وقفة مع عملاق اللغة العربية في الجزائر
بقلم: نوار محمد
كرّمت جريدة " الشروق اليومي " يوم الأربعاء 13 ماي 2009 م عميد اللغة العربية في الجزائر الأستاذ محمد فارح الشهير بـ " سيبويه الجزائر" وصاحب البرنامج الإذاعي " لغتنا الجميلة" و" خطأ وصواب" بحضور أقربائه، ورفاقه، ونخبة من المثقفين، والإعلاميين..
محمد فارح من مواليد شهر ماي سنة 1930 م بمدينة الميلية، نشأ في أسرة متواضعة، محبّة للعلم. حفظ القرآن الكريم، وتعلّم مبادئ اللغة العربية، والفقه الإسلامي في زاوية أولاد سيدي الشيخ بميلة، ثم انتقل إلى معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ليتتلمذ على يد الأستاذ عبد الرحمن شيبان، وعبد القادر الياجوري، وعمّار بوصبيع، وغيرهم من الفطاحلة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة، وفي سنة 1957 م تحصّل الأستاذ محمد فارح على شهادة التحصيل، ثم شهادة العالمية.
تابع فيما بعد دراسته بجامعة بغداد سنة 1959 م في قسم الآداب، وتخرّج منها سنة 1962 م بشهادة الليسانس في اللغة والأدب العربي، ليلتحق بعد ذلك بسلك التعليم فيالجزائر كأستاذ ثانوي، وعمل في عدّة ثانويات بالوطن لمدّة 14 سنة، وشاءت الأقدار أن يصبح مستشارا تقنيا برئاسة الجمهورية الجزائرية، ومن أهمّ مهامّه فيها صياغة النصوص، والقوانين، والمراجعة اللغوية لخطابات الرئيس الراحل هواري بومدين، ثم الرئيس الشاذلي بن جديد بعد ذلك.
كرّمت جريدة " الشروق اليومي " يوم الأربعاء 13 ماي 2009 م عميد اللغة العربية في الجزائر الأستاذ محمد فارح الشهير بـ " سيبويه الجزائر" وصاحب البرنامج الإذاعي " لغتنا الجميلة" و" خطأ وصواب" بحضور أقربائه، ورفاقه، ونخبة من المثقفين، والإعلاميين..
محمد فارح من مواليد شهر ماي سنة 1930 م بمدينة الميلية، نشأ في أسرة متواضعة، محبّة للعلم. حفظ القرآن الكريم، وتعلّم مبادئ اللغة العربية، والفقه الإسلامي في زاوية أولاد سيدي الشيخ بميلة، ثم انتقل إلى معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ليتتلمذ على يد الأستاذ عبد الرحمن شيبان، وعبد القادر الياجوري، وعمّار بوصبيع، وغيرهم من الفطاحلة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة، وفي سنة 1957 م تحصّل الأستاذ محمد فارح على شهادة التحصيل، ثم شهادة العالمية.
تابع فيما بعد دراسته بجامعة بغداد سنة 1959 م في قسم الآداب، وتخرّج منها سنة 1962 م بشهادة الليسانس في اللغة والأدب العربي، ليلتحق بعد ذلك بسلك التعليم فيالجزائر كأستاذ ثانوي، وعمل في عدّة ثانويات بالوطن لمدّة 14 سنة، وشاءت الأقدار أن يصبح مستشارا تقنيا برئاسة الجمهورية الجزائرية، ومن أهمّ مهامّه فيها صياغة النصوص، والقوانين، والمراجعة اللغوية لخطابات الرئيس الراحل هواري بومدين، ثم الرئيس الشاذلي بن جديد بعد ذلك.
ومن أقواله الشهيرة:
« لا حياة لأمة بدون لسانها، والقرآن خير جليس.»
و« إن اللغة تحيا بالاستعمال، والمرض يحيا بالإهمال، أمّا الأخطاء فتنتشر بالاستعمال والإهمال.»
« لا حياة لأمة بدون لسانها، والقرآن خير جليس.»
و« إن اللغة تحيا بالاستعمال، والمرض يحيا بالإهمال، أمّا الأخطاء فتنتشر بالاستعمال والإهمال.»
فهو من دعّاة نشْر اللغة العربية الصحيحة، وليست الفاسدة ، ويصرّ على أن ثلاثة يُمنع عنهم اللحن، والخطأ اللغوي: الأستاذ، والصحفي، والإمام فإنْ أخطؤوا فعلى الدنيا السلام.
محمد فارح أول من أنشأ الصفحة المشكولة في جريدة الشعب، وصاحب عمود " لغتنا الجميلة، وخطأ وصواب، وبرنامج لغتنا الجميلة بالإذاعة الوطنية. " عمل مدة كبيرة كرئيس المصححين في جريدة الشعب، ومحرّر لعدد كبير من المقالات التي تضع النقاط على الحروف بشكلٍ مميّزٍ لا جدال فيها.وللإشارة فإن الأستاذ محمد فارح عضو بالمجلس الإسلاميّ الأعلى، وكذا عضو جمعية العلماء المسلمينالجزائريين.
محمد فارح إنسان ،طلْق اللسان، صارمٌ، متواضعٌ، خلوقٌ، عاشقٌ للغة العربية حتى النخاع، حبّب إليّ لغة الضّاد، وعرّفني على الكثير من القواميس، في بداية التسعينيات تشرّفتُ بمعرفته عن طريق الإعلاميّ السيد جبلون عبد القادر، فعملت معه مدّة شهر في قسم المصححين بجريدة الشعب، وكنت ألجأ إليه عند وقوعي في التباسٍ، أو مطبٍّ لغويٍّ، فكان المنقذَ، ولا يملّ المساعدة، والتوضيح، والتبسيط ، فهو بحقٍّ مدرسة إذْ يحفظ عن ظهر قلب ألفية ابن مالك، وملمٌّ بدقائق المعاجم العربية القديمة، وأصول الأدب العربي.
ذات مرّة وقع لي موقفٌ طريفٌ أضحك جميع الحاضرين في قسم التصحيح، إذْ رُفضت الصفحة النموذجية بعد تصحيحها من طرف مدير تحرير الجريدة " محمد السعيد " الذي ترشّح أخيرا للانتخابات الرئاسية09/04/2009 ..رُفضت الصفحة، وأعيدت إليّ لمراجعتها من جديد، فلم أكتشف جديدا من الأخطاء، حينها أعلنتُ عجزي والتجأتُ إلى الأستاذ الكريم محمد فارح الذي قام بمسْحٍ سريعٍ لها، ابتسم وقال لي:« أين سمعتَ الأثاث المنزلي، والآرائك تُباع في المقابر؟ » ثم أشار بيده إلى قسم الإعلانات فوجد خلطا بين إعلان عن وفاة، وإعلان عن بيْع أثاث منزليٍّ، فقال لي: « يا بنيّ ركّزْ أثناء القراءة على ما هو مكتوب على الورق، لا على ما في ذهنك، فاللغة كلماتٌ وجملٌ، وفقرات، وفي الأخير معانٍ وأفكارٌ، ولا تنسَ الترقيم، وعلاماته كالفاصلة، أو الفارزة، والنقطة، وعلامات الاستفهام، والشَّـرْطة، أو الخط، والقوسيْن، والمزدوجيْن، أو علامات التنصيص.
نسأل الله العليّ القدير لأستاذنا الكريم وافر الصحة، والعافية والهناء، وطول العمر.
محمد فارح أول من أنشأ الصفحة المشكولة في جريدة الشعب، وصاحب عمود " لغتنا الجميلة، وخطأ وصواب، وبرنامج لغتنا الجميلة بالإذاعة الوطنية. " عمل مدة كبيرة كرئيس المصححين في جريدة الشعب، ومحرّر لعدد كبير من المقالات التي تضع النقاط على الحروف بشكلٍ مميّزٍ لا جدال فيها.وللإشارة فإن الأستاذ محمد فارح عضو بالمجلس الإسلاميّ الأعلى، وكذا عضو جمعية العلماء المسلمينالجزائريين.
محمد فارح إنسان ،طلْق اللسان، صارمٌ، متواضعٌ، خلوقٌ، عاشقٌ للغة العربية حتى النخاع، حبّب إليّ لغة الضّاد، وعرّفني على الكثير من القواميس، في بداية التسعينيات تشرّفتُ بمعرفته عن طريق الإعلاميّ السيد جبلون عبد القادر، فعملت معه مدّة شهر في قسم المصححين بجريدة الشعب، وكنت ألجأ إليه عند وقوعي في التباسٍ، أو مطبٍّ لغويٍّ، فكان المنقذَ، ولا يملّ المساعدة، والتوضيح، والتبسيط ، فهو بحقٍّ مدرسة إذْ يحفظ عن ظهر قلب ألفية ابن مالك، وملمٌّ بدقائق المعاجم العربية القديمة، وأصول الأدب العربي.
ذات مرّة وقع لي موقفٌ طريفٌ أضحك جميع الحاضرين في قسم التصحيح، إذْ رُفضت الصفحة النموذجية بعد تصحيحها من طرف مدير تحرير الجريدة " محمد السعيد " الذي ترشّح أخيرا للانتخابات الرئاسية09/04/2009 ..رُفضت الصفحة، وأعيدت إليّ لمراجعتها من جديد، فلم أكتشف جديدا من الأخطاء، حينها أعلنتُ عجزي والتجأتُ إلى الأستاذ الكريم محمد فارح الذي قام بمسْحٍ سريعٍ لها، ابتسم وقال لي:« أين سمعتَ الأثاث المنزلي، والآرائك تُباع في المقابر؟ » ثم أشار بيده إلى قسم الإعلانات فوجد خلطا بين إعلان عن وفاة، وإعلان عن بيْع أثاث منزليٍّ، فقال لي: « يا بنيّ ركّزْ أثناء القراءة على ما هو مكتوب على الورق، لا على ما في ذهنك، فاللغة كلماتٌ وجملٌ، وفقرات، وفي الأخير معانٍ وأفكارٌ، ولا تنسَ الترقيم، وعلاماته كالفاصلة، أو الفارزة، والنقطة، وعلامات الاستفهام، والشَّـرْطة، أو الخط، والقوسيْن، والمزدوجيْن، أو علامات التنصيص.
نسأل الله العليّ القدير لأستاذنا الكريم وافر الصحة، والعافية والهناء، وطول العمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق