وادي سوف..دراسات تاريخية واقتصادية وثقافية
بشير خلــف
صدر في الأيام الأخيرة عن الجمعية الثقافية للمركز الثقافي محمد ياجور بقمار. كتابٌ قيّمٌ مُهدى إلى روح الأستاذ المربّي محمد التجاني زغودة الذي حضر فعاليات الندوة الفكرية التي يوثّق لها هذا الكتاب قبل وفاته. الكتاب من طبْع دار مزوار للطباعة بمدينة الوادي بعنوان: وادي سوف دراسات تاريخية واقتصادية وثقافية متنوعة..كتابّ من الحجم المتوسط ، ذو غلاف جميل من تصميم الفنان التشكيلي محمد بشير سواسي، يقع في 191 صفحة. الكتاب وكما سبق عبارة عن وثيقة تجمع مداخلات الندوة الفكرية الخامسة للجمعيةالتي جرت وقائعها بالمركز الثقافي بقمار أيام: 24 ، 25 ، 26 ماي 2006 وهي محاضرات أعدها، وقدمها متخصصون كلٌّ في مجاله.. الكتاب وبعد كلمة السيد محمد عوّادي رئيس الجمعية، وتقديم الدكتور أحمد زغب تضمّن المداخلات التي كانت كالآتي: ـ مفهوم الوثيقة في البحث التاريخي للأستاذ علي غنابزية ـ سوف في المصادر الأباضية للأستاذ نصر الدين وهّابي ـ الوضع الاجتماعي والاقتصادي لوادي سوف للأستاذ موسى بن موسى ـ علاقات وادي سوف بتونس وليبيا للأستاذ عثمان زقب ـ الحركة العلمية بوادي سوف للأستاذ علي غنابزية ـ جمعية الشباب السوفي الزيتوني للأستاذ محمد السعيد عقيب ـ دور الشيخ العلامة أحمد العبيدي للأستاذ قمعون عاشور ـ سوف في كتابات إيزابيل إبرهاردت للأستاذ ميهي عبد القادر ـ الجديد في البحث الاثنوغرافي للدكتور أحمد زغب ـ تأملات في النشيد الغاضب للأستاذ صالح خطّاب ـ مسألة الهزيمة في الخطاب السردي. وممّا جاء في التقديم الذي كان للدكتور أحمد زغب ما يلي: « تهتم كل الأمم بتوثيق ماضيها وحاضرها تطلّعًا إلى مستقبلها، ولقد نال تاريخ منطقة وادي سوف اهتماما جيدا من أبناء المنطقة وغيرهم، فكُتبت فيه الكتب والمقالات التي ترصد مختلف مناحيه التاريخية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، لكن الملاَحظ هو غياب التوثيق والمنهج العلمي الدقيق في غالب تلك الجهود لأسباب موضوعية تتعلّق بالفترة التي كُتبت فيها، أو بما يهدف إليه صاحبها من خلالها. ومن أجل كتابة علمية موثّقة تعود بكل معلومة إلى مصدرها، وتمحّصها، وتدقّقها، ثم تحليلها وربطها بغيرها من المعلومات الموثّقة هي الأخرى من أجل ذلك جاء هذا الكتاب الذي أعدته مجموعة من المختصين كلٌّ في مجاله.» إن هذا الكتاب بقدر ما هو لبنة جديدة يُضاف إلى المكتبة العربية، فإنه تعريف بمنطقة وادي سوف، منطقة واقعة في الجنوب الشرقي الجزائري تمتاز بالحركية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، معروف عن أهلها منذ القديم الحركية والحراك، وما فتئت تحتضن وتدافع عن اللغة العربية، والقيم العربية الإسلامية إلى درجة الغلوّ في بعض المراحل التاريخية، ثم هي موطن لتخريج العشرات من المثقفين والعلماء ولا تزال. الكتاب من خلال مضمونه يعرض لكل ذلك، فالاطلاع عليه واقتناؤه ضروري..فشكرا للجمعية الثقافية الياجوري على هذا العمل الثقافي الجميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق