السيف والقلم
بقلم: بشير خلف
رُوِي أن أحد الملوك قديمُا قال:
«إنّ أمْر الدين والدنيا تحت شيئيْن :" قلم وسيف " والسيف تحت القلم«
***
الله جل وعلا أقسم بالقلم وبما يسطره القلم ، ولم يقسم بالسيف ، وفى العادة يظل هناك تنافس بين السيف والقلم ، ويضطر القلم فى معظم الوقت لأن يخدم السيف فيعمل صاحب القلم كاتبا أو قاضيا أو وزيرا أو معلما لصاحب السيف أى الحاكم المستبد . وقد يثور القلم على السيف فيعانى العالم الكاتب المؤلف من قسوة السيف أو الحاكم المستبد ، ولكن فى النهاية يفوز القلم على السيف ، فينزوى الحاكم بسيفه الى غياهب النسيان بينما يظل المؤلف الحرّ بعد موته مشهورا مذكورا .
***
..فهل ارتفع حقًّا القلم رمز الحكمة في مواجهة السيف رمز السلطة طوال حقب التاريخ وبخاصة أيامنا هذه ؟
أم أن العلاقة بينهما ظلّت تسودها هواجس الخوف وحذر البطش؟
لماذا البيت الشعري لأبي تمام الذي يمدح فيه " السيف " الذي هو رمز القوة والبطش، والسلطة خلُد في مخيالنا العربي أكثر ممّا خلُد ما قيل في القلم؟
"السيف أصدقُ أنـــــــــباء من الكُتب
في حدّه الحدّ بين الجــــــــدّ واللــعب
بيض الصحائف..لا سُود الصحائف
في متـــــونهن جلاء الشكّ والريب"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق