الثلاثاء، 5 مارس 2013

الباهي فضلاء يرحل في صمت


الباهي فضلاء يرحل في صمت
المسرح الإذاعي يفقد أحد أعمدته

رحل منذ أيام الممثل والكاتب المسرحي الباهي فضلاء بعدما ترك تراثا فنيا وأدبيا زاخرا استفادت منه أجيال من الممثلين الشبان .من لايتذكر صوت الراحل فضلاء وهو يدوي عبر أمواج الاذاعة الوطنية لسنوات طويلة قدم فيها روائع خالدة من مسرحيات جلبت الجمهور الجزائري من أقصى البلاد إلى أقصاها، ولم يستطع أحد من بعده ان يملأ هذا الفراغ خاصة فيما يتعلق بالمسرح الإذاعي باللغة الفصحى.
عمل الراحل منتجا ومقدم حصص بالإذاعة الجزائرية لـ(القناة الأولى) ليغادر هذا الصرح الإعلامي في سنة 2002 بعدما كون أجيالا من الممثلين الذين أخذ بيدهم وقادهم إلى الطريق الصحيح.
كتاباته المسرحية استمدت مادتها من التاريخ الوطني والإسلامي الذي وظفه لقضايا راهنة، إضافة الى إنشغاله بالقضايا الاجتماعية حيث فككها وعالجها في إطار درامي راق وبحوار قوي يحمل كل المقومات الفنية والتقنية.
لهذا المثقف دور كبير في إبراز المسرح المكتوب باللغة الفصحى بالجزائر بالتعاون مع اخيه الفنان القدير محمد الطاهر فضلاء خاصة إبان الفترة الإستعمارية وفي سنوات الاستقلال الأولى، علما أن دور الباهي برز أكثر إبان الثورة التحريرية حيث كان مجندا لخدمة الثقافة العربية بالجزائر لتكون سفيرة للجزائر في المشرق وأيضا لدحر الأطروحات الاستعمارية التي تدعي فرنسة الجزائر.
نتيجة إلتزامه -رحمه الله - في فنه أصبح الراحل بمثابة مصلح اجتماعي اتخذ من قلمه أداة لنشر الوعي والفضيلة كيف لا وهو أحد تلامذة جمعية العلماء المسلمين.
الباهي فضلاء كتب أيضا العديد من الروايات التي نشرت منها »العليقي« و»دقت الساعة« وغيرها، إضافة إلى الدراسات والمقالات التي ألفها.
وعلى الرغم من ظهوره القليل إلا أنه أدى العديد من الأدوار بالمسرح الوطني خاصة في فترة الستينيات حيث شارك في بعض "الكلاسيكيات" باللغة الفصحى، ولعلنا نتذكر دورا له في مسرحية لشكسبير مع الفنانة القديرة فريدة صابونجي بداية سنة 1963 عرضته التلفزة الوطنية في مشاهد من خلال حصة »شموع التلفزيون« التي كان يقدمها المنشط جلال وكان ذلك بحضور الراحل الباهي فضلاء في البلاتو (منذ أقل من سنتين) وقد علق رحمه الله بالقول "لقد كانت أيام جميلة عاشها المسرح، كنا ملتزمين بالعمل وبالتدريبات وأتذكر أن هذه المسرحية تزامن إخراجها مع العيد المبارك".
المسرحية ظهر فيها الباهي وفريدة وغيرهما من الممثلين في حوار قوي وبلغة فصحى راقية جدا حتى من السيدة فريدة ناهيك عن اللباس الذي صمم ببراعة (لباس كلاسيكي أوروبي).
للتذكير فإن الباهي فضلاء من مواليد سنة 1931 بولاية سطيف، دخل المجال الفني في العاصمة التي جاءها صغيرا رفقة عائلته خاصة مع أخيه الراحل الطاهر فضلاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لن تكون أية لغة "صعبة" بعد الآن بفضل هذا الاختراع الياباني الذكي كتب: بشير خلف        يُعدّ التحدث بلغة أجنبية مهارة مطلوبة ...