السبت، 2 مارس 2013

أحداث أكتوبر مؤامرة على ثورة نوفمبر


لقاء خاص: مع الدكتور محمد العربي الزبيري 

           أحداث أكتوبر مؤامرة على ثورة نوفمبر

                         وانتقام من جبهة التحرير الوطني

         من الصعب أن تضرب موعد لقاء مع الدكتور محمد العربي الزبيري و ذلك لكثرة ارتباطاته و تحركاته و نشاطه في ميدان البحث الأكاديمي، فمؤلفاته التي تجاوزت عشرين كتابا معظمها تناول تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر وما هذا الاهتمام، الذي نلاحظه من عناوين كتبه، بتاريخ الجزائر السياسي و الثقافي إلا لأن ضيفنا شعر بكل أسف تغييب ذاكرة الأمة في برامجنا التربوية والعلمية و الثقافية بقصد أو من دون قصد من أصحاب الشأن القائمين على البلاد، الأمر الذي أوقعنا في فراغ شامل فتح الباب على مصراعيه ليمتد الغزو الثقافي في عقول الأجيال التي جاءت بعد استرجاع الاستقلال. وهذا المخطط كما يؤكد الدكتور الزبيري وقع التحضير له بعناية وخبث بعد مرحلة الكفاح المسلح حتى يتم إجهاض المشروع الذي بشرت به جبهة التحرير الوطني ليلة الفاتح من نوفمبر سنة1954 .

           لقد رأينا، ومن أجل احترام منهجية الحوار حتى يكون مفيدا، التوقف عند أهم المحطات التاريخية و السياسية للبلاد، وقد تركز الحديث كما سوف تتابعون حول المصالحة الوطنية التي مر عليها ثلاث سنوات، وعن قرصنة الطائرة الشهيرة التي كانت تفل عددا من زعماء الثورة في الثاني والعشرين أكتوبر سنة 1956 وعن الذكرى الخمسين لتأسيس الحكومة المؤقتة سنة 1958 وأزمة صائفة 1962 وما أعقبها من تمرد لزعيم الأفافاس السيد حسين آيت احمد على سلطة الرئيس بن بلة سنة 1963، وقد كان آخر الملفات حساسية والذي أخذ منا وقتا طويلا من التحليل والعرض هو ذلك المتعلق بأحداث أكتوبر سنة 1988 التي مر عليها عقدان من الزمن ومع ذلك بقيت حقيقتها و ملابساتها مثار جدل لازال يطرح علامات استفهام كثيرة، نأمل أن يكون الدكتور الزبيري قد وفق في فك بعض الشفرات الغامضة التي تحوم حول هذا الحدث الذي يطلق عليه مصطلح المؤامرة الكبرى، والبداية مع الدكتور الزبيري كانت حول التعريف بنشاطه الفكري والثقافي وعن إسهاماته في فن الترجمة…

س) ونحن نحاول الاقتراب منكم أكثر السيد العربي الزبيري و من نشاطكم العلمي و الأكاديمي حول أي موضوع كان بحثكم للحصول على شهادة الدكتوراه؟

ج) يضحك الدكتور العربي الزبيري، و يرد على السؤال بسؤال:” عن أي دكتوراه ؟”

س) عن أول دكتوراه تحصلت عليها؟

ج) الأولى كانت دكتوراه الحلقة الثالثة سنة 1972 حول موضوع ” التجارة الخارجية في الشرق الجزائري قبيل الاحتلال أي من سنة 1792 إلى 1830″، و قد يتساءل البعض لماذا هذه لفترة بالذات، فأقول أن سنة 1792 هي السنة التي استكملت فيها الجزائر استقلالها و استعادت مجموعة من أجزائها كانت مستعمرة من إسبانيا، آخرها كانت مدينة وهران.
بعدها ناقشت دكتوراه حول كتاب ” المرآة ” لحمدان بن عثمان خوجة،ا ثم كانت مناقشة دكتوراه دولة حول ” الجزائر في عهد حسين داي” و أخيرا دكتوراه فلسفة في التاريخ …….

س) و آخر كتاب صدر لك لحد الآن؟

ج) آخر كتاب خرج للسوق هو ” قراءة في كتاب “عبد الناصر والثورة الجزائرية” و قبله صدر كتاب حول ” تاريخ الجزائر المعاصر” وقبل ذلك كله كتاب بعنوان ” جبهة التحرير الوطني المعتدى عليها” سنة 2004، و يوجد تحت الطبع مجموعة أخرى من الكتب منها” آراء ومواقف في الثقافة والسياسة” و” تاريخ المقاومة العربية الإسلامية” يغطي الفترة الممتدة من سنة 1992 إلى غاية 2006، ويوجد تحت الطبع أيضا كتاب عن المصالحة الوطنية في الجزائر.

س) على ذكر المصالحة الوطنية ما هو تقييمك لها بعد مرور ثلاث سنوات من التصويت على ميثاق السلم المصالحة الوطنية؟

ج) من وجهة نظري لا يمكن أن تكون المصالحة الوطنية مفيدة إلا إذا مست جميع جوانب الحياة، فأنت عندما تقول مصالحة وطنية فهذا يعني أن هناك أطرافا متنازعة، و بالتالي يمكن النظر إلى ذلك على أنه عمل سياسي فقط في الوقت الذي يجب على المصالحة أن يكون لها جانب فكري و جانب ثقافي و حضاري، و بعيدا عن ذلك يمكن القول إن البلاد،بغير ذلك، تتجه نحو الاستئصالية.

س) أنت متأكد أن البلاد تتجه نحول الاستئصالية؟

ج) نعم و هو كذلك و قد سبق وأن كتبت مقالا في الموضوع بعنوان ” من المسئول عن عودة الاستعمار إلى الجزائر”، فنحن نشهد اليوم عودة صريحة للاحتلال إلى الجزائر و بشكل يمس عمق الإنسان الجزائري في هويته وثقافته.

س) ولكن معذرة يا دكتور، أنت تناولت قضية المصالحة الوطنية من منطلق أنك أكاديمي ومثقف، ولكن بالتأكيد أنك تتفق معي أن السياسة هي فن الممكن وقد سبق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وأن صرح بعد عرضه لمشروع السلم والمصالحة الوطنية بالقول: ” هذا ما سمحت به التوازنات” فما هو ردك حول ذلك وأنت المتحرر من ضغوط لعبة التوازنات؟

ج) أولا إذا أردنا أن نصل إلى مصالحة وطنية حقيقة لا يجب أن يكون مصدر ذلك هو شخص واحد حتى و إن كان في رتبة رئيس الجمهورية، يجب أن تكون هناك هيئة، يجب أن تكون هناك جماعة تدفع نحو هذا المشروع، وأنت عندما تتحدث عن التوازنات فهذه التوازنات هي بين من ومن؟
يمكن أن نتحدث عن التوازنات لو انطلقنا من منطلق وطني حقيقي وعليه يجب أن نعترف أن المنطلق لم يكن نابعا من فكر وطني وإنما المنطلق هو من جهة متشبعة بثقافة الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط وهذه المجموعة تعمل جاهدة لتحقيق الاستئصال في الجزائر، وعندما تقول أن رئيس الجمهورية قال هذا ما سمحت به التوازنات، فأنا أسألك في أي إطار قال هذا ما تسمح به التوازنات؟
وهذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن نطرح ولا داعي أن أذكرك أن تاريخ الجزائر لحد الآن غير مكتوب والذاكرة الجزائرية مغيبة، فالمصالحة الوطنية كان يجب أن تضع ذلك في الاعتبار وتضع نقطا أساسية وهي التصالح مع الذاكرة وهكذا عندما تتم مناقشة المصالحة الوطنية وإقرارها تكون منطلقة من قاعدة ثابتة وهي القاعدة الوطنية، أما وأن تنطلق من قاعدة غير وطنية فالنتائج تكون ضبابية مثل ما نعيشه اليوم، هذا من جهة ومن جهة أخرى عندما تتحدث عن المصالحة الوطنية و تقول أنك تمكنت أن تجمع بين الطرفين المتناقضين أو أطراف الصراع وانتهيت إلى هذا، فالمصالحة الوطنية محورها الأساسي هو الإنسان، إذن فهي لفائدة أي إنسان ؟
هل هي لفائدة الإنسان الجزائري الحقيقي أم هي لفائدة الإنسان الذي صنعه الاستعمار؟ و أنا شخصيا أقول أننا لم نتمكن لحد الآن من تكوين الإنسان الجزائري الحقيقي. كانت هناك محاولة قامت بها جبهة التحرير الوطني خلال سنوات الثورة بين سنة 1954 و1964 ولكن بعد ذلك تركنا الميدان فارغا لعب فيه أعداء الجزائر وبقي الإنسان مثلما كونته الإدارة الاستعمارية الكلونيالية، بل وأفرغته من شحنته الثورية التي كان يتميز بها قبل سنة 1954، والنتيجة التي خلصنا إليها هي أن الإنسان الجزائري أضحى يسير نحو اتجاه التيه والضياع والإفلاس، وأخيرا عندما تتحدث عن المصالحة الوطنية يجب أن نخرج من الثنائية التي حصرت المسألة بين طرفي الصراع حول السلط والذهاب إلى أوسع من ذلك وهو أن يتصالح المجتمع الجزائري بكل مكوناته وفق مرجعيتنا الثقافية والحضارية وترسيخها في ذهنيات المجتمع دون تمييز ودون تنكر لأصالتنا المتمثلة في العروبة والإسلام، و لكن كل هذا لم يحدث.

س) في هذه الحالة يمكن أن نستنتج أن الدكتور الزبيري قد قدم تقريرا سلبيا للمصالحة الوطنية التي مر عليها ثلاث سوات؟

ج) لا أنا لم أعرض عليك تقريرا سلبيا و إنما وصفت لك الحقيقة كما هي في الميدان و في الواقع و قد لا تتفق معي في ذلك فهذا شأنك.

س) ولكن في هذه الحالة كيف تفسر أن الطرف الذي كان معنيا بالصراع على السلطة زكى هذه المصالحة الوطنية؟

ج) من هو هذا الطرف؟

س) جماعة الأيياس و على رأسها آنذاك مدني مزراق الذي قام بحملة انتخابية هو و مجموعة من رفاقه للتصويت على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية؟

ج) نعم أنا لا أنكر ذلك و لكن ربما يكونون قد طمعوا في أشياء كثيرة و لكن بعد مرور ثلاث سنوات كانت النتيجة غير مرضية، ولو أن المصالحة الوطنية قد نجحت لكنا قد تصالحنا مع ذاكرتنا كما ذكرت لك سابقا، و ليس فقط في إقناع الجماعات المسلحة النزول من الجبال.

س) ولكن ألا تتفق معي أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية كان من أجل معالجة وضع سياسي معقد وتجنب التطرق لكل الملفات حتى لا يغرق في المناقشات التي لا تنتهي؟

ج) لا تقل لي أنها سياسية و إنما هي معاملاتية، لأنك عندما تقول سياسية فهذا يعني أن هناك حياة سياسية في هذه البلاد و هذا غير موجود أصلا.

س) بعد هذا الاستطراد نعود للحديث عن نشاطك العلمي المتنوع و قد استوقفني حديثك في بداية هذا اللقاء حول أهمية الترجمة ودورك في حركة الترجمة، ومادام الأمر كذلك لماذا لم تعرف كمترجم في الساحة الثقافية؟

ج) كيف لم أعرف، المشكلة بالنسبة إلي هي مشكلة وقت و لم يكن بإمكاني أن أتواجد في الفضاءات الثقافية المخصصة لفن الترجمة لكثرة التزاماتي و المرء لا يمكن أن يشتت مجهوداته ويتواجد في كل النشاطات دفعة واحدة، و لكن كباحث سبق و أن ترجمت كتاب ” المرآة ” لحمدان بن عثمان خوجة و” مذكرات أحمد باي” ” و”مذكرات الرايس حميدو” و” ونظرة تاريخية عن مملكة الجزائر”، هذا زيادة على أن هناك مترجمين ممتازين تخرجوا على أيدينا و لكن للأسف غير معروفين على الساحة الوطنية، لأن المترجم عادة ينساق وراء المادة، ونحن في الجزائر لم نخلق بعد تقاليد ثقافية، مع العلم أن الذي جعلني أتطوع في المدرسة العليا للترجمة دون مقابل هو إيماني بأن الترجمة ضرورة حتمية علمية لتطور أي بلاد وأي مجتمع و انظر كيف أن الأمم الراقية تولي أهمية قصوى للترجمة للتعرف على ما أنتجه الآخرون، ولا يمكن أن تنجح الترجمة إلا إذا تم التعامل معها بدرجة عالية من الوعي وموجهة ومخطط لها بعيدا عن الارتجال والعشوائية و لسوء الحظ لم نفلح في هذه المهمة لأن المسئولين في بلادنا لم يلتفتوا لأهمية الترجمة ،فالمدرسة العليا للترجمة كان يمكن أن تكون قلعة للترجمة وللإشعاع الثقافي و لكن حدث العكس وماتت المدرسة العليا للترجمة وتكاد تكون الترجمة اليوم محصورة في ترجمة بعض النصوص التي لا تغني ولا تسمن من جوع وحتى المجهودات الفردية تكاد تنقرض لأن الذي يقوم بهذا العمل ينتظر مقابلا للمجهود الذي يقدمه وما دام هذا المقابل زهيدا أو يكاد يكون منعدما فإنه يلتفت لنشاط آخر.
           كان يمكن للمدرسة العليا للترجمة أن تتحول إلى مركز عالي للترجمة له فروع في مختلف أنحاء البلاد تكون مهمته ترجمة تراثنا الذي لازال لحد اليوم مجهولا وغير معروف وإنه لمن الضروري كذلك ترجمة ما ينتج بالخارج حتى يكون رصيدنا المعرفي متنوعا.

س) وأ ين موقع المعهد العربي للترجمة بالجزائر، ألا يقوم بهذا الدور؟

ج) هذا بالنسبة لي مجرد عمل سياسي. أولا، لأن هذا المعهد تابع للجامعة العربية، و هذه الهيئة كما تعلم لا تتوفر على مخطط لإخراج سائر الدول العربية من واقعها المتخلف، فما تم بالنسبة لمعهد الترجمة هو لمجرد أن ينسب شيء للجامعة العربية، والسؤال الذي يمكن طرحه اليوم بعد مرور أكثر من أربع سنوات من تأسيس المعهد العربي للترجمة ، ماذا قدم هذا المعهد للترجمة في الجزائر؟

س) لقد كشف مؤخرا الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل من على قناة الجزيرة من أن القرصنة الجوية التي قامت بها فرنسا سنة 1956 والتي تم على إثرها اعتقال الزعماء الخمسة كانت مؤامرة فرنسية مغربية تورط فيها آنذاك ولي العهد المغربي الحسن الثاني، الأمر الذي فنده فيما بعد ايت احمد ونفى التهمة عن الأمير، ما هو تعليقكم على ذلك؟

ج) ما يجب التأكيد عليه هو أن المعتقلين الخمسة كلهم لا دراية لهم بمخطط القرصنة الجوية المشهورة لأنهم كانوا ضحية هذه المؤامرة، ورغم أن الحسن الثاني لم يكن يؤمن بالوحدة المغاربية و بالدفاع المغاربي المشترك إلا أنه لا يمكن أن يتورط في مثل هذه المؤامرة التي تسيء لسمعة المغرب و هو الذي كان بإمكانه، لو أراد التواطؤ مع فرنسا، القبض على زعماء الثورة دون اللجوء إلى سيناريو القرصنة المفضوح.

س) بعد تشكيل الحكومة المؤقتة بتاريخ19سبتمبر 1958 برئاسة فرحات عباس تعمق الشرخ في صفوف المجاهدين بين مؤيد و معارض لها، الأمر الذي ترتبت عنه فتن و مؤامرات راح ضحيتها العديد من المجاهدين، ماهي قراءتكم للحكومة المؤقتة التي مر على ذكراها نصف قرن من الزمن، وما هو تعليقكم على ما قاله الأستاذ عبد الحميد مهري من أن الاحتفال بهذا الحدث كان هامشيا ومن أنه رغم مرور 20 سنة على التعددية لازال يقلق بعض السياسيين؟.

ج) أولا لا ينبغي أن نربط بين الحكومة المؤقتة بشخصية فرحات عباس و هذا لأن الحكومة المؤقتة جاءت نتيجة لتطور تاريخي إيجابي، فالحكومة المؤقتة ليست من صنع فرحات عباس أو غيره وإنما هي محطة هامة من صيرورة تاريخ الجزائر النضالي والثوري، فبقدر ما استطاع مؤتمر الصومام من أن ينظم الثورة الجزائرية ويضع الآليات الكفيلة التي مكنت من مواصلة مسيرة الثورة بنجاح، كانت كذلك الحكومة المؤقتة آلية مكنت الثورة الجزائرية من أن تواجه وضعا كان لا بد من مواجهته، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن فكرة الحكومة المؤقتة لم تأت من فراغ و إنما جاءت بعد قرار اتخذه المجلس الوطني للثورة الجزائرية الذي هو الهيئة العليا للثورة بدورة القاهرة في شهر أوت 1957 .ثم تلي ذلك اجتماع فبراير 1958 الذي درس التقارير المقدمة في الموضوع، وفي مؤتمر طنجة سنة 1958 أشعرت الجبهة شركاءها و هما تونس و المغرب أنها عازمة على تشكيل الحكومة المؤقتة التي باركتها كل من تونس والمغرب، وفي 29 ماي 1958 عقد كريم بلقاسم ندوة صحفية و أعلن أن تأسيس الحكومة المؤقتة سيكون قريبا و بعدها في 19 سبتمبر 1958 تم الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وهنا أحيلك على مراجعة نص الإعلان الذي ستجد فيه المبرر الذي يجعل البعض ينتقص من قيمة الحكومة المؤقتة، فالبيان ماذا يقول؟ إنه ينص صراحة على ما يلي:” إن الإعلان عن الحكومة المؤقتة هو إعادة بعث الدولة الجزائرية التي ظلت مغيبة طيلة 128 سنة..”، إذن البيان كان برنامجا يستند إلى أيديولوجية واضحة المعالم، أما أمر قيادة الحكومة المؤقتة فكان يمكن أن يسند لأي شخص كان من قيادات الثورة و لكن الاختيار وقع على فرحات عباس لأنه كان شخصية سياسية معروفة وذا كفاءة عالية ورجلا مثقفا، و لا يجب أن ننساق على ما يروج من أنه لم يكن وطنيا، فهذا غير صحيح ،بل كان على العكس نموذجا للوطنية بحق وذا حنكة سياسية عالية وينطلق من أيدلوجية سياسية واضحة المعالم، ففرحات عباس كان يدعو إلى أن تكون اللغة العربية لغة رسمية والعمل على إحيائها و تطويرها، وهو صاحب فكرة ” الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الاجتماعية” في مشروع دستوري قدمه للبرلمان الفرنسي سنة 1948، والذي أضافت إليه جبهة التحرير الوطني في بيان نوفمبر 1954 عبارة ” في إطار المبادئ الإسلامية”، إذن فرحات عباس هو شريك حقيقي منذ البداية وإن لم يكن يدعو إلى استخدام الكفاح المسلح من أجل استرجاع السيادة الوطنية مكتفيا باستخدام الطرق السياسية و الدبلوماسية و لكن المهم أن الهدف كان واحدا، هذا وقد كان فرحات عباس عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ و في عرف الثورة كل الأعضاء متساوون والقيادة كانت جماعية، إذن لماذا المزايدة على تولي فرحات عباس قيادة الحكومة، و لو تولى أحد آخر المسئولية مكانه لوجد المغرضون ما يقولون في حقه.
عودا إلى سؤالك حول ما قاله الأستاذ مهري حول تجاهل السلطة حيال إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس الحكومة المؤقتة، فلو استطعنا الاحتفال بهذه الذكرى بالشكل الذي يليق بمقامها لأمكن لنا القول إننا فعلا مستقلين، فهل يتم الاحتفال بذكرى نوفمبر 1954 بما يتناسب وهذا الحدث التاريخي العظيم، الإجابة هي أننا نحتفل بذلك بطريق فلكلورية باهتة دون إحياء للذاكرة التاريخية للأمة.

س) إذا سلمنا أن الحكومة المؤقتة قد تلقت مشاكل من أعداء الثورة، كيف تفسر أن رفقاء السلاح آنذاك البعض منهم لم يكن راضيا على هذه الحكومة، و التاريخ يخبرنا عن مؤامرة العقداء التي يقال أن العموري هو الذي قام بها لإجهاض الحكومة المؤقتة بالتنسيق مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي لم يكن يستر ح لفرحات عباس الذي كان في نظره يمثل التيار الفرنكوفوني داخل الثورة، ما صحة ذلك؟

ج) انا أستبعد أن يكون عبد الناصر قد شارك في مؤامرة من هذا النوع و هذا لا يعني أن المخابرات المصرية قد لا تكون حاولت أن تتدخل في هذا الأمر و تتعاطف مع طرف ضد طرف آخر، هذا أولا و ثانيا فإن فرحات عباس لم يكن فرنكوفونيا و إنما كان متعلما بالفرنسية و وطنيا أفضل بكثير من بعض المعربين، فهو كان يؤمن بعروبة و إسلام الجزائر، و الإنسان كما تعلم هو كائن حي يتطور فسيولوجيا و فكريا و قد يبدأ مخطئا في حياته ثم ينتهي على طريق مستقيم في سلوكه و أفكاره و هذا ينطبق على فرحات عباس و على غيره من البشر، ففرحات عباس الذي بدأ ملتحما بفرنسا انتهى عدوا لها، أما قضية العموري فهذه لها منطلقات أخرى و لها خصوصية داخلية، و أنا أعتقد أنه لا يجوز أن نسمي ما قام به العموري مؤامرة لأنها كانت محاولة تصحيحية لم يكتب لها النجاح، فالعموري كان رجلا مثقفا و عروبيا مسلما و ثوريا وطنيا و ربما يكون قد عز عليه تفشي بعض الممارسات التي كانت تتنافى مع الوطنية و المنطق السليم في أوساط الثورة الجزائرية، و أعني بذلك خاصة ما جرى في قيادة الأركان الغربية و الشرقية و محاولة بعض الفاعلين في قيادة الثورة تغليب عنصر على آخر، فمنطلق العموري كان شعورا بالإجحاف و خوفا من انحراف قد يقود الثورة إلى الهلاك، و هذه الحركة التي قام بها لا علاقة لمصر بها ولا لأية جهة خارجية أخرى والذي يزعم ذلك فهو يجهل وطنية الرجل الذي كان مستقل الفكر و الرأي وشعلة من الذكاء وأنموذجا للوطنية الحقة.
لقد كانت الثورة الجزائرية مستقلة في قرارها و لا دخل لنظام عبد الناصر فيها بدليل أنها كانت تتبلور، قبل مجيء النظام الناصري، في تشكيلة المنظمة الخاصة” لوس”، و لكن لا ننكر أن مصر قد قدمت كل الدعم اللازم للثورة الجزائرية بقدر ما تستطيع، كما لا يمكن أن ننسى القرار التاريخي و الشجاع الذي اتخذته الحكومة العراقية آنذاك حينما خصصت ثلث ميزانيتها لدعم الثورة الجزائرية وقل كذلك بالنسبة لجميع الدول الشقيقة والصديقة التي ساعدتنا كل واحدة بإمكانياتها الخاصة وظلت المساعدات متواصلة إلى تحقق النصر واسترجعت الجزائر استقلالها.

س) في الأيام القليلة الماضية اجتمعت القيادات التاريخية لتنظيم الأفافاس و قد صرح المجاهد لخضر بورقعة أن ما قام به زعيم الأفافاس السيد حسين آيت أحمد لم يكن تمردا و إنما هو تصحيح لانحراف، هل توافقونه على ذلك؟

ج) نعم أنا أوافق سي بورقعة على ما قاله، ففي سنة 1962 وقع أول انقلاب في الجزائر على الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة، و ما بني على الانقلاب لا يمكن إلا أن يكون انحرافا، و قد أدخلنا هذا الانقلاب في دوامة من الصراعات و الاقتتال بين الإخوة لازالت تداعياته ماثلة إلى حد اليوم.

أحداث أكتوبر

س) هناك قراءات متعددة لأحداث أكتوبر1988 بين من يصفها بأنها كانت ثورة شعبية ضد نظام الحكم، و بين من يقول بأنها من صنع النظام نفسه نتيجة الصراع بين العصب، ماهي قراءتكم لهذا الحدث بعد مرور عقدين من الزمن، هل هو نتيجة لأسباب داخلية أم خارجية؟

ج) قبل الإجابة على سؤالك أعلمك أنني خصصت كتابا حول أحداث أكتوبر1988 بعنوان ” المؤامرة الكبرى أو إجهاض ثورة ” صدرت الطبعة الأولى منه بتاريخ 19 مارس 1989 ثم صدرت الطبعة الثانية بتاريخ أول مارس 1991 و لكن الناس لا يقرؤون وهذه هي المصيبة(( بعد حصولنا على هذا المصدر المهم الذي سلمه لنا صاحبه رأينا و للفائدة اقتباس بعض الفقرات التي سنوردها مباشرة بعد أن ينتهي ضيفنا من إجابته هذه))، أولا لا بد من التأكيد على قاعدة مهمة و هي أنه لا يوجد فعل معزول في التاريخ، و أحداث أكتوبر 1988 خطط لها قبل هذا الموعد بكثير وبطريقة شيطانية خبيثة، الغرض منها هو إجهاض ما حققته ثورة نوفمبر 1954 و الانتقام من جبهة التحرير الوطني حامية مشروع هذه الثورة المباركة، و قد كان المهندس الأكبر لهذه العملية هو فرانسوا ميتران منذ أن كان وزيرا للداخلية ثم وزيرا للعدل أثناء الثورة إلى أن وصل إلى سدة الرئاسة فكان له ما أراد حينها وجد الظروف كلها مهيأة في الجزائر لتنفيذ مخططه الذي شاركت فيه و للأسف أيدي جزائرية عز عليها أن تسترجع البلاد سيادتها المغتصبة.
          من العوامل التي ساعدت على تنفيذ هذه المؤامرة هو تولي نخبة من الفرنكفوليين مقاليد الأمور في مؤسسات الدولة الجزائرية بعد استرجاع الاستقلال في الإدارة و العدالة و نشر ثقافة الاستلاب للخضوع لفرنسا مع تشجيع الرذيلة و الفسق والمجون التي كانت رياض الفتح مرتعا لها لإفساد الشباب و مسخه و فصله عن مرجعيته وهويته العربية الإسلامية حتى يكون طيعا مسلوب الإرادة والوعي ويسهل إحداث الزلزال الذي شهدناه في أكتوبر سنة 1988.
مع تسليمنا بتوفر الأسباب المباشرة لأحداث زلزال أكتوبر، كتفشي الفساد و الرشوة والمحسوبية والبطالة وأزمة السكن و اختفاء بعض السلع و المواد الغذائية من الأسواق، كانت هناك أسباب خارجية دفعت لذلك وهي مناقشة مشروع دستور الوحدة الاندماجية مع الجماهيرية الليبية، الأمر الذي لم تبلعه الدول الاستعمارية بسهولة وفي مقدمتها فرنسا التي رأت بأن هذه الخطوة سوف تجعل الجزائر بعيدة عن قبضتها و بالخصوص أن ليبيا لم تكن مستعمرة فرنسية في السابق، و أنا هنا أسأل لماذا لا يفتح النقاش حول هذه المبادرة الهامة من تاريخ دول المغرب العربي، أما السبب الآخر الذي لا يقل أهمية فهو انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي في الجزائر والآخر الذي تم فيع الاعلان عن ميلاد الدولة الفلسطينية وهو ألأمر الذي أغضب الكيان الصهيوني الذي كان يعتقد أنه شتت القوى الفلسطينية بعد حصارها في بيروت سنة 1982 وإخراجها منها بالقوة.
(( زيادة في الفائدة لأهميتها في هذا الظرف بالذات، أستسمح القارئ الكريم أن أعرض عليه فقرات مقتبسة من كتاب ” المؤامرة الكبرى أو إجهاض ثورة ” للدكتور العربي الزبيري، فإليكم ما يلي:
“إن ما حدث في أكتوبر عام 1988 مؤامرة كبرى حيكت خيوطها بذكاء شيطاني لتسهيل الردة في جميع المجالات و للتمكين من شل كل القوى الوطنية التي قد تتصدى للخيانة. و لقد حرس مدبروها على إحاطتها بكثير من السرية حتى تبقى الحقيقة غائبة عن الشعب الذي كان قد أثرى” الميثاق الوطني” بكل حرية و ديمقراطية وذالك قبل اقل من عامين فقط …)) ص 14
” إن أحداث أكتوبر لم تكن مفاجأة إلا بالنسبة للنتائج التي أسفرت عنها . ما عدا ذلك فان الجزائريين كلهم كانوا يعرفون أن شيئا ما سيقع بالتحديد في اليوم الرابع من شهر أكتوبر سنة 1988…لقد كان ذالك الشيء هو موضوع أحاديث الشارع و المقهى و البيت و سائر المناسبات التي تجمع الناس. فقط لم تكن هناك تفاصيل الأحداث, و لم يكن ثمة من ينبئك عن منظميها أو أهدافها.” ص 132
” إن بعض المسئولين في قمة هرم النظام يذهبون إلى أبعد من ذالك, إذ يؤكدون أن رئيس الدولة كان يعلم علم اليقين أن الجزائر مقدمة على كارثة, وانه أخبر جميع مساعديه المقربين في شهر جوان, و أمرهم بالاستعداد للمواجهة و التصدي, و يذكر نفس المصدر أن الاجتماع وقع ثانية في شهر أوت , لكن الاستعدادات لم تتم , وقد رأينا كيف أن رجال الشرطة و رجال الدرك الوطني كانوا غير مسلحين وعلى غير أهبة عندما بدأت أسراب المتظاهرين تنفد الخطة في الميدان .
      إن الأحداث في حد ذاتها لم تبدأ في اليوم الخامس من شهر أكتوبر كما تعود الناس ان يقولوا, بل إن شوارع حي باب الوادي و حي القصبة و بعض أحياء و هران قد عاشت جو المظاهرات العنيفة عشية اليوم الرابع من الشهر المذكور. وعلى الرغم من ذالك, فان المصالح المعنية التي كانت مطلعة على كل شيء لم تستعد لأي شيء, و هو ما يزيد من قناعتنا بان التعليمات كانت قد أعطيت للمنفذين الأساسيين قصد الشروع في الإعداد لعملية الإجهاض.” ص 133
“كانت أحداث الأزمة السياسية التي وقعت سنت 1962 إحدى المظاهر الرئيسية للمؤامرة التي استهدفت ثورة نوفمبر المجيدة …”ص 10
“إن إراقة الدماء سنة 1962 كانت ليمكن بعضهم من إشباع رغبته في السلطة، لقد أدى ذالك الوضع إلى فرض الازدواجية اللغوية على أجيال ما بعد استرجاع الاستقلال, و ليس سرا أن الازدواجية وجه مقنع من وجوه الاستعمار الجديد، كذالك أبقى على التنظيم الإداري كما وضعته فرنسا مع نوع من التغيير في تركيبية البشرية فقط, كما أظفي الطابع الرسمي على أجهزة العدالة الاستعمارية بحجة أن القانون فوق الجميع ” ص 11
“ومع الانقلاب العسكري في 19 جوان 1965 ازداد الانحراف خطورة و فتحت الأبواب للأجانب ليعبثون بالمجتمع الجزائري من جهة و يخربون الاقتصاد الوطني من جهة أخرى ” ص11
” ولقد كان الانقلاب العسكري سنة 1979 هو كارثة الكوارث، فعلى غرار سابقيه تستر بغطاء ” حزب جبهة التحرير الوطني ” ليرفع شعار شرعية مزعومة و يمارس في الواقع سياسة في الحكم ما أنزل الله بها من سلطان “ص 12
“فالنظام الذي انبثق عما يسمي بالمؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني هو الذي فتح الأبواب واسعة لما يسمى بحزب فرنسا و سواء كان ذالك عن قاعة أو عن بلادة فان النتيجة جاءت واحدة وهي إعادة الجزائر إلى أحضان الاستعمار ” ص13
” أصبح معظم الجزائريين بعد 28 سنة من استرجاع السيادة الوطنية،يتغذون من الإعلام الفرنسي مقتنعين بأنه مثالا في الصدق و محايدا فيها يقدمه لهم من معلومات مختلفة حول أوضاعهم السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية , ومن ناحية أخرى ابتعدوا نهائيا عن مقومات شخصيتهم الوطنية التي يفترض أن تكون هي الدرع الواقي لهم كلما عصفت ريح الغزو الثقافي الخانقة القاتلة ..” ص26
“…فان فتح الحدود أمام اليد العاملة الجزائرية لتهاجر إلى فرنسا بلا شرط و لا قيد قد مهد السبيل لخلق وضع خطط له الجنرال ديغول و لم تظهر خطورته للعيان إلا مستهل الثمانيات” ص 29 ويضيف الكاتب في سياق منفصل أن ذلك تسبب في تفشي أمراض اجتماعيه تمثلت في ضياع أبناء المهاجرين فى فرنسا و غزو المجتمع الجزائري بواسطة أنماط الحياة الغربية و السلوكيات التي لا علاقة لها بواقع البلاد التاريخي و الحضاري على حد سواء ” ص 29 )) انتهى الاقتباس.

س) هل أنت مع من يرى أن أحداث أكتوبر كانت وسيلة للخروج من النظام الأحادي و الانتقال إلى التعددية السياسية، أو على الأقل لتحجيم سلطة حزب جبهة التحرير الوطني؟

ج) هذا تبسيط للأمور و جبهة التحرير الوطني كانت تحتوي عدة حساسيات و تيارات بداخلها و هل اليوم تشاهد تعددية حقيقية في الميدان بعدما دخلت الأحزاب السياسية في غيبوبة تامة.

س) من المستفيد من أحداث أكتوبر؟

ج) المستفيد الأول هو فرنسا الاستعمارية التي لم تتخلص بعد من حلم العودة إلى الجزائر و لو عن طريق عملاءها ممن يحملون البطاقة الجزائرية، و المستفيد الثاني هو الصهيونية العالمية التي تعمل كل ما في وسعها للقضاء على نموذج الثورة الجزائرية التي أعطت أكبر درس في المقاومة و المستفيد الآخر هم الخونة و العملاء الذين باعوا ضميرهم و شرفهم مقابل شيء عارض.

س) أين نحن اليوم بعد مرور عشرين سنة على أحداث أكتوبر؟

ج) لم نخرج بعد من دوامة العنف والصراع الذي استنزف مقدرات الأمة، وما لم نعالج قضايانا بكل وضوح وشفافية وسنبقى نتخبط في مستنقع الفساد الذي سيؤدي بنا إلى الهلاك لا محالة.

س: أين وصل الصراع حول شرعية الاتحاد العام للكتاب الجزائريين الطي لم يتعافى بعد منذ أن غادرت رئاسته، وما هو تعليقك على ما قاله الكاتب مرزاق بقطاش من أن اتحاد الكتاب كان ممرا للظفر بكرسي النيابة في المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة؟

ج: أنا لا أوافق ما ذهب إليه الزميل الكاتب القدير مرزاق بقطاش، لأن اتحاد الكتاب انتهى دوره منذ عقدين من الزمن ولم يعد وجوده اليوم قانونيا . قبل أن أجيبك أطرح عليك مجموعة من الأسئلة، يكون في مقدمتها : أين هم المثقفون الجزائريون الذين يتفاعلون مع قضايا أمتهم وما أكثرها ؟
وأين هم المثقفون الذين لهم قنوات مفتوحة في إتجاه جماهيرهم الشعبية ؟
وأين هو الإنتاج الفكري والثقافي الذي يمكن اعتماده اليوم لحل الأزمة الثقافية التي نتخبط فيها بل قل لي أين هي مكانة المثقفين في سدة الحكم وفي نظام الدولة؟
الآن ولأنك سألت أقول لك إن مجلس قضاء الجزائر قد أصدر قرارا بإلغاء المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد في سكيكدة أسبوعا فقط قبل انعقاد المؤتمر التاسع العادي(انظر اللا منطق الذي تتحلى به الإدارة في الجزائر) وقد كان إلغاء المؤتمر مصحوبا بتجميد جميع الهيئات المنبثقة عنه ولقد أكد مجلس الدولة الذي هو الهيئة العليا للنظر في مثل هذه القضايا القرار المذكور بعد أن ألغى القرار الذي جاء نتيجة المعارضة .
كل هذه القرارات لم تجد طريقها للتنفيذ لأننا نعيش دولة القانون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*حوارٌ أجراه الأستاذ عدة فلاحي مع الدكتور العربي الزبيري
* جريدة صوت الأحرار: الإثنين 13/10/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لن تكون أية لغة "صعبة" بعد الآن بفضل هذا الاختراع الياباني الذكي كتب: بشير خلف        يُعدّ التحدث بلغة أجنبية مهارة مطلوبة ...