الاثنين، 4 مارس 2013

الشيخ عبد الرحمن شيبان يكرم


الشيخ  عبد الرحمن شيبان يكرم

جمعية العلماء معجزة إلهية والشروق

منبر يتحسس آمال الشعب وآلامه

خصت مؤسسة "الشروق" يوم التاسع عشر من شهر نوفمبر  ألفين وثمانية سماحة الشيخ عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بحفل تكريم احتضنته قاعة المحاضرات للمركز الدولي للصحافة، يدخل ضمن سلسلة حلقات تكريم العلماء الجزائريين الذين تركوا بصماتهم في سجلات الوطنية واللغة العربية والإسلام، وهو المشروع الذي انطلقت فيه المؤسسة خلال شهر رمضان المعظم الماضي، وكرمت من خلاله وجوها نيرة أضاءت المشهد الجزائري لعقود طويلة منها "الشيخ عبد الرحمان الجيلالي، الشيخ الطاهر آيت علجت والشيخ بلحاج شريفي".

وأكد المدير العام الأستاذ علي فضيل في كلمته الافتتاحية أن الشروق ستواصل سلسلة تكريماتها إيمانا منها بمكانة هؤلاء الرجال في نفوس الجزائريين، كما كشف أن التكريمات ستشمل أيضا وجوها ثقافية وعلمية لها وزنها بغية إبرازها للشباب الجزائري على أنهم قدوة في أخلاقهم وعلمهم ونشاطهم ووطنيتهم الصادقة. وخلال الندوة أهدى الأستاذ محمد الحوراني السفير الفلسطيني بالجزائر كتابا عن فلسطين عنوانه "حتى لا ننسى" يحمل بين دفتيه صورا وكتابات عن المدن الفلسطينية التي اختفت من خريطة فلسطين الشقيقة بسبب الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وعبر عن حب الفلسطينيين حكومة وشعبا للجزائر والجزائريين الذين كانوا دائما في طليعة الشعوب العربية التي تدعم ثورة فلسطين العادلة.


من جهتهم، أكد المشاركون في الندوة أن سماحة الشيخ شيبان يتمتع بكل صفات العالم الجليل الذي نذر زهرة شبابه، بل جل حياته، لحماية القيم والمبادئ التي تميز الشعب الجزائري وأهمها الحفاظ على المبادئ الإسلامية ولغة القرآن الكريم في أرض الثورة والشهداء.

كما تحدثوا أيضا عن التاريخ الثري للشيخ شيبان الذي بدأت حياته العلمية بمسقط رأسه بالشرفة بالبويرة ثم بجامع الزيتونة بتونس أين ترأس تنظيم الطلبة الجزائريين، وصولا إلى امتهانه التعليم بمعهد عبد الحميد بقسنطينة، ثم اشتغاله الطويل بوزارة التربية الوطنية بعد الاستقلال إلى غاية تعيينه وزيرا للشؤون الدينية سنة 1980. ثم نذر سنوات تقاعده لتنشيط جمعية العلماء المسلمين التي يرأسها حاليا، كما يدير جريدتها التاريخية "البصائر".
وأجمعت كل الشهادات على أن الشيخ شيبان يجمع في شخصه صفات قلما تجتمع في إنسان، فهو عالم بشؤون دينه ولغته، وديبلوماسي يحسن السماع والإقناع، وحكيم له صوت في المواقف الحساسة،ومتواضع يحبه الجميع، ومحافظ على شبابه بنشاطه الدؤوب وأناقته الدائمة، كما يتميز بأسلوب بليغ في الخطابة وأسلوب جاد في الكتابة الصحفية وله علاقات واسعة في في الجزائر وفي الخارج. كل هذه الصفات جعلت منه مشكاة تنير سماء الجزائر ورمزا أحسن إيصال مبادئ جمعية العلماء للجيل الجديد.*
وفي ختام الندوة ألبس الأستاذ علي وفضيل الدكتور نوفل "نجل الشيخ" برنوس الشروق للشيخ عبد الرحمان شيبان أُكرم بصكين أحدهما للجمعية وآخر لشخصه. كما أهدى الأستاذ علي فضيل صورا للسفير الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب التقطتها عدسات الشروق الذي تفاجأ بهذه الهدية الثمينة.
الشيخ عبد الرحمان شيبان يرتدي برنوس "الشروق" ويكشف
" تكريم "الشروق" هو الأول لجمعية دينية وطنية" "الشروق منبر إعلامي يتحسس آلام الشعب وآماله"


بارك فضيلة الشيخ عبد الرحمان شيبان بعد أن ألبسه المدير العام لجريدة "الشروق" السيد علي فضيل برنوسا تقليديا، وأهداه شهادة شرفية، بالإضافة لمبلغين ماليين، الأول لشخصه والثاني لجمعية العلماء المسلمين التي يرأسها، واعتبر، كما قال، "تكريم اليومية الوطنية المتألقة لشخصي الضعيف تكريما أولا لجمعية وطنية دينية نهضت بالشعب ورفعت عنه كبوته وشاركت في تحرير الجزائر واستقلالها بمنهجها الإيماني المحمدي ، كما أنه تكريم لأحبابي ومكرمي".

وأضاف الشيخ شيبان "أتقدم بشكر معطر بالعرفان الجميل لجريدة "الشروق" التي لا نراها مجرد صحيفة وإنما نراها منبرا إعلاميا يتحسس آلام الشعب وآماله التي يدونها فلا وحدة ولا حضارة ولا ازدهار دونها" ، ولم ينس الشيخ توجيه تحية تقدير لشعب فلسطين أرض البطولات والرسالات.
*
واعتبر الشيخ شيبان على صعيد مواز نشأة جمعية العلماء المسلمين "معجزة إلهية مصداقا لقول الرسول أن الله يبعث في هذه الأمة من يجدد لها دينها كل مئة سنة فبعد قرن من احتلال فرنسا للجزائر نشأت الجمعية موازاة مع مهرجان المئوية الذي أقامته فرنسا بمناسبة دخولها إلى الجزائر والذي دام شهورا ردا على القائلين بفرنسة الجزائر فكان الجواب على هذه المزاعم أن الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا".

مدير عام "الشروق" السيد علي فوضيل:

"البلد الذي لا يكرم رموزه بلد متخلف"
*
أعلن المدير العام لجريدة "الشروق اليومي"، السيد علي فوضيل، خلال إشرافه على تكريم فضيلة الشيخ عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين، عن استئناف سلسلة التكريمات التي عكفت "الشروق" على تنظيمها منذ شهر رمضان الماضي، وكشف في نفس السياق عن أن "هذه التكريمات ستمتد لتشمل مثقفين ومفكرين آخرين ممن خدموا ويخدمون الوطن عرفانا وتقديرا لهم على ما يقدمونه من خدمات جليلة ضمن الثوابت العربية والإسلامية في زمن تهمّش فيه الكفاءات ورموز الأمّة".
*
وأكد علي فضيل على أن "الشروق" وبهذا الموقف "إنما تسعى إلى تكريس تقليد حضاري مستمر، فالبلد الذي لا يكرم رموزه هو فعلا بلد متخلف". وأضاف السيد علي فوضيل في كلمته بأن "التكريم رمزي في شكله، لكنه عظيم في دلالاته ومقاصده، وهو مناسبة سعيدة بحضور وجوه نيرة، سيما وأن سفير دولة فلسطين الذي يمثل قضية شعب عزيز على قلوب كل الجزائريين أبى إلا أن يشارك في هذا التكريم".
*
*
الدكتور الأمين الزاوي:
*
"        الفضاءات الثقافية التي لا يزورها الشيخ شيبان تنطفئ أنوارها"
*
عبر الدكتور المبدع أمين الزاوي، المدير العام السابق للمكتبة الوطنية الجزائرية عن سروره لمشاركته في تكريم العلامة عبد الرحمان شيبان من قبل "الشروق اليومي"، لكنه أردف بأن "فرحتي كانت أكبر حينما كان شيبان يزورني من حين لآخر بالمكتبة ويدخلها كالمشكاة، وهو ما يدفعني إلى الجزم بأن الفضاءات الثقافية التي لا يدخلها الشيخ شيبان تنطفئ أنوارها".
*
وأضاف الزاوي "عندما كنت على رأس المكتبة الوطنية كان يطل عليّ بين الفينة والأخرى رئيس جمعية العلماء المسلمين، فكنت أشعر بأن مشكاة تدخل هذا الفضاء، فقد كان محاضرا ومناقشا، وهو يجمع ما بين الأدب والسلوك وحب الآخرين".
*
وأهم ميزة سجلها الدكتور الأمين الزاوي لدى العلامة عبد الرحمان شيبانفضيلة الاستماع "وهي أقوى ما يمكن أن يميز الإنسان، إلى جانب القدرة على الحوار"، مستشهدا بقول الإمام أبي حنيفة النعمان في رسمه لصورة مختزلة لشخصية الشيخ شيبان "حاورت ألف عالم فغلبتهم، وحاورت جاهلا فغلبني"، "فشيبان من العلماء الذين يقبلون التحاور معهم".
*
ويذكر الدكتور الزاوي بأن الشيخ شيبان سلمه مقالا كتبه في العام 39، وتحدث فيه عن الأدب ودوره في المدارس، كما تطرق فيه إلى تلقين الجمال والفن والأخلاق وكذا السلوك في المنظومة التربوية "لقد قرأته واستمتعت بهذه الجوهرة، واعتبرتها علامة أساسية في علاقة الأدب بالسلوك". 

*
*
سفير دولة فلسطين يهدي شيبان "كي لا ننسى"
*
"نحن أوفياء للأوفياء لوطنهم"
*
أفاد السفير الفلسطيني بالجزائر، السيد محمد الحوراني، بالمناسبة على أنه أصر على طلب لقاء الشيخ عبد الرحمان شيبان منذ حوالي أسبوعين لما سمعه عنه منذ تواجده بالجزائر، وما يعرفه عنه من مواقف بذلها من أجل الحبيبة فلسطين وقضيتها العادلة، وقال محمد الحوراني "نحن أوفياء للأوفياء لوطنهم" في إشارة منه إلى الشيخ شيبان الذي تفانى في الدفاع في خدمة وطنه وقضايا أمّته، وأبى السفير إلا أن يساهم بإهداء كتاب للشيخ عبد الرحمان شيبان يحمل عنوان "كي لا ننسى" يضم تاريخ جميع القرى الفلسطينية المدمرة، وأعرب السفير عن محبته الخالصة للشيخ والجزائر قائلا "نحن شركاء في الألم والأمل والتطلع للحرية وفي حب الجزائر لفلسطين وحب فلسطين للجزائر، وكما انتصرت الجزائر ستنتصر فلسطين".
*
*
محمد الشريف قاهر، ممثل المجلس الإسلامي الأعلى
*
"رأيت فيه ما لم أره في غيره من دفاع عن الثوابت" 
*
أثنى ممثل المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور محمد الشريف قاهر، على شخص العلامة عبد الرحمان شيبان عندما قال "رأيت فيه ما لم أره في غيره من جد وتفان ودفاع عن العربية والإسلام"، مضيفا بأنه كان شخصية متعددة المواهب، كل جانب يستحق الوقوف عنده وإعطاءه ما يستحق وأفاد أن معرفته به كانت في تونس أيام الكفاح، فقد عرفه مجاهدا ومناضلا ومدافعا عن توحيد الصفوف وإعلاء كلمة الحق وأستاذا متفانيا في تنوير طلبته وعدّد السيد محمد الشريف قاهر ،خلال تدخله، مناقب الشيخ شيبان وسرد جزء كبيرا من مسارهما المشترك في تونس والجزائر أيام تولي الشيخ شيبان مناصب إدارية.
*
*
مراصد التكريم
*
- لم يكتف الدكتور أمين الزاوي بحضور ندوة تكريم الشيخ شيبان بل ألقى كلمة مؤثرة أثنى فيها على الشيخ ووصفه فيها برمز الجزائر ودعا بأن يطيل الله في عمره ليبقى على عهد خدمة بلاده، وهو ماجعل الشيخ شيبان يقول "اللهم آمين". وهو ما يثبت أن الرجلين من طينة الكبار الذين يتسامحون رغم الخلافات عندما يتعلق الأمر بالجزائر.
*

ـ قال زبير طوالبي أنه استفاد من حجة إلى البقاع المقدسة بسبب الشيخ شيبان عندما كان وزيرا للشؤون الدينية، فعلق سماحته "بصحتك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لن تكون أية لغة "صعبة" بعد الآن بفضل هذا الاختراع الياباني الذكي كتب: بشير خلف        يُعدّ التحدث بلغة أجنبية مهارة مطلوبة ...