السبت، 2 مارس 2013

الداعية عمرو خالد يكشف


 الداعية عمرو خالد يكشف

لم أوقع على لائحة “الجهاد” ولست مستعدا لدفع حماسة الشباب نحو المجهول
زار الجزائر أخيرا الداعية عمر خالد لأول مرة بدعوة من المجلس الإسلامي الأعلى وقدم عدة محاضرات، والتقى بالعديد من أهل الفكر والثقافة، وعلى هامش هذه الزيارة استضافته جريدة الشروق اليومي التي نزل ضيفا على منتداها، حيث التقى رائد “الدعاة الجدد” بصحفيي الشروق الذين تحاوروا معه حول كثير من القضايا المتعلقة بواقع الدعوة، ومستقبل العالم الإسلامي، وكذا الانتقادات التي وجهها له بعض المشايخ والدعاة، إضافة إلى تصوره الدعوي الذي يحاول استثمار بذور الخير في المجتمع والاستعانة بكل طاقاته، بما فيهم الفنانون الذين ساهموا معه في كثير من الحملات الإنسانية والدعوية الموجهة إلى المدمنين وغيرهم.

* لست معصوما واختياراتي تغضب بعض الناس لكنها تستقطب الملايين
           عمرو خالد أثبت، رغم الجدال الذي يثيره في أوساط النخبة الدينية كظاهرة، أنه عبر عشرات البرامج التلفزيونية التي قدمها فإن مشروعه الدعوي لقي صدى واسعا في أوساط الشباب الذين عاد كثير منهم إلى التدين والاعتزاز بجذورهم الحضارية وانتمائهم الثقافي، وأنه حامل مشروع دعوي طرق أبواب قلوب الشباب التي عز عليها أن تفتح لغيره، رغم اعترافه بأن مشروعه هذا لا يسلم من الأخطاء، ولكن كما قال هو: “من يعمل كثيرا، ينتج كثيرا، فيخطئ كثيرا، فيصحح كثيرا”، أو كما قال يحيى ابن معين قبله: “لا أعجب من هذا الذي يخطئ، وإنما أعجب من الذي لا يخطئ”.

الدعوة إلى الجهاد في فلسطين كانت حماسة في اتجاه غير صحيح
    أكد عمرو خالد رفضه الإمضاء مع بعض الدعاة المصريين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة والذي تضمن دعوة صريحة للجهاد في سبيل تحرير فلسطين.
     يقول الداعية أن مثل ذلك التصرف خلف أثرا سلبيا على الشعب المصري وحتى الشعوب العربية التي وصلها فحوى البيان، وبرر موقفه بالقول “يهمنا فعلا تعبئة الشباب وتحميسهم للعطاء أكثر في مجتمعاتهم، ولكن أن يكون عطاء بناء ومردودا ايجابيا، لا أن نحمسهم في اتجاه غير صحيح، أي أن تدعوهم إلى الجهاد وأنت تجهل القناة أو إمكانية تجسيد الدعوة ميدانيا أو حتى حدودها”، وأضاف “في ظل غياب قنوات منطقية وواضحة وفي ظل امتلاك الشباب لكذا طاقة، علينا أن نخاف عليهم وأن نخاف أن توظف التعبئة فيما لا يحمد عقباه، أي في الاتجاه غير الصحيح لها”.
       واعترف عمرو خالد أن قضية غزة كانت أكبر من الجميع، وحاول كل من موقعه تقديم شيء نافع لشعب مفجوع ومجروح.
      يرتدي “برنوس الشروق” ويصرح: “الجزائر مظلومة في رموزها وسأحمل رسالتها إلى كل العالم الإسلامي”
        كرم المدير العام لجريدة الشروق اليومي السيد علي فضيل الداعية عمرو خالد وألبسه “البرنوس”، أحد رموز الهوية الجزائرية الضارب في عمق الحضارة العربية الإسلامية. وهي الالتفاتة التي تركت أثرا طيبا في نفس الداعية وأعادت صورة الأمير عبد القادر إلى ذهنه خاصة وأن المدير العام وهو يلبسه البرنوس قال “هذا برنوس الأمير عبد القادر” فرد عمرو خالد “وكأنك قرأت أفكاري فمنذ وصولي وتطلعي في صورة الأمير بمقر المجلس الإسلامي الأعلى وهي راسخة في ذهني”. وجدد التذكير بضرورة إعطاء رموز الجزائر حقها فهي من أنجبت العلامة ابن باديس والمفكر مالك بن نبي وعلى أرضها وضع ابن خلدون الخطوط العريضة لمقدمته، وأردف “أرض طيبة كهذه أنجبت أسماء ورموزا تركت بصمتها في تاريخ العرب والمسلمين لم تأخذ بعد حقها كاملا”.
أشركت الفنانين في حملاتي لأنهم الأقرب إلى قلوب الشباب
         لم ينف الداعية عمرو خالد في فوروم الشروق ضمه لفنانين مشهورين في مشروعه القومي ومختلف حملات التوعية الهادفة إلى نشر الفضيلة وتقويم سلوك شباب الأمة، للاستفادة من شعبيتهم وتأثيرهم الكبير في الناس.
     مؤكدا انه اتصل فعلا بالمغني شعبان عبد الرحيم لتسجيل أغنية ضد الإدمان على المخدرات وتحث على الإقلاع عن هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بعقول الشباب، بموجب ان هذا الفنان يملك التأثير في شباب الشارع المصري ممن يقبلون على سماعه، والأولى ان “نستثمر في هذه المجالات لتقييم سلوك شباب الأمة”، مشيرا الى انه قصد أن تكون حملاته صادقة ومؤثرة وسهلة من خلال الوسائط الفنية التي تملك تأثيرا بالغا في الاوساط الشعبية “سيما سائقي الحافلات في مصر ممن أصبحوا يلقون بالناس في النيل تحت تأثير المخدرات”.
ضيف فوروم الشروق الذي يزور الجزائر للمرة الاولى واطلعنا أنها تقترب في جمالها الساحلي من مدينة الإسكندرية مسقط رأسه، شرح أيضا ان استفحال ظواهر اجتماعية في الوطن العربي منها آفة المخدرات يقف أيضا وراء إشراكه لفنانين في مشروعه القومي وانه من المفروض ان نفتح باب العودة إلى الرشد لفئة المدمنين ونمد لهم يد العون ونرحب بهم ولا نستثنيهم من حياتنا كأفراد طبيعيين حتى ولو استعنا بفنانين او حتى رياضيين لبلوغ الغايات النبيلة، مصرحا انه ليس بإمكانه كداعية إسلامي لوحده ان يدفع بـ 10 آلاف من الشباب الى الاستماع والاقتناع بكلامه عبر الفضائيات.
        وقال عمرو خالد إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أسوة في المجال الذي يمضي فيه من خلال الانفتاح على الآخر “حين أرسل نبي الأمة بخطاب الى قيصر الروم الذي وصفه النبي “بعظيم الروم” لفتح باب تعاون معه ..هذا هو منهج الرسول الكريم”.
         عمرو خالد عرج ايضا على الحديث على المغني تامر حسني الذي اعتبره فعالا ايضا في إقناع الشباب بصوته وأغانيه الداعية الى السلوك القويم، والتي لم ينف خالد انه استعان بها في مشروعه القومي سيما وان الجماهير -على حد قوله- تلح على تامر حسني في ترديدها في مختلف حفلاته.
في سياق آخر قال عمرو خالد انه سعيد بإقناع فنانات مشهورات في الإقبال على الله وارتداء الحجاب، متوقفا عند الفنانة حنان ترك التي اعتبرها نموذجا جيدا للفنانة المعتزلة التي عانقت حياة جديدة مليئة بالخيرات والمشاريع الناضجة المفيدة للشباب على وجه الخصوص، وقال إن عودتها إلى التمثيل في سياق بعيد عما كانت تجسده قبلا ، من خلال مسلسلات تناقش قضايا المجتمع كظاهرة أطفال الشوارع هو أمر تشكر عليه كثيرا.
        أما عن سؤالنا فيما يخص عودة بعض الفنانات اللواتي تحجبن على يديه وعدن بعد ان تقطعت بهن الأسباب إلى التمثيل مرة أخرى، اعتبر عمرو خالد انه ليس مسؤولا عن ذلك وأنه يحاول ان يجتهد من جهته في باب الدعوة الى حث الفنانات على ارتداء الحجاب

رسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لن تكون أية لغة "صعبة" بعد الآن بفضل هذا الاختراع الياباني الذكي كتب: بشير خلف        يُعدّ التحدث بلغة أجنبية مهارة مطلوبة ...