا ما يموتون بصمت تفرضه كرامتهم الرافضة للتذلل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق