الأحد، 24 فبراير 2013

اليونيسكو تحتفي بذكرى محمد أركون


اليونيسكو تحتفي بذكرى محمد أركون في.
. حفل تسليم الجائزة الدولية للثقافة العربية
المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم، تحتفي بالراحل محمد أركون، المؤرخ الفيلسوف والباحث المفكر الذي غادرنا فجأة في أواخر السنة الماضية، وذلك بالتزامن مع الحفل المقرر تنظيمه يوم الجمعة القادم بمقر المنظمة الدولية في باريس، بمناسبة حفل توزيع جائزة “اليونيسكو” الدولية للثقافة العربية - 2011، التي سبق أن تولى البروفيسور أركون رئاسة لجنة تحكيمها في طبعات مختلفة، منذ تأسيس الجائزة، في العام 1998، وحتى يوم رحيله في شهر سبتمبر من العام الماضي.
محمد أركون رهين الغربتين
لم يكن أحسن حظا من سلفه أبي العلاء المعري رهين المحبسين، فإذا كان نصيب فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة أن يقبع في محبسيه القاسيين، حبس جبري وآخر طوعي، متمثلين في فقدان البصر واختيار العزلة، فإن محمد أركون المفكر بين الباحثين، والفيلسوف بين المؤرخين، كان قدره أن اضطر اضطرارا لأن يختار غربتيه الاثنتين معا، غربة منفاه الاختياري وهو حي يرزق، وغربة مثواه الأبدي وهو في عالم الخلود، على أن أوساط العلم والمعرفة عبر العالم، لاتزال تذكر الباحث الجزائري المؤسس لأحد أهم فروع الدراسات الإسلامية المعاصرة، وتذكر جهده وفضله وإنجازه العلمي في ميدان البحث والتأليف والتدريس الخاصة بهذا الجانب الفكري من التراث الإنساني.
احتفاء واحتفال في .. اليونيسكو
اليونيسكو، تحيي هذا الجمعة ذكرى المفكر الجزائري، اعترافا من الوسط الثقافي الدولي، بجهوده في خدمة الثقافة العربية والإسلامية ضمن مساره في البحث العلمي للرفع من مستوى الفكر والمعرفة في مجتمعه وفي المجتمع الإنساني عامة، وتأتي التفاتة الوفاء هذه من المنظمة العالمية، بمناسبة حفل توزيع جائزة الثقافة العربية على الفائزين يها لهذه السنة: الأستاذ فوزي نوري مدير المسرح السوداني، والأستاذ شريف خزندار، الشاعر والروائي العربي الأصل، مؤسس ومدير “بيت ثقافات العالم” الذي كرّس من خلاله كل عمله وخبرته، لنشر الآثار الإبداعية العربية والتعريف بها عبر نشاطه بالعاصمة الفرنسية باريس.
جائزة الثقافة العربية
بحسب القانون الذي اعتمده المجلس التنفيذي لليونيسكو في إنشائها، تهدف إلى تكريم الشخصيات أو الجماعات أو المؤسسات التي تسجل إسهاما مميزا، في تطوير الثقافة العربية ونشرها وتعزيزها، وفي المحافظة على التراث العربي غير المادي للثقافة العربية وتنشيطه والتعريف به على المستوى الإقليمي والعالمي، وهي تمنح مناصفة بين اثنين من الفائزين، على أن يكون أحدهما عربي الجنسية، والآخر من جنسية أجنبية، وعلى هذا فقد جرى اختيار المسرحي السوداني علي نوري، ليتقاسم الجائزة لهذا العام، مع الأستاذ خزندار الفرنسي الجنسية، وهو من أصول سورية.
الثقافة العربية و.. جائزتها الدولية
وكانت منظمة اليونيسكو قد ذكرت في معرض تقديم حيثيات اختيارها هذا، أن الأستاذ نوري الممثل ومدير المسرح السوداني، أشرف عام 2004 على تأسيس فرقة (البقعة) التي تنقلت في مناطق الحرب عبر ربوع السودان لتقدم عروض مسرحيات متنوّعة، يؤدي الأدوار الرئيسية فيها، أولاد الجنود وأيتام الحرب الأهلية، وهو الحريص دوما على أن يوظف في أعماله المسرحية المستوحاة من التراث الثقافي السوداني، تقنيات سرد مختلفة، فضلا عن الفولكلور المحلي وفن التمثيل الإيمائي.
وجاء في قرار لجنة تحكيم الجائزة الدولية، أن “هذا العمل عرف استخدام اللغة والثقافة العربيتين (خصوصا الأغاني والقصص)، بطريقة مرنة استطاع من خلالها الممثلون الشباب إعادة بناء أنفسهم”.
وأضافت اللجنة، أن هذا الدور الفاعل جدا الذي أداه علي نوري في مجال الثقافة العربية والمعهد الدولي للمسرح منح عمله اعترافا دوليا.
وذكرت المنظمة في بيانها أن البروفيسور شريف خزندار شاعر وروائي ومدير مسرح، أسَس عام 1982 في باريس مركزا ثقافيا هو (بيت ثقافات العالم) الذي ما زال مشرفا على إدارته إلى اليوم.
وجاء في حيثيات لجنة تحكيم الجائزة الدولية، أن الأستاذ خزندار منح مكانة خاصة لمظاهر الثقافة العربية في برامج (بيت ثقافات العالم)، مع الإشارة إلى إسهامه القيَم في “الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى منذ ما يقرب 50 عاما”.
وداعا أركون .. مرحبا أركون
البروفيسور محمد أركون شغل منصب الأستاذ المشرف على شعبة الدراسات الإسلامية التطبيقية، التي كان مؤسسها بجامعة السوربون الباريسية غداة انتقاله إلى العاصمة الفرنسية عام 1993، إثر اشتداد الهجمة الأصولية الدموية في الجزائر، والتي استهدفت المثقفين والكفاءات الوطنية بصفة خاصة، وعموم الشعب الجزائري بصورة عامة، وقد أغنى الفيلسوف المكتبة الإنسانية بمؤلفاته العديدة في هذا الجانب من العلوم الإسلامية التطبيقية، الذي عمل على تطويره، وتولى تدريسه في العديد من الجامعات الكبرى في بلدان العالم، حيث حظي بصداقة الكثير من الشخصيات المؤثرة على الصعيد العلمي والمعرفي وحتى السياسي، والذين يشكلون جموع الحضور بين النخبة التي تحتفي بذكراه في هذا اليوم، تتقدمهم المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا، قبل أن يصار إلى الاحتفال بتسليم الجائزة الدولية للثقافة العربية - 2011، للفائزين المحظوظين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...