الطاهر وطار…
كم هو صعب أن نختصرك
كم هو صعب أن نختصر الرّجل في أسطر وكلمات، خاصة إذا كان بحجم وقيمة اسم مثل الطاهر وطار، مسيرة ثرية، قوية، متشعبة، مضطربة، شملت كل المجالات وكل الأحداث والتقلبات، الثورة، السياسة، الإعلام، الأدب. ما أصعب أن يجمع المرء في قاموس سيرته الذاتية هذه التصنيفات، فتحس وأنت تقرأ مسيرته، كأنك تقرأ عن وطن، سواء من خلال إنتاجه الفكري والإبداعي، من مقالات أو روايات وقصص، أو من خلال مواقفه السياسية والإيديولوجية والثقافية والفكرية.
إن الجزائر تعتز وعلى مدى عقود، بثلة من الأسماء الأدبية، التي كتبت اسمها في الساحة الإبداعية العربية وحتى العالمية بأحرف من نار، منهم من عاش في صمت كلماته وكتبه، ومنهم من رفض وثار، ومنهم من فهم اللّعبة وراوغ في كل الاتجاهات. الطاهر وطار أو كما يحلو للكثيرين تسميته ”عمي الطاهر”، من هؤلاء الذين فهموا اللّعبة منذ البداية، خاصة بعد أن أحيل على التقاعد من الحزب الواحد وهو في عز عطائه، لمجرد أنه انتقد ورفض، قال ما لا يجب أن يقال، حتى أنه بقي يردد ”مرغم أخاك لا بطل”. روايته ”اللاز” التي جابت الدنيا وجاب معها اسمه، شاهدة على وطار المشاكس، الرافض، المراوغ في أحيان كثيرة، ورغم ابتعاده عن السياسة، إلا أنه مارسها من خلال قلمه، فهو سياسي من الطراز الرفيع، يعرف متى يتكلم ومتى يسكت، رغم أن هذه الصفة لا تلازمه كثيرا، لأنه ينتقد كل شيء، حتى الطاهر وطار ذاته، يثير القضايا والمشاكل، عندما تهدأ العاصمة يقيمها وطار، من حيث لا يدري أحد.
يستقبلك صديق الإعلاميين، في بيته الثاني ”الجاحظية”، بابتسامة عريضة، وهو الذي رفض أن يكون إعلاميا، قال في مذكراته: ”أجيء محملا بالشيخوخة المبكرة، مفصولا عن كل نشاط اجتماعي. تمنعني عزة نفسي وكبريائي عن الاشتغال في الصحافة تحت إمرة أحدهم”. يسمع للجميع ويكلم الجميع، بروح النكتة الخفيفة، التي يمرر من خلال الكثير من الرسائل المشفرة، التي يفهمها البعض وتتيه عن البعض الآخر. ومهما قيل عن الرجل، فلا ينكر عليه أحد، مهما كان خلافه مع وطار، سواء الفكري أو الإيديولوجي، شيئين رئيسيين: وطنيته وحبه للجزائر وهو المجاهد الذي لبى نداء الثورة منذ سنواتها الأولى سنة 1956 وإن انتقد الأوضاع كان ينبع من حرقته على هذا الوطن. حتى كتاباته حملت الكثير من هذا العشق الأبدي للجزائر، والشيء الثاني أنه كاتب وأديب كبير، قلم لاذع ومبدع، لغة وأسلوبا، وسم قاتل لكل من يخالفه. هو هكذا، يقولها صراحة، هذه الصراحة التي كانت دائما مشكلته مع الآخرين الذين تعوّدوا لعبة النفاق.
كم هو صعب أن نختصرك
كم هو صعب أن نختصر الرّجل في أسطر وكلمات، خاصة إذا كان بحجم وقيمة اسم مثل الطاهر وطار، مسيرة ثرية، قوية، متشعبة، مضطربة، شملت كل المجالات وكل الأحداث والتقلبات، الثورة، السياسة، الإعلام، الأدب. ما أصعب أن يجمع المرء في قاموس سيرته الذاتية هذه التصنيفات، فتحس وأنت تقرأ مسيرته، كأنك تقرأ عن وطن، سواء من خلال إنتاجه الفكري والإبداعي، من مقالات أو روايات وقصص، أو من خلال مواقفه السياسية والإيديولوجية والثقافية والفكرية.
إن الجزائر تعتز وعلى مدى عقود، بثلة من الأسماء الأدبية، التي كتبت اسمها في الساحة الإبداعية العربية وحتى العالمية بأحرف من نار، منهم من عاش في صمت كلماته وكتبه، ومنهم من رفض وثار، ومنهم من فهم اللّعبة وراوغ في كل الاتجاهات. الطاهر وطار أو كما يحلو للكثيرين تسميته ”عمي الطاهر”، من هؤلاء الذين فهموا اللّعبة منذ البداية، خاصة بعد أن أحيل على التقاعد من الحزب الواحد وهو في عز عطائه، لمجرد أنه انتقد ورفض، قال ما لا يجب أن يقال، حتى أنه بقي يردد ”مرغم أخاك لا بطل”. روايته ”اللاز” التي جابت الدنيا وجاب معها اسمه، شاهدة على وطار المشاكس، الرافض، المراوغ في أحيان كثيرة، ورغم ابتعاده عن السياسة، إلا أنه مارسها من خلال قلمه، فهو سياسي من الطراز الرفيع، يعرف متى يتكلم ومتى يسكت، رغم أن هذه الصفة لا تلازمه كثيرا، لأنه ينتقد كل شيء، حتى الطاهر وطار ذاته، يثير القضايا والمشاكل، عندما تهدأ العاصمة يقيمها وطار، من حيث لا يدري أحد.
يستقبلك صديق الإعلاميين، في بيته الثاني ”الجاحظية”، بابتسامة عريضة، وهو الذي رفض أن يكون إعلاميا، قال في مذكراته: ”أجيء محملا بالشيخوخة المبكرة، مفصولا عن كل نشاط اجتماعي. تمنعني عزة نفسي وكبريائي عن الاشتغال في الصحافة تحت إمرة أحدهم”. يسمع للجميع ويكلم الجميع، بروح النكتة الخفيفة، التي يمرر من خلال الكثير من الرسائل المشفرة، التي يفهمها البعض وتتيه عن البعض الآخر. ومهما قيل عن الرجل، فلا ينكر عليه أحد، مهما كان خلافه مع وطار، سواء الفكري أو الإيديولوجي، شيئين رئيسيين: وطنيته وحبه للجزائر وهو المجاهد الذي لبى نداء الثورة منذ سنواتها الأولى سنة 1956 وإن انتقد الأوضاع كان ينبع من حرقته على هذا الوطن. حتى كتاباته حملت الكثير من هذا العشق الأبدي للجزائر، والشيء الثاني أنه كاتب وأديب كبير، قلم لاذع ومبدع، لغة وأسلوبا، وسم قاتل لكل من يخالفه. هو هكذا، يقولها صراحة، هذه الصراحة التي كانت دائما مشكلته مع الآخرين الذين تعوّدوا لعبة النفاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخبر ليوم الخميس 15/ 07 / 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق